دخلت قضية مهندسي مصفاة مأرب الذين احتجزوا الأسبوع الماضي في سجن معسكر اللواء 107 بالمحافظة، فصلا جديدا من فصول المعاناة، حيث وصلت حافلة نقلة بأوامر إدارة الشركة بعد ساعات من الإفراج عنهم وأجبرتهم على حمل أمتعتهم والرحيل إلى صنعاء. وكان المهندسون يحتجون للمطالبة بتحسين أوضاعهم أسوة بزملائهم في مصفاة صافر النفطية، التي لا تفصلهم عن الشركة اليمنية لتكرير النفط التي يعمل بها هؤلاء المحتجون سوى أسلاك بسيطة وغير شائكة.
يحكي أمين عام اللجنة النقابية لعمال مصافي مأرب المهندس علي الصبري تفاصيل جديدة حول احتجاز 47 مهندساً وعاملاً، الذي بدأ باقتحام الأمن لسكنهم الخاص في تمام الساعة الثانية من فجر الاثنين الماضي واقتيادهم بالقوة، والاعتداء على بعضهم بالضرب والسحل، وإيداعهم سجن معسكر اللواء 107 بمحافظة مأرب.
يؤكد الصبري أن أفراد المعسكر قاموا بمصادرة هواتفهم الشخصية وعزلهم عن كل ما يجري حولهم في زنازين انفرادية لكل شخصين ولمدة ستة أيام، هي مدة احتجازهم غير القانوني.
وتحدث الصبري ل"المصدر أونلاين" بعد وصوله إلى صنعاء عن معاناتهم داخل السجن، وعدم اكتراث السجانين لمن يعانون الأمراض المزمنة كالربو والسكري والقلب، مؤكدا أنه وزملاءه تم الضغط عليهم للتوقيع على التزام بعدم العودة إلى الأعمال "غير القانونية" في إشارة إلى الاحتجاجات التي نفذوها قبل الاحتجاز، وفيما لم يؤكد أو ينف احتجاز بعضهم في حمامات كما نشرت بعض وسائل الإعلام، إلا أنه أكد منعهم من دخول الحمامات إلا لمرة واحدة، أو عند تناول الطعام.
وأشار إلى أن زميلهم المهندس عبد السلام الشايف رئيس النقابة رفض التوقيع على الالتزام رغم الضغوطات، فتمت إحالته إلى البحث الجنائي بالمحافظة ولم يفرج عنه إلا بعد نزول والده وأهله وتدخل وجاهات من المحافظة في هذه القضية.
أمين عام نقابة عمال مصفاة مأرب أدان ما تعرض له هو وزملاءه بعد أربعة عشر عاما من الخدمة في ذلك القطاع الإيرادي الهام، ومنذ ذلك الحين لم يرتفع راتبهم الأساسي عن 62 ألف ريال.
وكذّب الصبري ما تطوعت به بعض المصادر الإعلامية من "ترويج وتزييف للحقائق حيث أوردت أن رواتبنا أكبر من راتب رئيس الجمهورية فلماذا نضرب عن العمل".
وقال الصبري بأن هذا الإضراب هو الرابع، وقد بدأ في السادس من أكتوبر الحالي وقد سبقته إضرابات ومطالبات سابقة وبيانات ورفع للشارات، منذ عام 2005.
واختتم تصريحاته ل"المصدر أونلاين" بالقول انه "لن تثنيهم هذه الممارسات السيئة عن المطالبة بحقوقهم والمطالبة بتعويضهم عما لحقت بهم من أضرار ورد الاعتبار لهم".
من جهته أدان المهندس صالح العولقي عضو اللجنة التنفيذية لنقابة المهندسين اليمنيين فرع صنعاء رئيس اللجنة المهنية، ما تعرض له زملاؤهم المهندسون النفطيون بمصفاة مأرب، واصفا الاحتجاز والترحيل بالأعمال المهينة وغير اللائقة بشريحة هامة يناط بها المساهمة الفاعلة في نهضة الوطن بأكمله.
ودعا العولقي في تصريح ل"المصدر أونلاين" إلى إبعاد المعسكرات عن قمع الأنشطة النقابية المكفولة نقابيا وقانونيا ودستوريا والحد من عسكرة المنشآت النفطية، حسب تعبيره.
وأثنى العولقي على الجهود التي قام بها مهندسو القطاع المذكور في قطاع 18، وقال: من واجبنا جميعا الحفاظ على الثروة النفطية والبشرية في آن واحد كون المهندس اليمني يمثل ثروة وطنية غالية الثمن بل لا تقدر بثمن حد قول العولقي.
وكانت نقابة المهندسين اليمنيين الناشئة مؤخرا بفرع صنعاء قد أدانت عبر بيان لها هذه الانتهاكات التي وصفتها بغير اللائقة.