أفاد مسئول كبير في أمانة العاصمة بأن التمدد الحوثي في مناطق حيوية في العاصمة صنعاء يأتي في ظل هشاشة الوضع وعدم قدرة الدولة على بسط نفوذها بشكل كبير، والسلطة المحلية في هذه المناطق ترى ان هناك تمددًا كبيرا لكنها تقف عاجزة تمامًا عن وقف هذا التمدد غير الطبيعي الذي يمكن ان يهدد التعايش العام -على حد تعبيره-. ويحكم أنصار الحوثيين سيطرتهم على مناطق حيوية في العاصمة صنعاء مثل منطقة «الجراف» شمالي العاصمة صنعاء ومنطقة «حزيز» جنوبي العاصمة صنعاء ويطلق الحوثيون لأنصارهم العنان في نشر شعارات الحركة. وبحسب سكان في منطقة الجراف التي بات يطلق عليها الحوثيون «الجراف الأشرف» على غرار «النجف الأشرف» في العراق فإن جماعة الحوثيين بدأت في «عمليات تشييع الكثير من أهالي الحي والأحياء المجاورة له ونشرت مسلحين لحماية الحي تحت اسم «اللجان الشعبية» لحماية الحي بدعوى الانفلات الأمني الذي تشهده العاصمة صنعاء منذ وقت طويل. وبات حي الخفجي وسط العاصمة صنعاء الآن احد معاقل جماعة الحوثيين ذلك ما عززته وثيقة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» تحت مسمى «المجاهدين» وهي تسمية يعتمدها الحوثيون. وبحسب أهالي في عدة احياء بالعاصمة صنعاء ان الحوثيين استحدثوا مقرات اطلقوا عليها «مقرات المجاهدين» وهي بمثابة اقسام شرطة. ويقول أحد أهالي الحي يدعى «فؤاد الشرجبي» : «يستضيف الحي بين الفينة والأخرى فعاليات ترعاها جماعة الحوثيين وتنتشر لوحات دعائية لشعار الجماعة بشكل كثيف ويتواجد عدد هائل لأنصار الجماعة لكنهم يتعاملون بلطف مع قاطني الحي ويحاولون حل المشاكل التي تحدث بين الجيران». ويضيف: «هم بذلك يريدون ان يكسبونا الى صفوفهم» وزاد: «لقد انضم اليهم الكثير من ابناء الحي خاصة من فئة الشباب واعتنقوا افكارهم فمن يعلن منهم ولاءه للجماعة يتم ارساله الى صعده لتدريبه على استخدام السلاح وتعليمه المذهب الشيعي». المحلل السياسي «أحمد الزرقة» يرى أن تمدد جماعة الحوثيين في مناطق متعددة «يأتي استفادة من الانفلات الامني» لكنه اشار الى ان «الجراف وحزيز» هي مناطق يتبع ابناؤها المذهب «الزيدي» ويمثلون فيها اغلبية ويمتلكون عقارات وأراضٍ كثيرة ليكون تمددهم «شيء طبيعي» في ظل الوضع العام السيئ، حسبما نقلت عنه صحيفة «اليوم» السعودية. من جهته قال عبدالسلام محمد رئيس مركز ابعاد للدراسات والبحوث ومقره صنعاء، إن جماعة الحوثيين يشكلون تجمعاتهم من خلال الاعتماد على شخصيات تنتمي لطبقة اجتماعية تسمى في اليمن «السادة» وان هناك استغلالًا لحالة ضعف الدولة والفراغ الأمني للظهور بمظهر القوة. متحدثًا عن «الاعتماد على صغار السن والشباب» لتمديد نفوذهم. وأضاف: «انتقال الكثير من أعضائهم من المناطق الريفية أثناء الثورة الشبابية وبعدها الى العاصمة صنعاء وتنفيذهم فعاليات في الشارع وامتلاكهم لقناة فضائية واستمرار مخيم الاعتصام في جزء من ساحة التغيير بعد ان فضت اختياريًا، كل ذلك يظهر الحوثيون أنهم باتوا قوة ولكن الحقيقة هم يستغلون المناخ الموجود وانشغال الكثير من القوى في الحوار الوطني وقضايا وطنية أخرى». رئيس مركز ابعاد، اشار الى ان اختيار مناطق فقيرة وبعيدة عن مركز العاصمة هو تقليد لحزب الله اللبناني لبناء نفوذ على شاكلة الضاحية الجنوبية في بيروت من جهة ومن جهة أخرى هو نتيجة شراء أراضٍ ومنازل بأثمان أقل.