تصاعدت حدة الانتقادات للمبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر في الآونة الاخيرة، وغدت مهمته مثار جدل ونقد لرجل الشارع البسيط الذي لم تكن السياسة في اهتماماته بقدر ما يهمه كيف يكسب قوت يومه وخوفه المستمر من الاحداث المتسارعة التي التهمت الدولة في اليمن؛ لكنه يرقب عن كثب كيف ومن ومتى ولماذا حدثت كل تلك الامور خاصة بعد ان خرج اليمنيون بوثيقة مخرجات الحوار الوطني وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الخطوة الاولى لبناء الدولة التي يحلمون بها «الاستتفتاء على الدستور». وبرزت قيادات سياسية كانت قريبة من بن عمر وكان لها حظها الوافر للقاء معه في أكثر من طاولة حوار، ووجهت له انتقادات لاذعة حول تغير مسار مهمته لا تخلو من اتهامه بتسهيل الطريق أمام المليشيات المسلحة للسيطرة على الحكم في اليمن. ومن هذه الشخصيات السياسية عبدالملك المخلافي الامين العام الاسبق للتنظيم الوحدوي الناصري والقيادي في حزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري والقيادي في حزب الاصلاح محمد قحطان وغيرهم من السياسيين في الأحزاب الأخرى. سياسيو وصحفيو الضالع كان لهم نصيبا من تلك الانتقادات التي تطال المبعوث الأممي، وشنوا انتقادات واسعة للتحيز الذي يقوم به المبعوث الاممي جمال بن عمر لصالح مليشيا الحوثي الانقلابية، واعتبروا أن ذلك يخدم المليشيا الحوثية الانقلابية التي سطت على الدولة واوصلت البلاد الى حالة اللادولة وباتت تهدد السلم الاجتماعي والاقليمي. * تجاهل الانتهاكات الحوثية وفي تصريحات صحفية قال الاستاذ يحيى الشعيبي -مسئول نقابة المعلمين اليمنيين بمحافظة الضالع: إن «الانهيار للواقع السياسي الذي نعيشه اليوم في اليمن نتيجة لدور الوسيط الدولي والمبعوث الاممي جمال بن عمر»، متهما اياه بالوصول بالبلاد إلى حالة الفوضى والتشتت من خلال تحيزه لصالح المليشيا الحوثية. واستغرب الشعيبي من أن يقوم بن عمر بمحاورة من كان سببا في انهيار الدولة قائلا: «انه من غير المنطقي ان يقوم بن عمر بمحاورة عصابة مسلحة تريد ان تفرض اجندتها التمزيقية والطائفية وهي لازالت محتلة للدولة ولبعض المحافظات». واعتبر صمت بن عمر عن ذلك ينزع عنه صفة الحياد، كما اتهم الشعيبي المبعوث الاممي بأنه يريد ان يفرض اجندته على الشعب اليمني عبر المليشيا الحوثية، محذرا من هذه المؤامرة. وأوضح أن بن عمر يتجاهل الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها المليشيا الحوثي ولم يتناولها في إحاطاته لمجلس الامن الا بتعبير عن قلقه فقط . وكشف الشعيبي عن أنه تم ارسال العديد من الرسائل من قبل نقابة المعلمين للمبعوث الاممي جمال بن عمر عن انتهاكات مليشيات الحوثي المسلحة ضد المعلمين التربويين والعملية التعليمية والتي أودت بحياة المعلم صالح البشري لكنه لم يحرك ساكنا. * دور مشبوه من جانبه قال قيادي في مشترك الضالع، فضّل عدم ذكر اسمه، إن المبعوث الاممي لم يكن عند مستوى الدور الموكل اليه وقد لعب دورا مشبوها في التبرير للمليشيات الغازية بإسقاط صنعاء والاستيلاء على المؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بصمته المريب منذ 21سبتمبر وحتى21يناير ولم ينطق ببنت شفاة. وأفاد القيادي في مشترك الضالع بأن بن عمر أبلغ مجلس الامن أن المليشيات الحوثية اقنعت الحرس الرئاسي بعدم المقاومة وكانت الحلقة الاخيرة لإسقاط ما تبقى من مؤسسات الدولة والتمكين للعصابات المليشاوية الحوثية المسلحة في السيطرة على دار الرئاسة بغطاء بن عمر. وقال: إن «بن عمر وصف بيان الحوثي او ما يسموه "الاعلان الدستوري "بانه بيان من طرف واحد ولم يدن اي عمل لهم». * تضليل مجلس الأمن كما اتهم القيادي في مشترك الضالع جمال بن عمر بانه يقوم بتضليل مجلس الأمن عن الاوضاع في اليمن بانها مطمئنة، مضيفاً: «والوضع لا المليشيات انسحبت من العاصمة بموجب اتفاق السلم والشراكة ولا مخرجات الحوار الوطني رأت طريق النور ولا مؤسسات الدولة أعيدت لحضن الدولة». وطالب من جمال بن عمر أن يصدع بكلمة الحق ولا يبرر للمليشيات الحوثية أو يسعى لشرعنة الامر الواقع وإلا فليعلن فشله. * مخطط استخباراتي لتمزيق اليمن من جانبه قال الدكتور محمد مسعد العودي عضو مؤتمر الحوار الوطني إن «دور المبعوث أممي لم يكن بمستوى المهمة التي أوكل من أجلها»، مضيفاً: «نحن لا نتهمه بالتعامل لمصلحة جهة ما بنية غير حسنه لكننا نتهمه بالتقصير في الأداء وبعدم الفهم للمهمة التي جاء من اجلها». وأوضح العودي قائلاً: «كنا نتوقع منه الشيء الكثير فلم نلق منه حتى القليل.. تفاءلنا به خيراً لا سيما والرجل ينتمى الى اسرة مناضلة ومضحية لكنه أوصلنا الى ما وصلنا اليه فان لم يتحمل المسؤولية عما حدث فمن يتحملها». وتابع: «لعله اراد ان يداهن ولا ينقل الحقائق لمجلس الأمن لكي يحافظ على الوفاق وعدم الذهاب لخيارات اخرى ولكنه ضلل مجلس الأمن وحدثت الخيارات الأخرى.. لعل ذلك حدث بنية حسنة ولكن أكثر الجرائم وحشية في التاريخ ارتكبت بنوايا حسنة». ودعا العودي بن عمر إلى أن يعترف بفشله ويقدم استقالته من هذه المهمة التي تفوق قدراته ويفسح الطريق لمن هو اقدر منه قبل ان يتهم بانه ينفذ مخطط استخباراتي لتمزيق اليمن. * مُيسر لجلسات الحوار أما الصحفي صالح المنصوب فيعتبر بن عمر مجرد ميسر لجلسات الحوار ين الاطراف للتقريب بينهم، وأضاف: «لكن هناك اخفاق من القوى السياسية والمكونات للوصول الى حلول مرضية». وتابع بالقول: «باعتقادي بن عمر لم يكن واضحا طوال مشوار الحوار بالرغم من اتضاح الرؤية عن المعرقلين ولم ينقل للمجتمع الدولي ما يجري ويضعهم في خانة ان الامور تمر بلا منغصات». وأضاف المنصوب: «المفترض من بن عمر العمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وسحب المليشيات واعادة الامور الى ما قبل السيطرة للمليشيا على صنعاء». وختم المنصوب حديثه بالقول: «إن بن عمر يحاول ان يضع نفسه انه يمشي على الطريق الصحيح وان الاخرين هم الخطاء ومن خطائه ذهابه للحوار في ظل الاعلان الدستوري وحصار الرئيس والحكومة هذا يؤكد انه تعامل بلا مبالاه». الناشط في الثورة فضل العقلة يقول إن «جمال بن عمر اصبح ينفذ اجندة دولية ويشرعن للمليشيات المسلحة ويضلل المجتمع الدولي عن ما يحدث في اليمن من انتهاكات وانهيار للعملية السياسية».