قال سفير مصر لدى بلادنا ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أمين يسري سفير إن لم يأت بعد وقت الحل السياسي في اليمن معللا ذلك بأن ما يدور في بلادنا جزء لا يتجزأ مما يدور في المنطقة بتسخير إيران الشيعة لخدمة مشروعها الصفوي. وقلل السفير من حجم جماعة الحوثي المسلحة واصفاً حليف الجماعة الرئيس السابق صالح بالخطير جدا جدا. وبشأن مناداة بعض عناصر الحراك الجنوبي بالانفصال ودعم دولة الإمارات لتقسيم البلاد أكد السفير أن جميع الخطط المرسمومة لتقسيم اليمن الموحد مصيرها الفشل. ورأى السفير أن السعودية فشلت في حربها على الحوثيين رقم أقلية الجماعة وانفاق الأموال في تلك الحرب التي لم تحرز تقدما وهو ما جعل دولة قطر تقود الدور الأكبر في قضايا المنطقة وبالأخص الملف اليمني كان أخرها أعادة وفد الشرعية طاولة الحوار في الكويت. وتحدث السفير عن علاقة السعودية بواشنطن وتأثير السياسة السعودية الجديدة على الاقتصاد الأميركي. «الخبر» تعيد نشر نص الحوار كما ورد : *مفاوضات الكويت بين الأطراف المتنازعة في اليمن تترنح بين أمل الوصول لتسوية سياسية للصراع وبين الفشل .. فهل آن الأوان للحل السياسي؟ **لم يأت بعد وقت الحل السياسي لسبب واحد أن ما يجري في اليمن مرتبط تمام الارتباط بما يجري في سورياوالعراق والمنطقة كل لا يتجزأ، والدور الإيراني سواء في اليمن أو سوريا او العراق واضح جدا إنه يسخر الأمور لحسابها والشيعة. *ما حجم جماعة الحوثي؟ **الشمال ليس كله شيعة كما يظن البعض فثلث الشمال فقط زيديين والبقية سنُة والجنوب كله سنة والزيدية اليمنية أقرب المذاهب الشيعية للسنية، وحاول الحوثي الكبير "حسين الحوثي مؤسس الجماعة" من قبل إعادة تفسير المذهب الزيدي ليصبح أقرب ما يكون للمذهب الإثنى عشري السائد في إيران تقربا إليها حيث أن الزيدية أقرب ما تكون للسنية ولكن محاولاته قوبلت بمعارضة شديدة وفشل. الحوثيين ليست قبيلة ولكنها أسرة قوامها 150 فردا وأن ثلث الشمال فقط من أتباع المذهب الزيدي والبقية سُنّة بجانب أن الجنوب كله يتبع المذهب السني. عدد القبائل في الشمال لا يتعدى ال100 قبيلة، والحوثي يحشد لميليشيته بعض أتباع مذهبه والمرتزقة بالأموال الإيرانية الوفيرة. *إذا كان الأمر كذلك فما سر تأثيرهم إذن؟ **إيران والدعم القوي جدا الذي تقدمه لهم من حيث السلاح والأموال التي تدفع للمرتزقة الذين يجمعهم الحوثي. *بعد سنوات من الوحدة بين شمال وجنوب اليمن بدأ الحديث يعود عن شبح الانفصال من جديد .. فهل تتوقع هذا يحدث في ظل هذه الأزمة الطاحنة؟ **لا هذا مستبعد هناك محاولات بالفعل للانفصال ولكن أظن أنها لن تنجح على الأقل في الوقت القريب ستفشل. *بعد خلع علي عبدالله من رئاسة اليمن وغيابه عن المشهد فترة عاد ليقلب الأمور بتحالفه مع الحوثي .. فما سر قوته؟ **أولا صالح بقي فترة طويلة رئيسا لليمن وأنا أعرفه شخصيا وكنت مقربا إليه ويحبني جدا وهو ليس شخصية سهلة بل خطير جدا جدا، وعلى مدى حوالي 25 سنة تولى حكم اليمن كان يستعين بالأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد ولذلك كان مسيطر على اليمن وبالتالي أصبح له كثير من الموالين في الجيش. الأمر الثاني بعد ما اكتشف البترول في اليمن نهب صالح ثرواتها وأصبح يملك الملايين بل المليارات فأخذ الأموال لحسابه الشخصي. وأنا متيقن من أنه حلف اليمين أمام صدام حسين بالقيادة القومية لحزب البعث ويومها حتى يخدعوا مصر، جاء صالح من بغداد بعد حلف اليمين للقاهرة في زيارة مفاجئة لم يكن لها ترتيب وقتها الخارجية استدعتني فورا لأن العادة أن يحضر السفير مثل هذه المناسبات ولكني جئت متأخر. *تعيين محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية البعض رآه تمكيينا للإخوان في اليمن على يد السعودية، فهل تظن هذا يقوي قبضة المملكة باليمن؟ **الإخوان موجودون في اليمن وأقوياء لا شك بذلك ولكن في الفترة الأخيرة لم يعد التحالف الإخواني السعودي صاحب الدور الأقوى بل قطر والرئيس اليمني كان في زيارة لأمير لقطر منذ يومين وهو الذي تدخل ليفرض على الوفد الحكومي اليمني في الكويت أن يرجع لطاولة المفاوضات في نفس الوقت ضغط على الحوثيين من أجل بعض التهدئة، ولكن في النهاية الحوثيين لن يتنازلوا ما داموا مدعومين من دولة قوية مثل إيران التي ازدادت قوة بعد الاتفاق النووي مع أمريكا والغرب وتمدهم بالمال والسلاح وكل الإمكانات. *هل دعم السعودية للإخوان في اليمن يخلق مشاكل بين الإمارات والسعودية؟ **لا السعودية تهادن الآن ولا تستقوي إلا على مصر وصاحب الدور الأكبر قطر وليست السعودية التي يعد صاحب القرار فيها محمد سلمان ولي العهد. *هل حققت السعودية نتائج إيجابية مؤثرة في اليمن منذ تدخلها عسكريا في اليمن؟ **ليس بعد *منذ أيام خرج عادل الجبير وزير الخارجية السعودي بتصريحات مفادها أن الحوثيين جيران للمملكة وجزء من نسيج اليمن سواء اتفقوا او اختلفوا معهم فهل تعكس هذه التصريحات تحولا في السياسة السعودية؟ **بالتأكيد التصريحات تعكس تغيرا كبيرا في السياسة السعودية فيما يتعلق باليمن وهذا التحول يعود لعدم قدرة المملكة على هزيمة الحوثيين، في ظل أن السعودية لديها حدود كبيرة مع اليمن والعديد من قراها تقع على هذه الحدود ومعرضة للخطر. *ولماذا لا تستطيع السعودية هزيمة الحوثيين؟ **السعودية رغم أموالها الغفيرة ليس لديها جيش حقيقي، وعندما حاولت الاستعانة بمصر لتعويض هذه الإشكالية رفضت القاهرة لأنها لديها تجربة مريرة في حرب اليمن سابقا"و المعركة في اليمن لا يمكن حسمها بقصف الطيران لأن أغلب مناطقها جبلية وتحتاج قوات على الأرض وهو ما لا تستطيع توفيره السعودية. *إذن هل كان هناك بديل للسعودية غير التدخل عسكريا في اليمن؟ **السعودية كانت مضطرة للتدخل لأن اليمن مهم جدا لها لأن الحوثيين لو سيطروا على اليمن ستبقى إيران جزءا من هذه السيطرة وهي عدو المملكة اللدود وبسبب هذا العداء باتت تطلب من السعودية شروطا صعبة جدا بالنسبة للحج والسعودية رفضت تسييس الحج. *يتردد أن أمريكا بدأت تنسحب من المنطقة وتترك الأمور في سوريا لروسيا من أجل التفرغ أكثر لصالح مناطق أخرى في آسيا .. هل تتفق مع هذا؟ **هذا صحيح بالكامل *ولماذا هذا؟ **مر على سايكس بيكو 100 سنة والآن تعد سايكس بيكو جديدة بالاتفاق بين أمريكا وروسيا فالنظرية الأمريكية تقول إن هذه المنطقة متعبة جدا وهم استنزفوها بما يكفي لذلك يجب التوجه لجنوب آسيا للأسف هذا بعد أن دعمت السعودية الاقتصاد الأمريكي بمبالغ طائلة. *كيف دعمت السعودية الاقتصاد الأمريكي؟ **السعودية اشترت أذونات خزانة أمريكية حتى شهر مارس الماضي ب 117 مليار دولار بخلاف ال75 الاستثمارات السعودية هناك، وسندات الخزانة دعم مباشر من السعودية لأمريكا لأنها لا تباع ولا تسترد ولا تستطيع السعودية تحت أي ظرف سحب "سنت" واحد من هذه الأموال. كما أن السعودية أبرمت صفقات مع الولاياتالمتحدة ب100 مليار دولار تسدد على عشر سنوات لأن المملكة ليس لديها جيش حقيقي فتعوض ذلك بالأسلحة. *انسحاب أمريكا وتولي إسرائيل الدور الذي كانت تؤديه به هل يزيد أوجاع المنطقة أم لن يختلف الأمر كثيرا؟ **بالطبع سيزيد أوجاع المنطقة وأمريكا تحاول أن تجعل إسرائيل على علاقة طيبة بكل الدول العربية واولها مصر وبات هناك حدود مشتركة بين السعودية وإسرائيل بعد سحب تيران وصنافير من مصر وإعطائها للسعودية ويحاولون المصالحة بين الفلسطيين تمهييدا للمصالحة مع إسرائيل. ولكن ما زال الغباء الصهيوني مستمر فكيف يعين ليبرمان البلطجي وزيرا للدفاع هذا معناه أن أمريكا تركت نتنياهو يحل محلها في المنطقة. *الأوضاع في سوريا هل في طريقها للحل أم التقسيم أم استمرار الحرب؟ **استمرار الصراع لحين إعادة تشكيل المنطقة وهو المخطط المتفق عليه بين أمريكا وروسيا المصدر | مصر العربية