يواصل المصدر أونلاين ترجمة ونشر وثائق سرية أخرى سربها موقع ويكيليكس لا تقل أهمية عن سابقاتها. ومع أن الوثائق التي سيواصل المصدر أونلاين نشرها تباعاً، ذات علاقة بمحاور ومضامين متكررة، إلا أن تفاصيلها، إلى جانب قضايا أخرى لم تطرق سابقاً يمكنها أن تكشف الكثير من الأسرار المخفية المتعلقة بالتعاون اليمني الأمريكي في الحرب ضد الإرهاب، وكيف تواصل حكومتنا التعامل مع تلك الحرب باعتبارها استثماراً دون أن تعير السيادة وأمن المواطن أدنى اهتمام. كما تكشف بعض تفاصيل السياسة الداخلية وغيرها من القضايا المثيرة للاهتمام.. وفي هذه الوثيقة الصادرة من السفارة الأمريكيةبصنعاء يتحدث فيها السفير الأمريكي السابق ستيفن سيش حول الاعتقالات الذي ينفذها الأمن القومي اليمني في أوساط الأمريكيين المقيمين باليمن، بتهم تتعلق بالإرهاب.. فإلى التفاصيل:
نص الوثيقة: الموضوع: ارتفاع موجة الاعتقالات التي نفذها الأمن القومي تصنيف السفير ستيفن سيش. التصنيف: وثيقة سرية. التاريخ: 17/2/2010
1- الخلاصة: لاحظ المركز منذ بداية عام 2010 ارتفاعاً مفاجئاً في عملية الاعتقالات التي طالت عدداً من الأمريكيين المقيمين في اليمن حيث أن 80% من هؤلاء المعتقلين كانوا على ارتباط بشبكات إرهابية إضافة إلى قضايا متعلقة بالأمن القومي الأمر الذي يتطلب تدخلاً كبيراً من قبل RSO, Legatt.
يأتي هذا بينما تحاول القنصلية القيام بتخفيف أعباء العمل المتراكم الذي مضى عليه ستة أشهر وذلك من خلال القيام بسلسلة تعيينات وظيفية في الفترة القادمة. حيث وقد طلب المركز من موظفي (TDY) المساعدة في سد الفجوات المتوقعة فيما يتعلق بالموظفين في القنصلية في الفترة الممتدة بين أبريل وسبتمبر كما جدد دعوته لزيادة الموظفين في قسم (FSO) من أجل معالجة الزيادة في حجم العمل. انتهت الخلاصة.
اعتقال عدد من الأمريكيين، وإجراءات جديدة للحكومة اليمنية: 2- لاحظ المركز حدوث ارتفاع مفاجئ في اعتقالات الأمريكيين المقيمين في اليمن منذ محاولة تفجير الطائرة الأمريكية رحلة رقم 253 عشية رأس السنة الميلادية. وفي الأسابيع السبعة الأخيرة تم اعتقال سبعة أمريكيين لمخاوف تتعلق بالأمن القومي إلى جانب مخالفتهم لقوانين الهجرة، وذلك مقارنة بستة أشخاص فقط تم اعتقالهم في الأربعة الأشهر الماضية علماً بأن ستاً من حالات الاعتقال هذه يشتبه أن يكون لها علاقة بالإرهاب حيث يتطلب الأمر تنسيقاً كبيراً بين (Legatt) و(RSO).
تعليق: إن ارتفاع وتيرة الاعتقالات تأتي كنتيجة للتركيز الدقيق والمكثف من قبل الحكومة اليمنية على الحالات المتعلقة بالأشخاص الذين يقيمون فترات أطول من الفترات المحددة في تأشيرات إقامتهم ويعزى هذا إلى زيادة الاهتمام الدولي بقضايا الإرهاب في اليمن.
3- في الماضي كان الأشخاص الذين يتجاوز فترة الإقامة المحددة في تأشيرة السفر يقومون بمراجعة مصلحة الهجرة ودفع الغرامة ومن ثم الحصول على تأشيرة خروج. أما مؤخراً فقد تم اعتقال الأشخاص الذين تجاوزوا فترات الإقامة المحددة في تأشيرات سفرهم حيث تطلب الأمر تدخل المركز في تأمين عملية خروجهم من اليمن. وقد تم اختطاف أربعة من المعتقلين من قبل جهاز الأمن السياسي أو مكتب الأمن القومي وتم احتجازهم لفترة تتراوح بين 3-10 أيام قبل أن يتم إشعار المركز رسمياً بأماكن اعتقالهم.
ملحوظة: تم في السنتين الماضيتين ربط مجموعة من أبناء الجاليتين الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام أثناء إقامتهم في اليمن بنشاطات إرهابية، علماً بأن هؤلاء الأفراد يشكلون غالبية الأشخاص الذين تجاوزوا فترة إقامتهم في اليمن. انتهت الملاحظة.
إلا أن المركز لم يتلق بعد إشعاراً رسمياً فيما يتعلق بمكان احتجاز أحد أولئك المعتقلين وعليه فإنه لم يتمكن من إبلاغ عائلة المعتقلين المقيمة في أمريكا بأية معلومات بهذا الصدد حيث أن تلك العائلة لا تزال تعتقد بأن ابنهم قد تم اختطافه. وقد تم مؤخراً إثارة القضية المتعلقة بضرورة إصدار بلاغات الاعتقال في حينها مع رئيس البروتوكول أو التشريفات في اليمن من قبل المركز.
ارتفاع وتيرة الإجراءات المباشرة المتعلقة بتدقيق الأسماء وفحصها: 4- بالإضافة إلى ارتفاع موجة الاعتقالات فإن المركز يلاحظ بشكل روتيني حالات متعددة تشير إلى اهتمام الأمن القومي في اليمن بالخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأمريكيين بما في ذلك معاملات تأشيرات السفر، حيث تصل المركز ثلاث إلى خمس حالات أسبوعياً تستدعي انتباه (Legatt) و(RSO) حيث أن الوقت الذي يتم استغراقه في النظر في هذه الحالات بما في ذلك إجراء مقابلات إضافية مع الأفراد قد سبب لنا ضغوطاً فيما يتعلق بقدرتنا على توفير الخدمات الروتينية في الوقت المناسب.
تعليق: لقد عمل المركز على تقليص الوقت الذي تم تخصيصه للنظر في الطلبات المقدمة لشغل بعض الوظائف المطلوبة لديه من ستة أشهر إلى ثلاثة أشهر. وعليه فإننا لن نستطيع الاستمرار في التجاوب مع هذا العدد الكبير من المواعيد في ظل ارتفاع موجة الاعتقالات في الفترة الأخيرة وكذا حجم القوى العاملة المتوفرة لدينا حالياً. انتهى التعليق.
5- يقوم المركز حالياً بالنظر في قضية خمسة معتقلين حيث أن معظم قضايا هؤلاء الأشخاص بدأت على شكل طلبات تتعلق بأوضاعهم وأماكن اعتقالهم. وقد تم إطلاق سراح شخص سادس نظراً لأن قضيته لم تكن تتعلق بالإرهاب أو الأمن القومي. أما الخمس القضايا المتبقية فإن لدى أصحابها ارتباطات قوية بالإرهاب أو مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وفيما يلي عرض معلومات محدثة حول تلك القضايا: 6- كان XXX المشار إليه في المرجع A لا يزال معتقلاً في مصلحة الجوازات ريثما يتم إجراء تحقيقات إضافية معه حول تجاوزه لفترة الإقامة وكذا إمكانية ارتباطه بالإرهاب.
وقد حاولت الحكومة اليمنية في وقت سابق أن تقوم بترحيله إلا أنه لم يسمح له بصعود الطائرة نظراً لوجود اسمه في قائمة الأشخاص الممنوعين من السفر جواً، وقد طلب المركز من CA أن تقوم بإبداء رأيها حول الموضوع حسب القوانين المعمول بها فيما يتعلق بقائمة الممنوعين من السفر جواً. وقد تلقى المركز لاحقاً مكالمة هاتفية من القنصلية الأمريكية في اسطنبول تفيد بأن XXX قد وصل اسطنبول بتاريخ 16 فبراير، لكنه لم يسمح له بمواصلة السفر إلى الولاياتالمتحدة.
كما تلقى المركز فيما بعد إشعاراً يفيد بأنه من المقرر السماح ل XXX بركوب رحلة خطوط الطيران التركي رقم TK/236 المتوجهة إلى صنعاء بتاريخ 17 فبراير.
ملحوظة: لقد انتهت صلاحية تأشيرة XXX الخاصة بإقامته في اليمن إلى جانب أن تأشيرات الإقامة لم تعد تمنح في المطار. انتهت الملاحظة.
7- لا يزال XXX المشار إليه في المرجع B معتقلاً في سجن الأمن السياسي ولا يزال حالياً يخضع للتحقيق من قبل هذا الجهاز الذي يعتزم القيام بترحيله. ويعتزم مكتب التحقيقات الفيدرالية مقابلته لدى عودته إلى الولاياتالمتحدة.
8- أما XXX المشار إليه في المرجع C فإنه لا يزال معتقلاً لدى مصلحة الهجرة والجوازات وهو في انتظار الترحيل. وتنتظر السلطات اليمنية بأن يقوم هذا الشخص بتأمين مسار رحلته والحصول على تذاكر سفر إلى الولاياتالمتحدة قبل أن يتم إطلاق سراحه.
9- أما XXX المشار إليه بالمرجع D فلا يزال معتقلاً في سجن الأمن السياسي. ويتم حالياً التحقيق معه حول وجود علاقة له بالإرهاب. ولم تقم الحكومة اليمنية بتقديم أية معلومات تتعلق بتوجيه أي تهم إليه.
10- وفيما يتعلق ب XXX المشار إليه بالمرجع E فإنه لا يزال يقبع في سجن مصلحة الهجرة والجوازات ريثما يتم ترحيله. وليس من الواضح ما إذا كان قادراً على دفع غرامة بسبب مخالفته لشروط الإقامة والحصول على تأشيرة خروج تمكنه من العودة إلى الولاياتالمتحدة في حال تم ترحيله.
تعليق: يوجد لدى المركز حالياً خمسة موظفين متفرغين للعمل في القنصلية بالإضافة إلى موظف واحد يعمل لفترة واحدة. وعليه فإن القيام بزيارة السجون أثناء الفترة الصباحية يجعل هؤلاء الموظفين غير قادرين على معالجة القضايا المتعلقة بتأشيرات السفر ومختلف الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأمريكيين المقيمين في اليمن.
إن الزيادة في حجم العمل قد سببت لنا ضغوطاً في العمل بحيث لا نستطيع أداء المهام المتعلقة بتأشيرات السفر وبقية العمليات اليومية. وبناء عليه فقد طلب المركز استقدام موظف واحد على الأقل للتعامل مع حجم العمل المتراكم بالنظر إلى حجم القوى العاملة لدينا عام 2009م.
إن حجم العمل المتراكم في قسم التأشيرات قد زاد بمعدل 5/722 حالة أو ما يصل إلى أكثر من ضعفي حجم العمل خلال عامي 2008، 2009م.
طلب اتخاذ إجراءات: 12- جدد المركز دعوته لاستقدام موظف متفرغ في الفئة (FS-03) وموظف آخر في الفئة (FS-04) يعمل كنائب للقنصل للعمل في قسم التأشيرات والخدمات اليومية للمواطنين الأمريكيين، كما طلب أيضاً دعم تغطية تكاليف إجازة أحد الموظفين لسد الثغرة المتوقعة في عدد الموظفين في الفترة من أبريل-سبتمبر. كما طلب المركز تعيين موظفاً ناطقاً بالعربية ولديه خبرة كافية من أجل المساعدة في إنجاز العمل المتراكم في القسم ذاته.
ويتوقع المركز ارتفاع موجة الاعتقالات واستمرار التحديات المتعلقة بأسماء الأفراد ويتطلع إلى تلقي رد إيجابي وعاجل بخصوص هذا الطلب. سيش.