قالت النرويج إن دولاً غربية تعرض على السودان حوافز اقتصادية تتضمن رفع العقوبات الأمريكية، وإعادة دمجه في البنك الدولي لإبعاده عن العزلة بعد أن ينفصل الجنوب العام القادم. ومن المتوقع أن يصوت الجنوب لصالح الاستقلال في استفتاء يجرى في التاسع من يناير/كانون الثاني في إطار معاهدة سلام أبرمت عام 2005 وأنهت أطول حرب أهلية في إفريقيا.
وتمثل النرويج والولايات المتحدة وبريطانيا الدول التي قامت بدور أساسي في التوصل الى هذا الاتفاق وهي ضامن له.
وقال اسبن بارت ايده نائب وزير الخارجية النرويجي "الدول الغربية تركز بشكل متزايد على الحاجة لوجود حوافز واضحة للشمال وهذا يتوقف بالطبع على استعداد الشمال للمشاركة بطريقة إيجابية".
وأضاف في مقابلة أجريت معه في الخرطوم اليوم "الحوار مستمر من أجل رفع العقوبات والعودة الى المؤسسات الاقتصادية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما من الاستثمارات".
ومضى يقول إن النرويج يمكن أيضا أن تساعد السودان على تخفيف عبء الديون الخارجية التي يتعدى حجمها 36 مليار دولار.
وتخشى دول غربية من أن تزداد عزلة الشمال بمجرد انفصال الجنوب خاصة وأن المحكمة الجنائية الدولية تطلب القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير لارتكاب جرائم حرب ومذابح جماعية، وفي التسعينات آوت حكومة البشير زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال ايده "أتمنى أن يتغير هذا الوضع الى اتجاه أكثر انفتاحا وتعددية".
وتقدم النرويج وهي دولة رئيسية في انتاج النفط المشورة لكل من الشمال والجنوب فيما يتعلق بالتعاون بخصوص انتاج السودان من النفط الذي يبلغ حوالي 500 ألف برميل يوميا يوجد أغلبها في الجنوب، بينما توجد البنية الاساسية في الشمال كما أنها تقدم المساعدة الفنية فيما يتعلق بالاستخراج وادارة الايرادات.
وقال ايده "نبحث عن سبل لتحقيق مكاسب أكبر في كل مجال إنها مسألة متعلقة بالمال والتكنولوجيا ووازنوا أنتم بين التكلفة والمكسب".
مضيفا أن النرويج يمكن أن ترفع عائد السودان النفطي من 18% الى 20%.
وأردف قائلا إن الإدارة السليمة لإيرادات النفط ستساعد في تنمية الجنوب الفقير. وتابع قائلا "ستبدأ كدولة ضعيفة لديها بعض المؤسسات لكن تلك المؤسسات لها قدرات محدودة للغاية".
وأضاف أن النرويج تساعد على تقوية الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وقال إن الحكم يعني أيضا "جمع الضرائب وحرس الحدود وكل المؤسسات الأساسية اللازمة لمباشرة الأوضاع وكل هذا لابد أن يتم بناؤه من الصفر تقريبا لا أريد أن نفعل ذلك بالنيابة عنهم".
وأسفرت الحرب بين الشمال والجنوب عن سقوط نحو مليوني قتيل وزعزعت الاستقرار في أغلب أجزاء شرق إفريقيا وقال ايده إنه يعتقد أن هناك من الحوافز ما يكفي لإقناع الجانبين بعدم العودة الى العنف.
ولم يتفق الجانبان بعد على مسائل ما بعد الاستفتاء بما في ذلك كيفية الاستمرار في تقاسم النفط والمشاركة في الأصول والديون وجنسية الملايين من سكان الجنوب والبدو المقيمين على الحدود بل وترسيم الحدود المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.