مثل أبو أنس الليبي، المشتبه في أنه أحد قادة تنظيم القاعدة، أمام محكمة فيدرالية أمريكية في مدينة نيويورك للمرة الثانية. وكانت قوة أمريكية خاصة قد اعتقلت الليبي، واسمه الحقيقي هو نزيه عبد الحميد الرقيعي، في عملية مداهمة داخل مدينة طرابلس الليبية في وقت سابق من الشهر الحالي. وقال مصدر مشارك في القضية لبي بي سي إن الحكومة الليبية وكلت محاميا للدفاع عن الليبي، الذي يواجه اتهامات بأنه له صلات بتنظيم القاعدة وبالضلوع في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وأنكر الليبي تهم الإرهاب الموجهة إليه. وظهر المتهم، البالغ من العمر 49 عاما، في المحكمة لمناقشة مسألة تمثيله القانوني. وفي جلسة الاستماع السابقة، تولى تمثيل الليبي محامون انتدبتهم المحكمة للدفاع عنه، عندما قال إنه لا يملك القدرة المالية على توكيل محام. وقال مصدر مشارك في القضية لبي بي سي، التي تغطي المحاكمة إن الحكومة الليبية قررت توكيل محامي للدفاع عن الليبي. ورفض محاميه الحالي بيرنارد كلينمان، تحديد الجهة التي وكلته، غير أنه قال إنه لا يوجد تضارب في المصالح في حالة استمراره في الدفاع عن الليبي. وأبلغ كلينمان المحكمة بأن قراءة مئات آلاف الوثائق تحتاج إلى شهور قبل إمكانية البدء في نظر القضية. كما طلب المحامي استعادة نسخة القرآن التي صودرت من موكله في أثناء عملية احتجازه. وقال كلينمان إنه التقى بالليبي لأول مرة في وقت سابق الثلاثاء (بالتوقيت الأمريكي). وأخطر المحامي نفسه المحكمة أيضا بأنه يمثل واحدا على الأقل من نزلاء المعتقل الأمريكي في خليج غوانتانامو في كوبا. ومن المقرر أن يمثل الليبي أمام المحكمة مرة أخرى يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وكانت هناك حالة غضب في ليبيا بسبب العملية الأمريكية التي اعتقل فيها الليبي يوم الخامس من الشهر الحالي، والتي يقول كثيرون إنها انتهاك لسيادة ليبيا. وقد رأى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ضرورة محاكمة المواطنين الليبيين في ليبيا، غير أنه قال إن العلاقات بين طرابلس وواشنطن لن تتأثر بقضية الليبي. وقد نقل الليبي في البداية إلى سفينة تابعة لسلاح البحرية الأمريكي للتحقيق معه لكنه نقل إلى الولاياتالمتحدة بعد ذلك عندما بدأت حالته الصحية تتدهور إثر توقفه عن الأكل والشرب، كما قال مسؤول أمريكي. وكان الليبي على قائمة أهم الأشخاص المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي( إف بي آي) لأكثر من عشر سنوات، ورصدت مكافأة لاعتقاله أو من يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال قيمتها 5 ملايين دولار أمريكي. ووجهت هيئة محلفين في نيويورك اتهامات لليبي غيابيا عام 2000. وخلفت عمليتا تفجير السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا أكثر من 200 قتيل وآلاف المصابين. ومعظم الضحايا مدنيون.