على رغم انتشار الحجاب، والثوب الأسود المحتشم، إلا أن ظاهرة التحرش بالنساء عرفت طريقها إلى الشارع اليمني؛ حيث عبرت عن نفسها بنظرات الشباب الثاقبة، أو باللمسات، أو بالاحتكاك، أو التعليقات الساخرة، وذلك وفقا لمنتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان في اليمن. كاميرا صباح الخير يا عرب استطلعت رأي الشارع اليمني حيال الظاهرة؛ حيث أكدت إحدى الفتيات أنها تتعرض لمضايقات عديدة، أينما ذهبت سواء في الأسواق أو الجامعة، مشيرة إلى المعاكسات اللفظية غير المحترمة التي تتعرض لها.
وفي حلقة الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2010م قالت فتاة أخرى: إنه سواء كانت المرأة كاملة الاحتشام أو كانت مغطاة أو كاشفة وجهها فإنها تصطدم بالمعاكسات والمضايقات في كل مكان.
أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان –مقره اليمن- أرجعت -في حوارها مع "صباح الخير يا عرب"- أسباب ظاهرة التحرش الجنسي إلى انعدام قيم المساواة والثقافة الذكورية السائدة في المجتمع؛ التي تنتهك فئات المجتمع الأقل، وبالتالي يتم النظر إلى النساء باعتبار أنهن أقل من الذكور؛ فيتعرضن لكل أنواع الانتهاكات.
وكشفت أن الطالبات الجامعيات في مقاعد الدراسة لم يسلمن من التعرض للتحرش الجنسي، بل وأحيانا يأتي هذا التحرش ممن يقومون بحمايتهن.
واعترفت بأن منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان لم يقم بأي عمل لمواجهة التحرش الجنسي؛ لأن هناك ما هو أخطر من التحرش؛ مثل ظاهرة اغتصاب الأطفال والنساء في جميع الأعمار، كاشفة أن حالات الاغتصاب وصلت إلى 19 حالة خلال شهر واحد فقط، وفقا للتقارير التي تعدها المنظمة في اليمن.
عواقب التحرش الجنسي بدورها، كشفت د. ليندا صقر -اختصاصية علم النفس- عن عواقب تعرض المرأة للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، مشيرة إلى أن المرأة تشعر بالخوف والإحساس بالذنب وتلوم نفسها، وأكدت على أهمية إعادة الثقة إلى المرأة التي تعرضت لمثل هذه الانتهاكات، خشية تحول خوفها إلى شكوك تسيطر عليها تجاه من حولها.
ونصحت بكسر حاجز الصمت لدى المرأة المغتصبة؛ لكي تتكلم عما حدث لها، لافتة إلى أن كثيرا من الحالات تخشى الإفصاح عما حدث خوفا من الفضيحة أو إلقاء اللوم عليها.
كما دعت الناس إلى تشجيع المرأة المغتصبة على استرجاع ثقتها بنفسها، واستعادة حياتها السابقة، ودعمها والتعاطف معها في حال إحساسها بانتهاك خصوصيتها الشخصية.
وعن جرائم الاغتصاب رفضت ليندا فكرة تزويج المرأة ممن اغتصبها، موضحة أن ذلك قد يؤدي إلى إحساسها بالخوف والصدمة، ويؤدي إلى استرجاع لما حدث لها.
وشجعت ليندا الخطوة الجدية التي قامت بها مجموعة من الناشطات في القاهرة واللاتي قررن تدشين موقع جديد على الإنترنت للحد من ظاهرة التحرش الجنسي تحت عنوان "خريطة التحرش الجنسي" يتيح للنساء والفتيات الإبلاغ عن وقائع التحرش عن طريق الرسائل القصيرة باستخدام الهاتف المحمول أو من خلال موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت.
د. عبد الباقي شمسان -أكاديمي بجامعة صنعاء- أوضح من جانبه أنه ومع ضعف الوازع الديني وضعف ثقافة حقوق الإنسان وغياب القوانين والتربية السليمة، يصبح الشارع فضاء مفتوحا للانتهاكات بما فيها النظرة الدونية للمرأة.
فيما شددت رمزية الأرياني -الأمينة العامة للاتحاد النسائي العربي بصنعاء- على دور أولياء الأمور في الاهتمام ببناتهم، ومعرفة أصدقائهم والأماكن التي يذهبن إليه.