دعوا السلطات المصرية إلى "فضح" المتورطين بالخارج، في أحداث "الإرهاب" التي تشهدها البلاد من دون "النظر إلى أي اعتبارات" رحبت صحف خليجية، صادرة اليوم الخميس، بإعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، ودعوا السلطات لفضح المتورطين بالخارج، في أحداث "الإرهاب" التي تشهدها مصر دون "النظر إلى أي اعتبارات". وأيدت صحف سعودية قرار الحكومة المصرية، حيث اعتبرته "الشرق" السعودية من شأنه أن"يعيد الاعتبار للنشاط الدعوي الإسلامي الصحيح" ، فيما قالت "الوطن" إنه خطوة كان من المحتم القيام بها "لإنهاء كل الفوضى التي يريد "التنظيم" بها إحراق مصر ليبقى". بدورها أعربت جريدة "البيان"، الإماراتية، عن تأييدها الضمني لقرار الحكومة المصرية، من دون أن تذكره صراحة، مشيرة إلى ضرورة "استئصال شأفة" من وصفتهم ب"الإرهابيين"، دون أن تذكر جماعة الإخوان صراحة. وتحت عنوان "الإخوان تنظيم إرهابي"، أعربت جريدة "الشرق" السعودية في افتتاحيتها اليوم عن تأييدها لإعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية"، مشيرة إلى أن هذا القرار لا يصب في صالح مصر فحسب بل في صالح المجتمعات العربية والإسلامية. وقالت الجريدة إن "إعلان حكومة مصر هذه الجماعة أنها جماعة إرهابية يكتسب اليوم أهمية كبيرة مع تكاثر الجماعات التكفيرية المتشددة بشكل سرطاني، لتصبح أحد الأخطار التي تهدد وحدة المجتمعات العربية والإسلامية". واعتبرت "الشرق" ان هناك عدد من المكاسب من وراء هذا الخطوة التي قالت أنها "لابد أنها ستعيد الاعتبار للنشاط الدعوي الإسلامي الصحيح الذي لا يهدف إلا لوضع الإنسان في مقامه الذي كرَّمه الله فيه، وأن يبتعد عن أن يكون عبداً أو أداة بيد قتلة أو مجرمين باسم الدين". كما أشارت ان هذه الخطوة من شأنها أن "ترسم الحدود الواضحة بين السياسة والدين الذي استغلته هذه الجماعة وقادتها لتحقيق مآربها ومآرب وقادتها". وشنت الجريدة هجوما حادا على جماعة الإخوان، قائلة:"كشفت جماعة الإخوان المسلمين ليس في مصر فحسب، بل في كل أماكن وجودها عن وجهها الحقيقي في بحثها عن السلطة، وسخَّرت كل إمكاناتها لأجل تحقيق أهدافها التي تتعدى سيطرتها على السلطة، عبر ارتباطاتها مع قوى غربية وتنظيمات دولية لخدمة مصالحهم". ومضت في هجومها على الإخوان، مشيرة إلى "إنها جماعة طالما استغلت الدين لتحقيق أهدافها وحتى أنصارها من الشباب لا يدركون ما يفعلون وإنما هم فقط مرددون شعارات وضعتها نخبة من القادة السياسيين في الجماعة للسيطرة على عقول الشباب وتجنيدهم وسوقهم إلى الموت في حالات كثيرة باسم الدين لأجل مصالح الجماعة وقادتها ومن خلفهم". بدورها أعربت جريدة "الوطن" السعودية عن تأييدها للقرار في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "وتبقى المملكة مع أمن مصر"، واتهمت الجريدة الإخوان بالوقوف وراء الإعمال الإرهابية التي تشهدها مصر مؤخرا، بما فيهم تفجير مديرية أمن الدقهلية. وقال الجريدة "بعد التفجير الذي ضرب مديرية أمن الدقهلية، وراح ضحيته 15 قتيلا وأكثر من 100 مصاب، ظهر الوجه البشع ل"جماعة" تكفر بالأوطان والإنسان والمبادئ، ولا تؤمن بغير عماها وغواياتها. وهو الأمر الذي دفع الحكومة المصرية أمس، وبشكل رسمي لإعلان الجماعة ك"تنظيم إرهابي"". واعتبرت الجريدة إن الدلائل على الاتهام الموجه للإخوان بارتكاب تبك العمال الإرهابية يعود إلى "فشل "تنظيم الإخوان الدولي" في تعطيل الحياة العامة، بسبب وعي المصريين ووطنيتهم". وبينت أن هذا الفشل هو الذي "أدى إلى الجنوح نحو عمليات أكثر خطورة، لتتبدى حالات الجنون التي يمارسها "تنظيم" لا هَمّ له إلا السلطة وبأي ثمن". وإزاء هذا قالت "الوطن"، مؤيدة قرار إعلان جماعة الإخوان جماعة "إرهابية"، :"ولذا بات من المحتم ربط الممارسات ببعضها، وإنهاء كل الفوضى التي يريد "التنظيم" بها إحراق مصر ليبقى". وتابعت "وكيف للمصريين الشرفاء أن يقبلوا ب"جماعة" لم ترد لمصر الخير أبدا، بل ولم تعمل من أجل مصر قط؟" وفي رسالة للمصريين، قالت الجريدة "الإرهاب الذي يسعى صانعوه إلى النيل من استقرار مصر، دليل واضح على أن مصر في ثورتها الثانية، قد استنقذت نفسها من أهل الإرهاب، واستعادت ذاتها من براثن من كانوا يريدون بها الانحدار نحو هوة سحيقة لا يعلم سوء المآل فيها غير الله، ولذا يتحتم على مصر أن تدرك أن بعض الشر أهون منه كله". ودعت الجريدة السلطات للكشف عن المتورطين في "تفجير الوضع في مصر"، ولا سيما من من "الأطراف الدولية المحرضة؛ لكونهم أكثر خطرا من الأدوات المنفذة في الداخل". وقالت انه "يوجب على الساسة المصريين أن يكونوا أكثر وضوحا في كشف الحقائق وفضح المتورطين، وألا ينظروا إلى أي اعتبارات، طالما أن المتضرر هو أمن مصر". ودعت الجريدة جميع الأطياف ومكونات النسيج السياسي والشعبي المصري، أن يكونوا أكثر وعيا بما يراد لبلدهم أن تصير إليه، وذلك بالعمل الجاد، والالتفاف حول مؤسسات الدولة، لا سيما مع بدء العد العكسي للاستفتاء على الدستور، وهو أحد أهم الاستحقاقات التي تؤسس لما بعدها من انتخابات رئاسية وتشريعية. بدورها أعربت "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "مكافحة الإرهاب"، عن تأييدها جهود الحكومة المصرية في مكافحة الإرهاب دون أن تتعرض للقرار صراحة. وقالت البيان إن "الإرهاب الأسود الذي ضرب المحروسة قبل يومين تستوجب مكافحته بكل الطرق الأمنية والسياسية والفكرية، وقبل كل شيء القانونية، لاستئصال شأفة الإرهابيين من أصحاب العقول الإجرامية بهدف مواجهة تلك المخططات الإجرامية ووأدها في مهدها قبل أن توزع الدمار والخراب على المدن الآمنة". وأشارت إلى ان "إن المجتمع المصري على اختلاف انتماءاته موحد من دون شك في إصراره على مكافحة تلك الظاهرة الخطيرة وكشف من يقف وراءها من أصحاب الأجندات الظلامية سواء أكانوا في الداخل أم في الخارج". واعتبرت أن "تفويض المصريين لأجهزتهم الأمنية ومؤسستهم العسكرية التي يثقون بهما أيما ثقة دليل واضح لا لبس فيه على أن الإرهابيين يحفرون قبورهم بأيديهم أكثر فأكثر كلما تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء". وأعلنت الحكومة المصرية، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي، جماعة الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" وجميع أنشطتها "محظورة"، واتهمتها بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن محافظة الدقهلية شمالي البلاد، الثلاثاء، والذي أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات.