أجمع المشاركون في اللقاء الموسع الذي أقامته فئة المناضلين في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني على ضرورة التمسك بعملية الحوار لإخراج اليمن من الأوضاع "السيئة" التي تعيشها البلد في ظل النظام القائم. وقال حاتم أبو حاتم عضو فئة المناضلين في كلمة افتتاح اللقاء الذي عقد بمقر اللجنة صباح يوم الاثنين إن اللقاء يهدف إلى عملية تدارس وتبادل الآراء حول الأوضاع السيئة التي وصلت إليها البلاد خاصة بعد أن اتسعت الأزمة سواء في المحافظات الجنوبية وبسبب تزايد العمليات الأمنية التي تقوم بها السلطة تحت ذريعة ما يسمى بمكافحة الإرهاب.
وأشار أبو حاتم في كلمته إلى دور المناضلين في قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر، مطالباً بأن يجسدوا هذا الدور في الوقت الراهن لإخراج اليمن من أزماته الراهنة، مؤكداً أن وثيقة الإنقاذ الوطني الصادرة عن تحضيرية الحوار تعد النواة الحقيقية لحل معظم الأزمات الراهنة، لكنه استدرك بأنها (الوثيقة) لا تزال بحاجة إلى إثراءها بمزيد من الآراء والمناقشات حول عدد من المستجدات التي تزداد يوما عن آخر على مستوى الساحة الوطنية.
وفي اللقاء، قدّم عبد الوهاب الآنسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح شرحاً موجزاً عن الخطوات التي يسير فيها الحوار بين أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام.
وقال إن الحوار في ظل الغموض والتشابك الذي يعتم على المشهد السياسي يعد خطوة نحو إعطاء الناس نوع من الجدية بأن الحوار هل الحل شريطة أن يكون جاداً وصادقاً.
وأضاف إن الممارسات التي تمارسها السلطة ولدت اليأس والقنوط لدى الناس من إجراء الحوار أو فعل أي إصلاحات لحل الأزمة ومن هذه الممارسات ما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات وهذا يعد مخالفة صريحة للاتفاقات وأيضا التحايل على الإعلام العام والذي يمول من المال العام.
وتحدث الآنسي عن ضعف التواصل بين المشاركين والأعضاء الممثلين للمشترك ولجنة الحوار الوطني في لجنة التهيئة والإعداد للحوار، وقال: إن قرار الحوار أتخذ من بين خيارات أخرى مكلفة، ونحن نسعى إلى النضال السلمي بخطوات مدروسة. وأضاف: يجب أن تصب جهودنا في ما نتفق عليه فقد نجحنا في نقل موضوع المشكلة اليمنية من المشترك إلى الإطار الأوسع كما أن لدينا استراتيجيات مستقبلية والطريق لازال طويل.
وفيما يتعلق بالحوار مع الحراك والمعارضين في الخارج قال الآنسي: طلبنا أن يتم تهيئة المناخ أولاً وليس كما يردده الإعلام بأننا لا نريد الحوار معهم فالحوار يتطلب مناخات آمنة.
من جهته، تحدث علي مكنون عضو فئة المناضلين عن ضرورة تقديم فصائل الحراك الجنوبي لأوراق تتضمن كافة مطالبهم السياسية والحقوقية، لكنه اعتبر أن تفاقم ما أسماه بعسكرة الحياة المدنية في المحافظات الجنوبية سيزيد من تعقيدات إجراء حوار وطني.
وقال مكنون في ورقة عمل تحت عنوان "الجانب الإنقاذي في وثيقة الإنقاذ الوطني" ان مشاركة جميع الأطراف السياسية في الحوار أمر ضروري، مضيفاً "الجميع مطالب بالبحث عن كافة الحلول للخروج بالوطن من الأزمة".
وخلال فتح باب النقاش، أثار أنيس حسن يحي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني عدد من الملاحظات حول رؤية الإنقاذ ومنها قضية المرأة والتي قال إن الوثيقة لم تتحدث عنها إلا في ثلاثة أسطر، والثانية كانت حول القبيلة في الوثيقة، مؤكداً أن الرهان على القبيلة رهان خاطئ.
واقترح يحيى فكرة تحويل الحراك السلمي الجنوبي إلى حراك يشمل عموم اليمن.
ورد عليه الآنسي بالقول إن قضية المرأة ليست للمزايدة، "ونحن على يقين أن المجتمع لن يتقدم إلا بمشاركة المرأة إلى جانب أخيها الرجل".
وكان رئيس فئة المناضلين في تحضيرية الحوار قال إن اللقاء الذي عقد الاثنين يعد تأكيداً رمزياً لعشرات الآلاف من المناضلين في عموم محافظات الجمهورية الذين لم يحصلوا على حقوقهم المعنوية والمادية مقابل نضالاتهم وكفاحهم الطويل.
وبشأن الأوضاع التي تعيشها البلد، قال الشامي إن المتغيرات التي طرأت على الأزمة اليمنية تتجه نحو الانفجار، وإنها قد أخذت مظاهر مختلفة.
وحدد خلال حديثه عدداً من الاحتمالات المفتوحة للأزمة، منها تدخل دول أصدقاء اليمن في شؤون اليمن إذا لم يستطيع اليمنيين حل أزماتهم، كما حدث في أفغانستان والعراق.
وقال إنه على الرغم من القلق الشديد الذي يزداد عن المصير الذي ينتظر اليمن، إلا أن الحاكم لا يشعر إطلاقاً بأي قلق تجاه الأزمة أو الأخطار التي تهدد انهيار مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن السلطة تمارس "الاستحكار" وتحبذ هذا النمط من الصراع لكي تتمكن من التشويش على المضامين التقدمية الوطنية لثورتي سبتمبر وأكتوبر.