الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، ومشروع القانون الأمريكي الذي يسمح لأسر ضحايا هجمات ال 11 سبتمبر، بمقاضاة مسئولين في حكومة السعودية، أثارت مجددا مطالب بإزالة السرية عن ال 28 صفحة من تقرير الكونجرس الذي يُزعم أنه يكشف علاقة الرياض بالإرهابيين. وقال جيم كريندلر، أحد المحامين الذين يمثلون ضحايا هجمات ال 11 سبتمبر:" إذا ما حدث وتكشفت كافة المعلومات وتم تمرير القانون، سنستطيع المضي قدما في مقاضاة السعوديين." وحاولت صحيفة " وول ستريت جورنال" في سؤال وجواب كشف الغموض الذي يكتنف ال 28 صفحة في التقرير، على النحو التالي: ما هو المحور الذي تدور حوله ال 28 صفحة التي يتحدث عنها الجميع؟ هذه هي الصفحات المحاطة بسياج من السرية في تحقيق أجراه الكونجرس الأمريكي عام 2002 حول الهجمات الإرهابية التي ضربت الولاياتالمتحدة في ال 11 سبتمبر 2001. وتدور تلك الصفحات حول العلاقة المحتملة للنظام السعودي بتلك الهجمات والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، والذي أصدر أوامره بفرض السرية عليها بعد انتهاء التحقيق. يعود تاريخ تلك الصفحات ال 28 إلى 14 عام مضت فلماذا الحديث عنها الآن؟ سلك أسر ضحايا هجمات ال 11 سبتمبر مسلكا قانونيا لمقاضاة الحكومة السعودية على خلفية تلك الهجمات، زاعمين أن نظام آل سعود أعطى دعما بطريقة أو بأخرى للأشخاص ال 19 الذين قاموا باختطاف الطائرات المشاركة في تنفيذ الهجمات. ويمنع القانون الأمريكي المضي قدما في تحريك تلك الدعاوي القضائية، لكن الكونجرس يدرس تمرير تشريع يمكن عملية اتخاذ تلك الإجراءات القانونية، وتحشد الإدارة الأمريكية الدعم لإفشال مثل هذا القانون. وعلاوة على ذلك، فإن علاقة واشنطن بحليفتها الخليجية، تشهد توترات في السنوات الأخيرة. وانتقد أوباما في حوار مع صحيفة " أتلانتيك" مارس الماضي موقف السعودية في ظل عدم رغبتها في استغلال ثقلها في القضايا الإقليمية. وأجاب أوباما على سؤال حول ما إذا كانت السعودية صديقة له بأن " الأمر معقد". من يريد إزالة سرية الصفحات ال 28؟ يضغط بعض النواب في كل من مجلسي الشيوخ والنواب، من بينهم نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب علاوة على أسر ضحايا ال 11 من سبتمبر، على إدارة أوباما لإزالة سرية الصفحات. ولطالما طالب مؤلفوا التقرير من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري الحكومة بكشف الصفحات ال 28 للرأي العام. وتعهد أوباما أمام أسر ضحايا الهجمات بأنه سيقدم على تلك الخطوة. كان بوب جراهام، السيناتور الذي ساعد على كتابة التقرير في العام 2002، قد صرح هذا الشهر بأن المادة التي يحتويها التقرير من الممكن أن تكشف النقاب عن دعم السعودية لخاطفي الطائرات الذين نفذوا الهجمات في كل من نيويوركوواشنطن. وأضاف جراهام:" يتملكهم الخوف الشديد مما قد يتكشف إذا ما كان ثمة محاكمة كاملة. وهذا ينبيء بشيء عن تورط الرياض في أحداث ال 11 من سبتمبر." وقال أوباما في تصريحات لشبكة سي بي إس" الإخبارية الأمريكية هذا الأسبوع أن جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية يعكف الآن عرى مراجعة محتويات الصفحات ال 28 كي يتأكد من أنها لا تمثل، حال الكشف عنها، أي ضرر للأمن القومي الأمريكي. ما الذي نعرفه؟ قال جراهام إنه يعتقد أن الحكومة السعودية والمنظمات الخيرية وكذا بعض المواطنين في المملكة كلهم قدموا الدعم بشكل أو بأخر للإرهابيين الضالعين في تنفيذ هجمات ال 11 سبتمبر. ذكر بين روديس، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما في مقابلة شخصية أجريت معه مؤخرا أن الحكومة السعودية ليست متورطة في دعم خاطفي الطائرات، كما أنها لم تحاول منع مواطنيها من فعل ذلك. وأضاف روديس أن مسئولين حكوميين ربما يكون قد دعموا، على نحو خاص، الجماعات الإرهابية. وتتوالى الدعوات السياسية في الولاياتالمتحدة، إلى الإفراج عن 28 صفحة من وثائق هجمات 11 سبتمبر، في ظل إقبال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على مغادرة البيت الأبيض. وظلت الصفحات ال28 من تقرير الكونجرس الأمريكي، محاطة بالسرية طيلة الأعوام ال15 الماضية. ويسمح لأعضاء الكونجرس، بشكل حصري، بالاطلاع على الوثائق، تحت حراسة مشددة، ولا يمكنهم تسجيل نقاط مما يقرؤونه منها. ويقول منتقدو التكتم على الوثائق إن الإفراج عنها كان سيتيح فهم تنامي ظاهرة الإرهاب في العالم، وظهور تنظيمات جديدة مثل داعش، فضلًا عن تقديم الحقيقة لأهالي ضحايا الهجمات.