بدأت بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر الإقليمي حول تطوير منظومة حقوق الإنسان بالجامعة العربية والذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة مائة ناشط وخبير قانوني من مختلف الدول العربية والمنظمات الدولية في فرنسا وأمريكا. وفي جلسة العمل الرئيسية الأولى أكد عزالدين الأصبحي رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان ونائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان أن «تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان يحتاج إلى تغيير حقيقي في بنية الجامعة العربية نفسها وفي صلب ميثاق الجامعة العربية الذي تم كتابته وإقراره في عام 1945 وصار لا يتواكب مع التغييرات الكبيرة والجذرية التي نعيشها ولا يتلاءم مع مطالب الشعوب التي تجاوزت الأنظمة بل والنخب السياسية أيضا». وطالب الأصبحي الجامعة العربية بان «تعيد النظر كلية بنظامها وضرورة انفتاحها على المجتمع حيث أن بناء الأمة والشروع في صنع نهضتها يتطلب تضافر الجهود والانفتاح بقوة على العصر وعلى الفاعلين بالمجتمع والذين ياتي معظمهم من خارج الإطار الرسمي». وقال: إن «وجود آليات إقليمية فعالة لحقوق الإنسان تتطابق والمواثيق الدولية هو ضرورة ملحة الآن وإشراك المجتمع المدني وإعطاء الدماء الجديدة من الشباب الدور الرئيسي هو الأمر الكفيل في تعزيز مسار جديد للجامعة العربية». وأكد أن «الإرادة السياسية العربية لابد من توفرها الآن قبل فوات الأوان حتى نواكب العصر». وشدد عزالدين الأصبحي في ورقته على «دور المجتمع المدني في مجال تفعيل الآلية الإقليمية لحقوق الإنسان والجهد الكبير الذي بذلة النشطاء خلال ثلاثة عقود من العمل بجدية من أجل خلق ثقافة لحقوق االإنسان بالواقع وتقديم المبادرات المختلفة». وأكد على ضرورة أن تكون مؤسسات المجتمع المدني من التفاعل والقدرة عند مستوى الحدث الهام مستلهمين تجارب العالم الناجحة في هذا المجال مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومحكمة الدول الأمريكية والمحكمة الإفريقية».