الانحرافات الخطيرة التي بدأت تظهر على مؤسسة التسول الضخمة والتي لم تعد تفرز متسولين فقط وإنما بلاطجة ,أخذت تسير بالمجتمع في اتجاه مظلم . إذاً نحن أمام خطر آلاف المتسولين الذين يغزون الشوارع وهم يتحولون إلى منحرفين ولصوص وبلاطجة تحت مجموعة مفاهيم يبلورونها ذهنياً ويقتنعون بها ويربون المتسول الصغير على أساسها والتي أهمها ( هدفك الحصول على ما في أيدي الناس ) !!
وسرعان ما تتسع الدائرة وتتنوع الأساليب , فنشاهد اليوم المتسول الذي يدعو عليك- بعد إذ كان يدعو لك - في حالة رفضك إعطائه، وآخر يتسول "ألف ولا ألفين" حيث لم تعد العشرة (تخارجه) , أما الصنف الثالث والذي يقوم بتهديدك بعكازه لتعطيه صدقة فهو الصنف الذي أثار لدي هذه القضية برمتها , إذ بدأت هذه الظاهرة تتسع حيث صار المتسول بلطجياً وتحول من أساليب الابتزاز العاطفي إلى طرق التهديد والترهيب !
لكنها كانت في السابق تهديداً بعقاب الله والنار والأفعى التي تترصد لك في قبرك! بينما تحولت اليوم إلى سلوك، فأصبح المتسول هو الأفعى الذي على استعداد لأن يلدغك ويلدغ المجتمع برمته في حالة رفضت أن تعطيه. وما أبشع النهاية التي قد نصل إليها، وعندما تفلح أساليب بعض المتسولين في الحصول على المال بالتخويف فإنه يتحول آن ذاك إلى قاطع طريق ويطور في آلياته ليصبح قادراً على الحصول على الأكثر.. وبطرق أكثر تعقيداً.
إذاً نحن أمام تحولات خطيرة. على مراكز الأبحاث أن تقوم بدراستها لنقف أمام الظاهرة وهي لا تزال في بدايتها , خاصة ونحن أمام انصراف بعض أصحاب الأعمال البسيطة إلى التسول بدورهم , ربما لسهولته وربما لتعقد الحياة وغلاء الأسعار وعدم قدرة البعض على العيش ببيع بعض الكتيبات أو باكيت علكة..
هذه من المشكلات الكبيرة التي بدأت تطرأ على بنية المجتمع , حيث كان التسول "عيب"، وكان مقتصراً على شريحة المهمشين فقط , لكنه تحول اليوم إلى أمر مقبول ! ويستطيع الجميع ممارسته ببساطة, مع الاتساع المذهل لشريحة الفقراء التي تتسع معها مؤسسة التسول بكل تداعياتها السلبية على المجتمع وبنيته الأساسية. المصدر أونلاين