بعد أقل من 10 ساعات على قيام رئيس حكومة الانقلاب المصرية حازم الببلاوي بافتتاح النصب التذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو -وهي الصيغة التي تعمل سلطة الانقلاب على ترويجها – قام بعض شباب الثورة بتحطيمه وسط هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر". أعضاء من حركة "أصدقاء جيكا" هم من قاموا بتحطيم النصب أمس، أثناء مشاركتهم بالتحضيرات لإحياء ذكرى محمد محمود بعد افتتاحه، معلنين رفضهم لأي تدخل حكومي في تخليد ذكرى شهداء يناير ومحمد محمود على يد السلطة الحالية. يشار إلى أن "جيكا" هو جابر صلاح جابر الناشط في حركة 6 أبريل. وقد كان مؤيدا لترشيح محمد مرسي للرئاسة، وقتل برصاص قناص من وزارة الداخلية في ديسمبر/ كانون الأول، في ما يعرف بأحداث محمد محمود الثانية مما حوله إلى أيقونة شبابية و" شهيد رصاص الداخلية". ويربط شباب الثورة إقدامهم على تحطيم النصب بمحاولة السلطة الحالية "عبثا" إقناع الثوار بدمج ثورة 25 يناير في ما تقول إنه ثورة 30 يونيو، من خلال نصب تذكاري للشهداء متناسية أنه لم يسقط أي شهداء في 30 يونيو. رغبة الداخلية ووفق مراقبين، فإن تحطيم النصب دليل على أن إحياء ذكرى محمد محمود لن تمر بشكل سلس كما ترغب وزارة الداخلية. ويرى هؤلاء أن الداخلية دعت المواطنين للاحتفال بالذكرى لتفويت الفرصة على الثوار في مناهضتها والتذكير بأنها المتهم الرئيس في الأحداث. وأثناء استقصاء أجرته الجزيرة نت مع أعضاء بحركة أصدقاء جيكا، قال هؤلاء إنهم لن يتركوا الداخلية تهنأ ما لم يتم القصاص لدماء الشهداء الذين سقطوا على أيدي بعض رجالها. كما أنهم مستمرون في المطالبة بمحاسبة المتورطين في تلك الأحداث لا سيما " محمد محمود" وقتل جيكا. وكانت وزارة الداخلية قد وجهت الدعوة للمواطنين لإحياء ذكرى محمد محمود، كما دعت بعض الحركات المؤيدة لترشيح السيسي للرئاسة المصريين للنزول لميدان التحرير للاحتفال بها. وهو ما دفع العشرات منهم للتواجد منذ ساعات الصباح بالميدان لكنهم فوجئوا بتحطيم النصب التذكاري. وأكد أحمد عباس العضو بحركة "أصدقاء جيكا" أن حركته لن تنخدع بالمحاولات التي تسعى من خلالها وزارة الداخلية لتصفية الحركات الثورية من خلال احتفال وهمي بالأحداث، بينما هي من صنعتها وقتلت كل من مات. وشهد ميدان التحرير اعتداء عشرات من حركة "أصدقاء جيكا" بالضرب على بعض مؤيدي وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى بعد أن قاموا برفع صوره أثناء تواجد أعضاء الحركة بالميدان، وحاولوا الاستيلاء على الصورة لتمزيقها. ومن جانبه أكد محمد عطيان (63 عاما) الملقب بأبو الثوار أنه كان من الأجدى تعويض الشهداء والمصابين وكفالة أسرهم بشكل يضمن لهم حياة كريمة، بدلا من إقامة نصب لا يضيف جديدا لثوار خلدهم التاريخ بعدما دفعوا دمائهم ثمنا لحريتهم وحرية بلدهم. استخفاف ويضيف أبو الثوار كيف تقتل الشرطة الشهداء ثم تأتي لتحتفل بهم في المكان الذي قتلتهم فيه ؟ أليس هذا استخفافا بالشهداء وبالثورة والثوار؟ الشباب لن يقبل هذا ولن يسمح لأحد بأن يسرق منه ثورته. ولم يخل الموقف من رافضين لتحطيم النصب، حيث قال دانيال والد الشهيد مينا إنه فرح بإقامة النصب التذكاري للشهداء، معتبرا أن ذلك نوع من التكريم لابنه ولزملائه ممن قدموا حياتهم فداء للوطن، وعلى الفور سارع لالتقاط صور له يعتلي النصب ابتهاجا بإقامته، لكنه فوجئ بتحطيمه مؤكدا أنه غير راض عن ذلك. وتتفق أم محمد (55 عاما) – وهي سيدة اعتادت على المشاركة في فعاليات التحرير لكنها مؤيدة لترشيح السيسي للرئاسة- مع دانيال في أنه من الخطأ تحطيم النصب الذي أقامته الدولة ولم يكمل يوما واحدا. من جانبها أعلنت صفحة الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك أن مسيرات ستخرج من محمد محمود وتتوجه إلى ميدان التحرير فى ذكرى أحداث محمد محمود وسط ترقب أمنى وغياب من المشهد.