وصف "ديفيد بلير" كبير المراسلين الأجانب في صحيفة "تليجراف" البريطانية، قرارات العاهل السعودي الملك سلمان، بأنها أشبه بالثورة الهادئة إذا قورنت بتحركات أسلافه. وأشار "بلير" إلى أن حكام المملكة السابقين تجنبوا اتخاذ القرارات الكبرى، وإذا كان لابد من التغيير السياسي فإنه يأتي ببطء شديد، خاصة إذا كان الملك كبيرًا في السن أو مريضًا. وأضاف "بلير" أن العاهل السعودي الملك سلمان، قلب تلك الافتراضات عن السياسات السعودية بسرعة ملحوظة، حيث نفذ ما يمكن وصفه بالنسخة السعودية من الثورة داخل القصر، عبر تغييره بشكل مفاجئ لخط الخلافة في المملكة. وأشار "بلير" إلى أن العاهل السعودي أنقذ المملكة خوفًا من قتال مئات الأمراء من أحفاد الملك الراحل عبد العزيز، من أجل الوصول إلى الحكم، وذلك عبر اختيار الأمير محمد بن نايف ليصبح وليًا للعهد. واعتبر "بلير" تلك التغييرات في المملكة الجزء الأكبر منها متعلق بطموحات إيران في المنطقة، مضيفًا أنها متعلقة كذلك بتراجع أمريكا عن التزاماتها في الشرق الأوسط، بعدما كان يعتمد عليها حكام المملكة في السابق لضمان أمنها. وأشار إلى أن الملك سلمان يعتقد أن تلك الحقبة انتهت، وأن القرارات التي تجنب أسلافه اتخاذها أصبح لا مفر منها، مضيفًا أن العاهل السعودي خالف كل التوقعات باستعداده لاتخاذ مثل هذه القرارات.