التقى وزيرا خارجية قطر خالد بن محمد العطية والإمارات عبد الله بن زايد ونائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز، وممثل الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون، خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وقد استمر اللقاء نحو ساعة، في حين أعلن أن نائب وزير الخارجية الأمريكي سيزور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة في محبسه بعد رفض الشاطر الحوار، والتأكيد على أن الحوار مع مرسي الرئيس الشرعي فقط، ويأتي ذلك وسط مساع دولية لإنقاذ قادة الانقلاب العسكري في ظل تواصل الحشود الضخمة المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي في الاعتصام والتظاهر في جميع المدن المصرية. ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن مصادر صحفية أن الشاطر أبلغ الوفد الغربي العربي أن محمد مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد، ومن يريد أن يتحدث مع المصريين عليه أن يتوجه إلى مرسي دون سواه، وهو ما أكده التحالف الوطني لدعم الشرعية. من جانبه، أكد حسن خيرت الشاطر نجل نائب المرشد العام التقاء والده بالوفد لافتا إلى أن "هذا اللقاء تم رغما عنه، بعد أن رفض والدي بإصرار لقاءهم". وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول "مصادر بعينها نقلت لي رفض والدي بإصرار التفاوض باسم المحتشدين في الميادين، وأنه بمجرد علمه إمكانية حضور وفد وسطاء للقائه طلب من إدارة السجن أن تبلغهم أن المخول له ذلك هو الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي نفسه". وتابع نجل الشاطر:"المعلومات التي وصلت لي أن الوفد كرر أكثر من مرة محاولات للتفاوض والتوسط حول الأزمة الراهنة في مص، وكان رد المهندس خيرت رفض التفاوض والتأكيد ان المخول له هو الدكتور محمد مرسي الرئيسي الشرعي". وأوضح أنه"أمام إصرار والدي على الرفض فقد وضعوه أمام الأمر الواقع وأدخلوه إلى مكتب مأمور السجن بشكل مفاجئ حيث كان الوفد في انتظاره عند منتصف الليل"، مضيفا ان "المقابلة استمرت لمدة ساعة حاول خلالها الوفد عدة مرات دون جدوى اقناع الوالد بالحوار إلا أنه أصر على أنه لا تفاوض الا مع الدكتور مرسي ورفض محاورتهم". وقال نجل الشاطر "هذا ليس غريبا على المهندس خيرت ففي ثورة 25 يناير 2011 حدث موقف مشابه عندما ارسل نظام حسني مبارك للاخوان يساومهم على الإفراج عن قيادات الجماعة وبينها الشاطر، مقابل امتناعهم عن المشاركة في الثورة، ولكن الشاطر أرسل من سجنه للإخوان قائلا: "لا تفاوضوا على حريتنا واعتبروني ميتا". وأعرب نجل الشاطر عن اعتقاده انه "يستشعر" أن "قادة الانقلاب تحاول تصدير مشهد ان المهندس خيرت هو المتحكم في الامور على غير الحقيقة في محاولة لتشويهه وتبرير اتخاذ اجراءات قمعية ضده". ويتفق هذا الحديث مع ما كشف به في وقت سابق فجر أمس، قيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عن أنه تم الإيعاز لمساعد وزير الخارجية الامريكي ووفد الوسطاء العرب الممثل في وزيري خارجية الإمارات وقطر، من جانب شخصيات سياسية مصرية التقوها يوم الأحد بضرورة لقاء نائب مرشد الإخوان، خيرت الشاطر، لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة، كونه يمثل "صاحب القرار الفعلي والنهائي في الجماعة" وليس الرئيس المقال محمد مرسي، وهو ما ساهم في سعيهم للقاء الشاطر وتوجههم لمحبسه بسجن طرة، جنوبالقاهرة. وأوضح القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كان الهدف الخفي من لقاء الشاطر هو إظهار أن محمد مرسي ليس له قيمة ولا يملك قرارا حاسما أو نهائيا في الأزمة الحالية، وهو ما يؤدي بالتالي إلى ضعف الاهتمام الدولي به وتقليل المطالبات الدولية بالإفراج عنه، إلا أن الشاطر لم يقع في هذا الفخ ورفض لقاء الوفد مشددا على أن مرسي هو الرئيس الشرعي وصاحب القرار الوحيد في هذه الأزمة ولا ينوب عنه أحد". وأوضح المصدر ان الوفد وصل بالفعل إلى سجن طرة والتقى الشاطر الذي رفض الحوار معهم، رغم محاولات الوفد إقناعه بذلك لمدة تناهز الساعة، وطلب منهم أكثر من مرة خلال اللقاء التوجه للقاء "الرئيس الشرعي" محمد مرسي. وتتطابق هذه الرواية مع رواية نجل الشاطر. وفي شأن متصل، قال أحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي سيزور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان في محبسه. ولم يحدد المستشار الإعلامي ما إذا كان مسؤولون عرب أو أجانب سيرافقون بيرنز خلال زيارته الكتاتني. من جانبه، وأوضح البلتاجي:"لقد رفض الشاطر المقابلة ورفض أن يستمع إلى أي أحد من أعضاء الوفد" الذي توجه للقائه في سجن طرة بالقاهرة، وأخبرهم فقط أن عليهم التوجه للقاء الرئيس الشرعي محمد مرسي. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه القاهرة حراكا دبلوماسيا وسياسيا واسعا لحل الأزمة السياسة المحتدمة هناك، بعد أن قرر وزيرا خارجية قطر والإمارات تمديد زيارتيهما لمصر، وفي حين اجتمع وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السياسي مع وليام بيرنز، ناقش مجلس الدفاع الوطني استعادة الاستقرار في البلاد. فقد أعلنت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة أنها تلقت إشارات من سفارات الإمارات وقطر والولايات المتحدة بمد زيارات وزيري خارجية الإمارات وقطر ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية؛ لإجراء مزيد من اللقاءات حول الوضع في مصر. وقالت المصادر إنه كان من المقرر مغادرة وزير خارجية الإمارات ظهر الأحد، إلا أنه قرر مد زيارته إلى الاثنين. كما كان من المقرر أيضا أن يغادر وزير خارجية قطر قبل عصر الأحد إلا أنه طلب مد زيارته ولم يحدد الموعد الجديد للمغادرة. وبحسب المصادر، جرى تمديد زيارة بيرنز من الأحد إلى الاثنين لإجراء مزيد من اللقاءات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية. وأضافت المصادر أنه يوجد بالقاهرة أيضا مبعوث الاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط برناردينو ليون، في حين أنهى وزيرا خارجية إريتريا والفلبين زيارتيهما لمصر الساعات الماضية، كما توافدت عدة وفود أمنية ومخابراتية لبحث التعاون الأمني مع المسؤولين المصريين بعد 30 حزيران، وسيصل خلال ساعات داتو محمد مبعوث رئيس وزراء ماليزيا ووفد صيني وآخر روسي. وعلى صعيد متصل، أجرى بيرنز عدة لقاءات لبحث الأزمة في مصر مع عدد من القادة من بينهم السيسي ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، وذلك بعد لقائه بالرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه محمد البرادعي وممثلين عن التحالف الوطني لدعم الشرعية. كما التقى المسؤول الأمريكي أيضا وزير الخارجية المصري في الحكومة المؤقتة السبت، وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن فهمي أكد على التزام الحكومة المؤقتة بخريطة الطريق الانتقالية التي تنتهي بانتخابات جديدة. وعلى الصعيد الأفريقي، اختتم وفد لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الأفريقي زيارته لمصر. ويستعد الوفد لإعداد تقرير كامل عن هذه الزيارة. وأكد رئيس الوفد ألفا عمر كوناري رئيس مالي السابق، أن الوفد عقد كل اجتماعاته في مصر بحرية مطلقة، واستمع إلى جميع الأطراف بهدف المساهمة في خروج مصر من أزمتها. لا تفاوض مع "الانقلابيين" من جهته نفى المتحدث باسم جماعة الإخوان أحمد عارف ما نشر في بعض وسائل الإعلام عن لقاء بين التحالف الوطني لدعم الشرعية واللواء محمد العصار ممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقال عارف إنه لا تفاوض مع من سماهم الانقلابيين، وجدد مطالب التحالف بعودة مرسي إلى الحكم. كما نفى المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية خالد الشريف اجتماع قادة التحالف الوطني لدعم الشرعية مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي. وأعلن أيمن نور رئيس حزب غد الثورة استقالته من المجلس القومي لحقوق الإنسان بسبب عدم الاستجابة لطلبه مقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي. ودعا نور إلى وقف الحملات والشحن الإعلامي وتبادل الاتهامات لعدة أيام، وطالب بعقد لقاءات تخرج بحلول يقبل بها الجميع. كما أكد ضرورة بقاء الجيش بعيدا عن العملية السياسية.