شحة المياه، وعورة الطريق، قلة المدارس، لا وجود حتى لمركز صحي في قرية وادي الذراع حيث كثيرات هن النساء التي يعاجلهن المخاض وهن يعبرن الوادي قبل الوصول الى المستشفى.. وادى الذراع.. هي إحدى قرى الجمهورية اليمنية, تتبع جغرافيا محافظة تعز وإداريًا مديرية التعزية.. يبلغ تعداد سكانها 4998 نسمة حسب الإحصاء الذي أجري عام2004. حيث يعاني مواطنو وادي الذراع بمديرية التعزية بتعز من ضعف الخدمات الأساسية المقدمة لهم، والمتمثلة في مشقة مراجعة الدوائر الحكومية وشحة مياه الشرب وقلة المدارس، وعدم وجود مركز صحي, حيث تفتقر قرية وادي الذراع للخدمات الصحية الأساسية؛ إذ أن كثيراً من النساء يأتيهن المخاض وهن يعبرن الوادي قبل الوصول للمستشفى، وكثيراً من مواليد القرية بدأ حياته منه ، وبعضهم قضى نحبه في ذات الوادي لعدم توفر مركز صحي. ويقول احد المواطنين ل" الخبر " إنهم سئموا من الوعود المتكررة التي يسمعونها من مسؤولي الشؤون الصحية بمديرية التعزية وأضاف نسمع منهم دائماً جواباً معتاداً بأن المركز الصحي سيأتي مع ميزانية العام المقبل، ويأتي العام تلو العام و الوضع كما هو, مشيراً إلى أن الأهالي متبرعون بالأرض ولا ينقصهم إلا أن يأتي مندوب من الصحة لمعاينتها. وبين أنه في كل بيت من بيوت القرية يوجد مصاب بمرض الأنيميا أو حالات من الالتهاب الكبدي، إضافة إلى الأمراض المزمنة، ما يزيد معها حاجتهم للمركز الصحي، منوهاً بأنهم يضطرون في الحالات الاعتيادية لقطع مسافة طويلة للذهاب إلى مركز صحي بعيد عن قراهم. "40″ كيلو متراً للوصول لأقرب ثانوية تعتزم فتيات وادي الذراع مواصلة تعليمهن بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية التي تتوقف حتى الصف الخامس الابتدائي، حيث لا توجد مدرسة للمرحلة المتوسطة للبنات، كما أن المدرسة الابتدائية تعد حديثة عهد في القرية، حيث تم إنشاؤها عام 2005م. ويشير ذوو الطالبات أنه قبل ثمان سنوات كانت الأمية تعم بنات القرية، ومنع تعليمهن طوال تلك السنوات بسبب بعد المدارس عنهن، حيث لا تحظى إحداهن بالتعليم إلا من كان أهلها من سكان المدينة أو صغير السن أو في القرى المجاورة التي تتوفر فيها مدارس البنات وأشاروا إلى وجود نحو سبعين طالبة يمثلن العدد الحالي من البنات، ولا تزال المدرسة صغيرة ولا تتسع لمزيد من الطالبات الجدد، مشيرين إلى أن الطالبات عازمات على إكمال تعليمهن في المرحلة المتوسطة بعد إنهائهن المرحلة الابتدائية أو العودة إلى منازلهن في حال عدم افتتاح مدرسة للمرحلة المتوسطة. المرحلة الثانوية غير متوفرة: وبالنسبة لتعليم البنين، أوضح أولياء الأمور أن القرية بها مدرسة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة إلا أن المرحلة الثانوية غير متوفرة و أن طلاب القرية يقطعون يومياً مسافات بعيدة لإكمال دراستهم الثانوية. وأضافوا أن هناك أرضاً جاهزة لتكون مدرسة للمرحلة الثانوية، ولكن إدارة التعليم لم تبدِ اهتماماً بذلك، موضحين أن أبناءهم يدرسون في مدرسة بالقرية المجاورة التي تبعد عنهم نحو عشرين كيلو مترا. وعن المياه أفاد الأهالي أن مؤسسة المياه في مديرية التعزية كانت اعتمدت بئر الذراع لأهالي القرية ، لكن فرحتهم لم تتم لأنه موجود في قعر وادي الذراع، كما أنها متهالكة بسبب عبث مياه السيول بها، كما أن حديد أساساتها يبدو ظاهراً للعيان. ويشكو الأهالي من انعدام المياه الصالحة للشرب، مبينين أن البئر وضعت بطريقة عشوائية وسط مجرى للسيول، وتحتاج إلى تعميق أكثر حتى يتم الوصول للماء بين تلك الصخور. و تساءلوا عن الفائدة من صرف أموال الدولة هدراً في مشروع لا يُستفاد منه، مضيفين أنهم يشربون من بقايا مياه الأمطار التي يقومون بجمعها في خزانات مكشوفة، مما يعرّض حياتهم لخطر الأوبئة والأمراض الناتجة عن التلوث. وأشاروا إلى وجود تمديدات بالمواسير تم توصيلها إلى البيوت على حسابهم الشخصي، لكن الخزان لم يتم توصيله بتلك التمديدات مما يجعلها عديمة الفائدة.