حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطولات داعش والحرب عليها.. حقيقة أم خدعة «1-2»
نشر في الخبر يوم 14 - 01 - 2015

طوال العقود الماضية تعاني الشعوب العربية، من اظطهاد سياسي ونفسي واقتصادي وديني، أنتج لديها نوع من المجاعة النفسية للشعور بالنصر، أي نصر، أما حين يتعلق ذلك النصر بالغرب، فإن له طعمٌ آخر.
تعتقد الشعوب العربية أن الغرب هو من يدعم بقاء الأوضاع السياسية بتلك الحالة في الوطن العربي، من خلال دعمه لتك الأنظمة الجاثمة على صدورها، وهو ما أكدته ثورات الربيع العربي.
داعش أو تنظيم الدولة، تلك الظاهرة التي برزت بشكل غريب، وتوسعت بشكل أكثر غرابة، إضافة إلى الكيفية التي يتعاطا معها الإعلام، حين يعتبر ذلك التعاطي مجرد خدمة، لتوجهات وأهداف الذين يقدمون لها الدعم المالي.
المتأمل في وسائل الإعلام المختلفة، سيجد الكثير من التناقضات، هناك وسائل إلام هدفها الرئيس هو تضليل المشاهد، تروج لكل شيء غير الحقيقية، متناقضة مع كافة الحقائق التي يعيشها الناس، تلك التناقضات تنتهك مساحات واسعة في أفكارنا، إنها تقلل من ثقافة الإنسان وقدرته على التفكير والحكم والتصور، التعاطي بتلك الصورة لا يحترم عقولنا ولا تفكيرنا، تماماً كما لا يتم احترام النفس العربية، والدم العربي، كل ذلك أربك الكثير من المتابعين، الذين يجدون صعوبة في تحديد المصادر التي تمكنهم من الوثوق بها، في كافة المواضيع، ومنها موضوع تنظيم داعش الأمر الذي أنتج آراء متباينة عن التنظيم.
هناك من يعتبره النواة الأولى للخلافة الإسلامية، التي سقط آخر رمز لها في تركيا في3مارس1924م بعد الحرب العالمية الاولى.
والبعض يرى أن الغرب يُدرك تلك الحاجة النفسية لدى الشعوب العربية في تحقيق أي نصر، فكان من أهداف فكرة داعش أن تكون متنفساً للشعور بنوع من الانتصار، حين يُعلن الغرب عن تخوفه منها، والحديث مخاطرها وقوتها وإمكانياتها.
بينما يرى آخرون بأن الهدف الأساسي لداعش، هو الحفاظ على أنظمة شارفت على الأفول (السوري والعراقي) على وجه الخصوص، وإعاقة أي محاولة ثورية من النجاح، لتبقى الهيمنة الأمريكية، والأساطيل الغربية في الوطن العربي لحراسة مخازن النفط.
رأيٌ آخر يعتقد بأن التنظيم ذريعة جديدة من الغرب، لسحب المزيد من المال العربي، الذي يمول بشكل شبه حصري عمليات مواجهة التنظيم.
آخرون يرون بأنه وسيلة لتشويه الإسلام، ونقل صورة غير حقيقة عن الدين والنظام الإسلامي، ليكون سبباً لمحاربة الإسلام في الوطن العربي، ومحاولة لإقحام تركيا ذات التوجه الإسلامي المعتدل، وضمه ضمن دول محور الشر الجديد، لأنهم لا يريدون السماح ببقاء نموذج إسلامي متميز في أي مكان .
طرف سادس يرى بأنه تم الاستفادة من الأوضاع المظطربة في المنطقة –ثروات الربيع وما نتج عنها، وتفكك تنظيم القاعدة في العراق- لتشكل كيان جديد، وإدخال قيادات أمنية جديدة في التنظيم، تشرف عليها الدول ذات التأثير الفعال في المنطقة، للقيام بأدوار وخطط ذات أبعاد معينة تنفذ من خلال التنظيم، تستخدم لتنفيذ أجندات مختلفة لتلك الدول .
آراء كثيرة يُمكن لمجموعها أن تُمثل السبب الحقيقي -بنسب مختلفة- وراء ظاهرة داعش بتلك الصورة.
ماهو مؤكد بأن الأمر أكبر من أن نتناوله في مقال، لكنا سنحاول تسليط الضوء على بعض الجوانب الهامة المتعلقة بالتنظيم، والقيام ببعض المقارنات، وطرح بعض التساؤلات ضمن محاور محددة، معتقدين بأنه ومن خلال الإجابة عليها، وتأمل تلك المقارنات، وتفسير تلك الأحداث -وهذا ما سنتركه للقارئ- فإن ذلك سيمكنه من الوقوف على جانب كبير من قضية داعش.
سيتم تناول ذلك في حلقتين اثنتين، بذل فيها مجهود كبير خلال أكثر من أسبوع، للخروج بهذا الموضوع الذي نتمنى أن ينتفع به القارئ الكريم.
1-داعش والاسم:
لو بدأنا من الاسم: فإن التنظيم يُسمي نفسه ب (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) ثم عرفوه اختصاراً ب (داعش) .
وهنا نسأل إذا كان التنظيم يمثل الخلافة الإسلامية (حسب قولهم) لماذا تم حصره في العراق والشام فقط، أليس من المفترض أن يُعم كل البلاد الإسلامية ؟!
قيادات هذا الكيان الجديد أو جدت أوضاع متناقضة، حول الجهات التي يجب الجهاد ضدها، الأمر الذي حول الصراع بين مكونات التنظيم، لدرجة أن خصومتها مع النُّصرة مثلاَ، التي كانت تعمل ضمن مكونات الجيش الحر في سوريا، وحققت إنجازات رائعة.
غير أن الكيان الجديد لتنظيم الدولة، خلق خصومة بينه وبين جبهة النصرة، انتقلت خلال ستة شهور من خصومة على الإمارة، إلى صراع عقدي، حين جعل من نفسه "خلافة" على معنى "جماعة المسلمين" لا جماعة من المسلمين.
من هذا المنطلق فإن التنظيم كفر من خالفه ولم يبايعه، حين جعل من نفسه جماعة المسلمين، إضافة إلى خلافهم على الوسائل الأجدى لتحقيق مشروع الخلافة، ذلك الخلاف أوقع مئات من الضحايا بين الطرفين، وصلت إلى أكثر من 700قتيل.
ذلك الكيان ظهر بحالة متقدمة من الانتهازية، التي جعلته يقاتل الجهاديين الذين من المفترض أن يكونوا معه في خندق واحد، في الوقت الذي يَقبل فيه مبايعة كثيرين للقتال إلى جواره، بعضهم قطَّاع طرق.
هذا الوضع يقودنا إلى تساؤل: إذا كان الهدف إقامة الخلافة الإسلامية، لماذا التنظيم لا يحارب الأنظمة الرسمية في العراق وسوريا ؟! بينما يحارب فصائل من داخله؟! وإذا كان التنظيم يحاربها، فماهي الإنجازات التي حققها ؟!
مع العلم أن التنظيم حين أعلن "الخلافة" جعل كل من يعارضه في طائفة "البغاة" !!!
2-أماكن ظهور التنظيم، والمناطق التي يسيطر عليها.
برغم الظهور المفاجئ إلا أنه يُقال لنا بأن التنظيم أصبح يُشكل خطراً عالمياً في فترة وجيزة، والعجيب أن أبرز معاركه التي انطلق منها هي مناطق سنية أهمها الفلوجة، والرمادي، التي انطلق منها بتاريخ4يناير2014م ثم إلى العديد من مناطق محافظة الأنبار التي وقعت تحت سيطرته.
العجيب أن الجيش العراقي بدأ يشن هجوماً ضد محافظة الأنبار، التي أعلن التنظيم استيلائه عليها، بحجة مقاتلة التنظيم !!!
وفي 9يونيو2014م تم هجوم كامل على مدينة الموصل، التي هي مركز محافظة نينوى، وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، علماً بأن أغلبية سكان الموصل من العرب السنة، هذه المدينة تم الاستيلاء عليها خلال20يوم فقط.
وفي تاريخ29يونيو تم الإعلان عن دولة الخلافة، بعد السيطرة على أراضي واسعة بالعراق وسوريا، لتتحول داعش إلى "دولة الخلافة".
بعد معركة الموصل اهتمت الصحافة العربية والعالمية بالنتائج المترتبة على تلك المعركة، لأنهم قالوا لنا بأن قوات التنظيم حصلت على مكاسب عسكرية وسياسية، لا يمكن الاستهانة بها مطلقا، فباتت الدولة الإسلامية في العراق والشام –حسب خبراء- التنظيم الإرهابي الأكثر غناً في العالم، لأنه سيطر على منابع نفطية، إضافة على ما قيل بأنه فرع البنك المركزي العراقي في الموصل، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الهائلة التي غنمها، مثل المدافع والدبابات والمدرعات ومنصات قتالية وصواريخ…الخ
نحن في اليمن بمقدورنا أن نتفهم كيفية هذا الاجتياح الطوفاني، وكيف يكون بمقدور تنظيم عسكري ولو كان صغيراً، السيطرة على مناطق واسعة وأسلحة كبيرة، لان لدينا خبرة صنعها النظام السابق وجماعة الحوثي، وذلك حين تقوم القوات الرسمية بتغيير اللبس العسكري وتحمل شعار المليشيات المسلحة، وعندها يمكن إعلان السيطرة على كل المساحة التي تقع تحت سيطرة الدولة، لا أجد تفسيراً لذلك الاجتياح الذي صنعه تنظيم داعش بتلك السرعة والكثافة غير هذا التفسير.
لا استطيع أن أصدق بأن تلك الأسلحة وتلك القوات، تمثل تنظيم داعش، لمجرد أنهم يحملون تلك الراية على آليات الجيش ولا يلبسون الزي العسكري الرسمي.
وهنا نسأل:
س: إذا كان التنظيم سُنياً، ويريد أن يُمثل الخلافة، فلماذا كانت البداية هي الهجوم على مدينة الفلوجة السنية، التي حاربتها أمريكا، ثم نظام المالكي الشيعي الطائفي ؟!
س: لماذا نجد أهم المدن والمحافظات التي هو يُسيطر عليها الآن هي إما سنية أو الغالبية منها سنة ؟!
أو تكون مدن ذات مواقع تمكن التنظيم، من فتح خطوط تواصل بين الحكومة المركزية والتنظيم، وذلك مثل:
مدينة سامراء: الغالبية العظمى من سكانها من أهل السُنة، والإسلام هو الدين السائد في سامراء.
مدينة الرمادي: وهي تعتبر مدينة مهمة بالنسبة للتجارة بين العراق، والأردن، وسوريا، كما أنها مرتبطة بخطوط مواصلات سريعة مع العاصمة العراقية بغداد، بالإضافة إلى المدن الأخرى القريبة من الحدود الغربية للبلاد.
مدينة الفلوجة: وهي مدينة سنية حاربتها أمريكا، ومن بعدها نظام المالكي، واليوم يحتلها تنظيم الدولة، الذي يحارب مواطنيها من جهة، والنظام العراقي من جهة أخرى، الأول لا ندري ما هو عذره، أما الثاني فإن حربه فيها بحجة أنه يحارب تنظيم الدولة.
فيما نجد عمليات التنظيم محدودة في المناطق الشيعية في العراق.
لكن بمقدورنا أن نفسر ذلك إذا عرفنا فحوى الرسالة المنسوبة للظواهري – والتي وجهها إلى الزرقاوي في أكتوبر/تشرين الأول 2005 – التي جاء فيها، بأنه يتفق مع الزرقاوي في حكم الشيعة التي وصفها الزرقاوي بالقول "الرافضة طائفة شِرْك وردَّة" لكنه (أي الظواهري) لا يرى مصلحة في استهدافهم، وأن من مصلحة القاعدة وإيران، أن نكفَّ عنها وتكفَّ عنَّا، خصوصًا مع وجود نحو مائة معتقل من القاعدة في إيران.
هذا يدل بأن القاعدة قد أبدت مهادنة واضحة لإيران، وقد امتثل تنظيم الدولة نفسه "لأوامر القاعدة بعدم التعرض للروافض، حفاظًا على مصالح القاعدة وخطوط إمدادها" كما صرَّح بذلك العدناني الذي يشغل منصب الناطق الرسمي باسم التنظيم.
وهنا لنا أن نتساءل:
س: لماذا لم يظهر هذا التنظيم إلا عندما اندلعت الثورة العراقية؟! التي تحولت من ثورة سلمية، إلى ثورة مسلحة ضد نظام المالكي؟!
وبهذا الصدد أليس من انجازات التنظيم، القضاء على الثورة المسلحة التي اندلعت ضد المالكي؟! وإلا أين ذهبت ثورة الشعب العراقي التي كانت قد انطلقت بقوة ؟!
س: لماذا التنظيم يحارب ويتمدد بالقرب من الحدود التركية في العراق وسوريا، تاركاً الأنظمة الرسمية والطوائف الشيعية ؟!
3-القوات العسكرية لتنظيم داعش.
في البداية قيل لنا بأن قوات التنظيم عشرة الآلاف، لكنها تمتلك حجمًا كبيرًا من الأسلحة، بعضها غنمها المقاتلون في معركة الموصل، وأخرى ثقيلة تركها الجيش العراقي الذي انسحب من المواجهة، وأسلحة يشتريها من عائدات تهريب النفط.
مؤخراً وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قدّرت عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق استناداً إلى دراسة جديدة لتقارير كل مصادر الاستخبارات بين مايو/أيار وأغسطس/آب بأنه "يتراوح بين20ألفاً و31 ألف مقاتل"
وبخصوص جنسيات المقاتلين، قالت الوكالة أن52.3% هي نسبة المقاتلين السوريين، أما الباقون فهم من العرب والجنسيات الأخرى.
وهنا نتساءل: هل يمكن أن تتشكل هذه القوات بتلك الكميات الكبيرة في خلال هذه الفترة الوجيزة ؟!
وكيف لهذه القوات التي من المفترض أنها تشكلت من أشخاص عاديين، أن يشكلوا ذلك الخطر الدولي في خلال هذه الفترة الوجيزة ؟!
ثم: مادامت نسبة السوريين في تنظيم داعش تمثل52.3% لماذا لا يتم أولاً مقاتلة النظام الذي خرجوا ضده ؟!
أم أن هذه النسبة هي من جنود النظام السوري؟! لذلك يقاتلون الجيش الحر ويتمركزوا ويستولوا فقط على المناطق التي حررها الجيش الحر؟!
3-طبيعة الحرب على داعش.
منذ العام1989م كان الجيش العراقي يحتل رابع أقوى جيش في العالم، حيث بلغ حسب أهم الإحصاءات مليون جندي، كان في المرتبة الأولى والثانية والثالثة على التوالي (الاتحاد السوفييتي، أمريكا، بريطانيا) .
ذلك الجيش تم القضاء عليه في الحرب على العراق عام2003م خلال شهرين ونصف تقريباً، وذلك من20مارس حتى 1مايو، حين أعلنت أمريكا انتهاء العمليات العسكرية في العراق .
تزعم تلك الحرب على العراق الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة98% من هذا التحالف المكون من34دولة، حسب تعريف مجلس الأمن لحالة العراق في قانونها المرقم 1483 في 2003.
من يتزعم حلف قتال داعش اليوم، هو ذاته الذي تزعم تحالف الحرب على العراق، الولايات المتحدة التي أعلنت أن أكثر من 40 دولة ستشارك بشكل أو بآخر في التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ومن بين هذه الدول الأربعين، وردت أسماء 25 دولة في إحصاء لوزارة الخارجية الأميركية، أما الجهات الأخرى، فستشارك سرياً في مختلف المجالات، الدبلوماسية، والاستخبارات، والمساعدة العسكرية، ومكافحة التجنيد، والشبكات المالية للدولة الإسلامية.
هذا الحلف يعد أكبر من حلف الحرب على العراق، لكنه اليوم يقول بأن فترة القضاء على داعش تحتاج إلى ثلاثين عاماً على الأقل !!!!.
بالنظر إلى التحالف ضد العراق، ومقارنته بالتحالف الذي يُقال بأنه يقاتل تنظيم داعش، إضافة إلى قوة الجيش العراقي وقوة جيش داعش، وفارق الأعداد بينهما والتدريب والتسليح، وغيرها من الفوارق الهامة، ستتولد لدينا عدة تساؤلات هامة وخطيرة أهمها:
س: من الأكثر عدة وعتاداً، من الأقوى تدريباً وخبرة، الجيش العراقي أم جيش داعش ؟!
س: كيف تم القضاء على ذلك الجيش في تلك الفترة الوجيزة، بينما تنظيم داعش يحتاج إلى أكثر من 30عاماً؟!
س: أين مركز قيادة الحلف الذي يقاتل داعش؟! أين مؤتمراتهم الصحفية، التي تحدث العالم بما يدور، وما تحققه من إنجازات ؟!
س: أين أسراب طائرات حلف القتال على داعش؟! أين حاملات الطائرات، أين الطائرات بدون طيار، أين طائرات تزويد الوقود في الجو؟! أين طلعاتها الجوية من أساسها ؟! أين نتائج تلك الطلعات ؟! لماذا لم تصور تلك الطلعات، ونشاهد ماذا يجري و مالذي تقوم به أكثر من40دولة دخلت في حلف حربي ضد تنظيم، قيل لنا بأنه أخطر تنظيم في العصر الحديث؟! لماذا لا نشاهد عمليات هذا الحلف، كما كنا نشاهد عمليات الحرب على العراق 203م ؟! .
س: داعش التي استولت على أسلحة الجيش العراقي، وامتلكت أسلحة قوية منها صواريخ اسكود العملاقة، لماذا لايتم ضرب تلك الأسراب وتلك الأسلحة من قبل التحالف؟! الايمتلك أقمار صناعية تكشف أماكن تلك الأسلحة ومراكز الجيش؟!
أم إن دول التحالف لا تملك التكنلوجيا التي تمكنها من انجاز تلك المهمة مع داعش ؟!
س: أيضاً لماذا لا يتم ضرب أنابيب النفط التي تسيطر عليها داعش، بحسب تقارير الخبراء الأمريكيين أن مبيعاتها تصل إلى مليوني دولار في اليوم الواحد ؟!
س: لماذا يتم السماح لتنظيم داعش ببيع النفط؟! سواء من النظام السوري أو العراقي؟! أليس من العمل العسكري أن يتم حصار الخصم وضرب الموارد التي يتقوى بها على القتال ؟!
ألم يُحاصر العراق لعشر سنوات، حتى حليب الأطفال لم يصل إليهم، لماذا لا يتم محاصرة داعش لأشهر فقط ؟!
أم إن الحرب على داعش، والحلف لذي يحدثونا عنه، هو موضوع إعلامي لا واقع له ؟!
ما تقوم به دولة الإمارات ومصر في ليبيا، من هجمات وطلعات أكثر بكثير مما يقوم به هذا الحلف ضد تنظيم داعش.
من يتابع هذه القضية، سيكتشف بأنه لا يوجد على أرض الواقع صراع حقيقي، ولو بنسبة 20%مما حصل مع حرب العراق،
لم يشاهد أحد تلك الهجمات التي يشنها الحلف على داعش، ذلك الدمار الذي يمكن أن تخلفه قوات أكثر من 40دولة.
تلك الطلعات الجوية التي تصور أهدافها بدقة متناهية عبر الأقمار الصناعية، وتقصفها بدقة في توثيق إعلامي غير مسبوق !!!
ما يبثه الإعلام من صور ويتم تهويله إعلامياً، هو مايقوم به التنظيم في المناطق التي هو مسيطرٌ عليها، وعرفنا سابقاً بأنها مناطق سنية، سواء في العراق أو في سوريا.
س: لماذا لا نشاهد إلا ما يقوم به داعش مثل: ذبح صحفي أمريكي، بطريقة لا يقرها الدين الإسلامي، الذي يأمرنا ب ( وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة) ألا يبدو أن أمريكا قد ضحت به للمزيد من الضجيج الإعلامي ضد تهويل تنظيم داعش؟! كما ضحت من قبل بمن يرتاد برجي التجارة العالمي.
شاهدنا تنظيم داعش يعلق رؤوس، لا نعلم حقيقة لمن تعود تلك الرؤوس، ولماذا قتلت بتلك الصورة التي نهانا الإسلام عنها.
س: ألا يدل ذلك على تهويل ما يقوم به هذا التنظيم ؟! لزيادة أهمية التحالف الذي نسمع عنه ولم نجد له أثراً.
4- تكاليف الحرب على داعش، من يتحملها ومن يتسلمها ؟!
حول هذا الموضوع يقول جوردون أدامز، مساعد المدير السابق لشؤون الأمن القومي والدولي في مكتب الإدارة والموازنة في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي يعمل حاليا أستاذ في كلية الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية (إن الحملة ضد داعش تشمل خمسة عناصر، العمليات الجوية في العراق، وتوسيع الغارات الجوية إلى سوريا، والمساعدة العسكرية للقوات العراقية والكردية، وتوفير مساعدات عسكرية للقوات السورية المعتدلة، ودفع دول أخرى لدعمهم.
ويقدر البروفيسور ادامز في تصريحات أوردتها القناة الأمريكية، تكلفة مواجهة داعش بنحو 15-20 مليار دولار في السنة الواحدة) هذه التقديرات يُقال أنها تقديرات معتدلة .
أما صحيفة "نيويورك تايمز′′ الأمريكية في عددها الصادر يوم الخميس11-9-2014م فإنها تقول (إذا أقلعت طائرة "إف- 16′′ أمريكية من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا، وطارت ساعتين إلى أربيل بالعراق، وأسقطت بنجاح قذائفها على الهدف، فإن ذلك يكلف الولايات المتحدة ما بين 84 ألف إلى 104 ألاف دولار للطلعة الجوية الواحدة، لتدمير معدات أمريكية الصنع، تتراوح قيمتها ما بين مليون و12 مليون دولار، وهي كميات هائلة من الأسلحة الأمريكية، سيطر عليها التنظيم، والتي كانت موجهة أصلاً لإعادة بناء الجيش العراقي.
أما العراق، فسيقوم بالطبع بشراء كميات جديدة وضخمة من السلاح الأميركي، وكذلك السعودية ستسعى للتسلح بأسلحة خاصة لمكافحة داعش) .
إذاً: في حالة كانت هذه العمليات حقيقية، فإن العملية الأولى هنا، هي عملية تجارية بالنسبة لأمريكا، التي ترسل طائراتها لضرب سلاح أمريكي، استولت عليه داعش -حسب زعمهم- ثم تقوم لاحقاً ببيع الجيش العراقي سلاحاً جديداً، لاشك بأن الفارق بين تكلفة ما تنفقه أمريكا على الطلعات، وما سيعود عليها من عمليات البيع سيكون مربحاً جداً، ناهيك أن الدول النفطية ستتحمل الكثير من تكاليف تلك الحرب، كما سنعرف لاحقاً.
العميد السوري المنشق أبو قتيبة يقول ل "العربي الجديد" الذي نشر تقريراً موسعاً عن تكلفة الحرب على داعش، في20سبتمبر2014م (أن جل تكاليف الحرب، ستدفعها السعودية أولاً، ومن ثم الكويت، والإمارات، وذلك لما تعرضت له هذه الدول من تهديد صريح من داعش)
هكذا يُراد لنا أن نفهم الأمور، لكي لا نتعجب أين تذهب ثروات الشعوب العربية، يريدون أن يقولوا لنا بأنها تواجه الأخطار التي تهدد أمن مواطنيها !!!.
وفي هذا الشأن أيضاً: يقول الاقتصادي السوري، سمير رمان لنفس الموقع أعلاه (أن هذه التكاليف سيتحملها دافع الضرائب الأميركي، ولكن التكاليف الفعلية لمثل هكذا حروب تفوق التوقعات المعلنة، هذه النفقات ستتولى دول المنطقة أمرها، وفي مقدمتها السعودية والإمارات المتحدة، التي ترى في خطر داعش تهديداً مباشراً لها.
( رمان قارن بين تكلفة الحرب ضد داعش، وبين والحرب على العراق التي قاربت تكاليفها2.2مليار دولار، وبين الحرب السابقة على المجموعات المسلحة في العراق، والتي لم يتجاوز الإنفاق عليها750مليون دولار، وبين الحرب الأفغانية التي وصلت تكلفة الجندي الواحد الذي حارب فيها إلى نحو1.2مليون دولار سنوياً.(
أعتقد بأن العملية هنا هي عملية تجارية بامتياز، الأطراف كلها ستخرج رابحة، عدى المواطن العربي، والرجل الذي ذهب من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، الأول يفقد ثروته، والثاني يفقد حياته أو بعض أجزاء جسده .
للموضوع بقية انتظرونا في الجزء الثاني قريباً إنشاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.