حذر خبراء في السياسة الخارجية الأميركية الرئيس باراك اوباما من أن سياسته المتبعة في اليمن والتي تقوم على شن غارات من طائرات بدون طيار ضد أهداف إرهابية لا يمكن الاستمرار بها وقد تضر بأمن الولاياتالمتحدة على المدى الطويل. وفي رسالة وصفت بالمثيرة للجدل حول سياسة الولاياتالمتحدة في اليمن ضمن حملتها ضد تنظيم القاعدة، قال خبراء إن اليمنيين يعتبرون أن الولاياتالمتحدة مهتمة فقط بشن عمليات شرسة ضد الإرهاب، إلا أن الإدارة الأميركية ردت بأنها أعلنت مؤخرا زيادة بقيمة مليوني دولار في المساعدات إلى اليمن، وشدد على أن المقاربة "متوازنة". وجاء في الرسالة التي وقعها 27 خبيرا برعاية مجلس الأطلسي والمشروع من أجل الديمقراطية في الشرق الأوسط "برأينا أن الإستراتيجية الأميركية الحالية تهدد أهدافنا للأمن القومي على المدى الطويل". وأضاف الخبراء أن استراتيجية تركز على الشؤون الاقتصادية والسياسية ستخدم الاستقرار في اليمن والمصالح الاميركية "أفضل من التركيز بشكل كبير على جهود مكافحة الإرهاب والتدخل العسكري المباشر". وتابعوا "إننا نتقبل أن تتخذ الولاياتالمتحدة إجراءات ضد الذين يخططون لاعتداءات ضد مواطنيها عند توفر معلومات إستخباراتية مسبقة ومحددة". وأضافوا "إلا أن القضاء على أعضاء في مجموعات ناشطة من خلال غارات محددة الأهداف ليس حلا قابلا للاستمرار ولا يعالج الأسباب التي جعلت هذه القوى تجد أرضا خصبة في اليمن". ودعا الخبراء الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الانتقال من "تركيز محدود" على مكافحة الإرهاب إلى إعطاء الأولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وكتب الخبراء في الرسالة "لا بد أن يعلم الشعب اليمني أن بلاده تعني أكثر من مجرد ساحة حرب بديلة". ولكن معاوني أوباما شددوا على أن الاستراتيجية الحالية والتي ركزت عليها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارة إلى صنعاء العام الماضي، واسعة الأفق ومتوازنة. وشددت أيرن بيلتون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي على أن الإدارة تواجه تحديات اقتصادية وإنسانية وأمنية "خطيرة". وقالت بيلتون "لقد دعمنا المرحلة الانتقالية في اليمن على الرغم من التحذيرات بان القيام بذلك سيزعزع التعاون ضد الارهاب". واضافت "لقد شجعنا ودعمنا الاصلاحات الاقتصادية في اليمن والتي ستضع البلاد على طريق افضل". وتابعت "لقد كنا في مقدمة الجهود من اجل المساعدة على الاصلاح في اليمن واعادة هيكلة الجيش كما زدنا مساعدتنا الانسانية والاقتصادية بشكل ملحوظ هذا العام". ومن المقرر ان تقدم الولاياتالمتحدة مساعدة بقيمة 170 مليون دولار هذا العام الى اليمن في زيادة واضحة عن تلك التي قدمتها العام الماضي وبلغت 106 ملايين دولار. اما راجيف شاه المسؤول في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "يو اس ايد" فقال خلال زيارة الى زنجبار (جنوب) حيث استعادت القوات الحكومية مؤخرا السيطرة على معاقل للقاعدة ان 52 مليون دولار من هذه المساعدة ستخصص لمشاريع انسانية سريعة. ويقول المسؤولون ان المساعدة لن تعطي ثمارا ما لم يتم طرد الناشطين اولا ضمن سياسة "واضحة تقوم على التنظيف والسيطرة ومن ثم البناء". الا انهم اقروا ضمنا ان هناك شعورا لدى اليمنيين بان الولاياتالمتحدة تعطي الاولولية لمكافحة الارهاب. كما اقروا بان الظروف في اليمن معقدة وغير مستقرة الى حد انه من الصعب جدا التوصل الى توازن سليم بسبب الاحداث غير المتوقعة. ويشكل اليمن منذ زمن مصدر قلق امني للولايات المتحدة حتى قبل الهجوم الانتحاري للقاعدة في تشرين الاول/اكتوبر 2000 ضد المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" في مرفأ عدن مما ادى الى مقتل 17 عسكريا اميركيا. والعام الماضي، قتلت غارة جوية اميركية الامام المتشدد الاميركي الاصل انور العولقي والمرتبط بتنظيم القاعدة، والذي تشتبه واشنطن في وقوفه وراء التخطيط للعديد من الاعتداءات ضد الولاياتالمتحدة.