تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، استعداداتها لإطلاق عمليات برية ومساندة "المقاومة" في محافظات شمالية، على الرغم من مؤشرات التقدّم في المفاوضات السياسية، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح، امتصاص صدمة التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية، والقيام بخطوات استباقية واستعدادات لأي تحركات في صنعاء. وكشفت مصادر سياسية مطلعةأن الآلاف من الجنود والمجندين وقيادات عسكرية أغلبها من المحافظات الشمالية، يستعدون في منطقة "العبر" القريبة من الحدود مع السعودية، ويتلقون دعماً سعودياً مباشراً من معسكرات قريبة على الجانب السعودي، ويشرف على هذه القوات، رئيس الأركان، اللواء محمد علي المقدشي. ومن القيادات هناك، العميد هاشم الأحمر، الذراع العسكرية، لأولاد الشيخ عبدالله الأحمر، والذين كانوا من أبرز خصوم الحوثيين وصالح في السنوات الأخيرة، ويعتبرون من أبرز مراكز القوى الشمالية التقليدية، وفقا ل"العربي الجديد" . وتتباين المعلومات الأولية عن الوجهة المقرر أن تتّجه إليها قوات الشرعية شمالاً، إذ تشير بعض المصادر المعززة بمعطيات ميدانية، إلى أن الوجهة الأقرب المقرر أن يبدأ فيها أي تحرك بري منظّم في الشمال على غرار "السهم الذهبي" جنوباً، ستكون محافظة مأرب، وهي الأقرب إلى صنعاء. كذلك من المتوقّع أن ترسل قيادة الجيش الموالي للشرعية تعزيزات إلى تعز، والتي حققت "المقاومة" فيها تقدماً كبيراً في الفترة الماضية، لكنها ما تزال تطالب بتعزيزات بأسلحة ومعدات مدرعة لتتمكن من الحسم. وبينما تتجه الأنظار إلى صنعاء كخطوة متوقّعة بعد مأرب، خصوصاً مع تسريبات وتصريحات لمسؤولين بأن الحكومة اليمنية أقرت، أخيراً، خطة لتحريرها، إلا أن معطيات أخرى ترجّح أن تكون الخطوة التالية لأي عملية عسكرية تبدأ من مأرب، هي محافظة "الجوف" وليس صنعاء، وذلك لكون الجوف حدودية مع السعودية وهي البوابة الشرقية إلى محافظة صعدة، معقل الحوثيين. وحسب مصادر يمنية مطلعة في الرياض فإن المسؤولين السعوديين يؤكدون أولوية اهتمام المملكة بالمناطق الحدودية وصعدة على وجه التحديد. وعلى عكس الجنوب الذي شهد تدخّلاً مباشراً محدوداً من قوات برية إماراتية، فإن المرجح هو أن تتولى قوات يمنية موالية للشرعية أيّ مهمة شمالاً، بدعم جوي من التحالف، ومع ذلك، فإن معاقل الحوثيين القريبة من الحدود قد تتدخّل فيها قوات برية سعودية بشكل مباشر، إذا ما اقتضت الحاجة.