قال رئيس دائرة الإعلام في حزب الإصلاح علي الجرادي، إن تشكيل أي تكتل مدني سلمي يفترض أن يكون محل رعاية كل القوى السياسية في البلاد، معتبراً الاستخفاف بالتكتلات المدنية في ظل الميليشيات، هو رضى بالميليشيات والعنف. واعتبر في حديث ببرنامج «كل الآراء» على قناة «السعيدة»، تشكيل تكتل مدني يضيق دائرة العنف في البلد، ويأتي كتعبير عن اليمنيين في الرفض المدني والشعبي لوجود الميليشيات والانقلاب على الدولة، كون ذلك بحث عن مسارات سلمية لمواجهة الميليشيا والانقلاب، وهي نقطة مضيئة. وأوضح أن التكتل المدني للإنقاذ الذي تأسس خلال الأيام الفائتة، ضم 7 أحزاب والعديد من التكتلات والمنظمات المدنية، ويتوقع أن ينضم إليه المزيد من القوى السياسية والقوى المدنية والاجتماعية، وهو نواة تؤسس لاتساع دائرة الرفض الشعبي والمدني للميليشيات المسلحة، والانقلاب على الدولة، خصوصاً مع العزلة السياسية التي تعيشها سلطة الأمر الواقع، والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد. ولفت رئيس إعلامية الإصلاح إلى أن الميليشيات المسلحة هي الحاضن الرئيسي وصانع الإرهاب في البلد، وأن تحركها بشكل طائفي ضد محافظات وغزوها، وما تقوم به من احتلال تفجير للمنازل وتدمير لدور العلم يوسع رقعة العنف والإرهاب في البلد. وخاطب جماعة الحوثي بالقول: "إن إدارة الدولة لا تعني أن ترفع البندقية في كل حال" مشيراً إلى ممارسات سلطة الميليشيات التي تمثل خطراً على البلاد بتهديد دول الجوار، والتهديد بغزو الجنوب بتكليف أبو علي الحاكم لهذا الملف، فيما تعيش البلاد تدهور في الخدمات. وفيما يخص نقل الحوار إلى العاصمة السعودية الرياض تحت رعاية دول مجلس التعاون الخليجي، أوضح الجرادي أن هذا الإجراء جاء بناء على دعوة الرئيس التي قبل بها الأشقاء في السعودية والخليج، وارادوا استضافة الحوار، مشيراً إلى أن توقيع المبادرة تم في الرياض، ومن قبلها المصالحة بين الجمهورية والملكية في السبعينات من القرن الماضي. وأضاف أن نقل الحوار إلى الرياض هو أمر موضوعي، حيث تربط اليمن بالأشقاء في الخليج مصالح مشتركة، فرضها قدر الجغرافيا، مشدداً على ألا تكون علاقات اليمن مع دول أخرى لا تكون على حساب علاقتنا مع الدوائر الضيقة التي تمثلها دول الجوار. وأكد رئيس الدائرة الإعلامية أن الإصلاح لا يزال يمارس الحوار وقياداته تحت الاعتقال والمقرات تحت المصادرة، مضيفاً: «وفريقنا في الحوار تحت الاعتقال، وهم الذين سيمثلون الإصلاح من اليوم». واشترط الجرادي شرطين مهمين لنجاح الحوار هما توفير بيئة آمنة، وأن تكون النتائج النهائية قابلة للتنفيذ، منوهاً بإجراء الحوار اليوم تحت السلاح، في حين لا يوجد جيش وطني وسلطات تقوم بتنفيذ المخرجات، داعياً لتهيئة الأجزاء لنجاح، وأهمها المكان الآمن الذي يوفر تكافؤ جميع القوى السياسية. وقال إن على الحوثيين ألا يمدوا يد للحوار، وأخرى للاعتقال والبطش بالمسيرات السلمية، معتبراً الافراج عن بحاح والوزراء يساعد على التهيئة لنجاح الحوار. واعتبر أي مظاهرة سلمية في البلد تبعث على الطمأنينة، ومن حق أي طرف أن يخرج في مسيرات سلمية للتعبير عن مواقفه ومطالبه. وحول اتهامات الحوثيين للإصلاح بعرقلة الحوار، دعا الجرادي جماعة الحوثي إلى الاتفاق مع بقية القوى وسيبقى الإصلاح معارضاً. ودعا الجرادي إلى الاستفادة من الدروس منذ العام 1962، وعدم استهداف المخالفين، مشيراً إلى الاتهامات التي وجهها الحوثيين للشيخ سام الأحمر، وسجنه دون محاضر تحقيق ولا محاكمات. كما دعا إلى التصرف بوطنية تخدم مصلحة البلد، مؤكداً أن اليمن تحتاج اليوم إلى لقمة العيش لا المناورات عسكرية، والمزيد من الحروب والدمار، واستفزاز الآخرين، مشيراً إلى ما يربط اليمن من اتفاقات ومصالح مشتركة مع الأشقاء والأصدقاء. وتمنى أن تقدم إيران لليمن مشاريع وانجازات كبقية الدول، وقال: «لم نر في اليمن لا مدارس ولا مستشفيات ولا جامعات ولا أي إنجازات من إيران».