وصف رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة مبادرة الرئيس التي أعلنها أمس في خطاب أمام مجلسي النواب والشورى بأنها "مجرد أفكار لا تتسم بالوضوح ولا تنم عن وجود نوايا جادة وصادقة لإخراج البلاد من براثن الأزمات التي تهدد حاضره ومستقبله". جاء ذلك في كلمة ألقاها محمد سالم باسندوة صباح اليوم الخميس في مهرجان للمشترك أقيم بالعاصمة صنعاء بمشاركة أكثر من 100 ألف شخص. وقال باسندوة إن ما جاء في خطاب الرئيس "لا يعبر عن إدراك واع ومسؤول بما يمر به الوطن" متمنياً على الرئيس "أن يكون جاداً هذه المرة في إعلانه رفض التمديد والتوريث وليس بهدف المناورة أو لمجرد الشعور بضغط اللحظة الراهنة التي تفرضها أحداث تشهدها بعض الأقطار العربية". وفي هذا الصدد، دعا رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الحزب الحاكم إلى حوار شامل "لا يستثني أحداً وتحت رقابة إقليمية ودولية" . وقال باسندوة "على الحزب الحاكم الدخول حالاً في إجراء حوار وطني شامل لا يستثني أحد تحت رعاية عربية وإقليمية وبإشراف أصدقاء اليمن"، مشددا على ضرورة تحديد القضايا الرئيسية للتحاور وتحديد مشكلات اليمن، وفي مقدمتها تحقيق التداول السلمي للسلطة والشراكة الوطنية، وقضيتي الجنوب وصعدة، وتوفير الضمانات الكافية لاحترام الدستور والالتزام بعدم التمديد والتوريث، واجتثاث الفساد وبناء دولة المؤسسات". وأضاف باسندوة مخاطباً جموع المشاركين في مهرجان المشترك "لقد صبرتم طويلا وتعلقتم كثيرا حتى بلغ السيل الزبى ونفد صبركم جراء السياسات الرعناء والخرقاء للسلطة الحاكمة طوال العقود الماضية حتى أوصلت البلد إلى حافة الانهيار والانسداد". من جانبه قال الدكتور نجيب سعيد غانم عضو مجلس النواب في كلمة ألقاها عن كتلة المشترك "إن وقت التغيير قد حان" وأضاف "آن الأوان للشعوب أن تتحرر من الأصنام الطغاة المستبدين". وتابع غانم القول "نحن اليوم على مفترق طرق وأمام لحظة فاصلة في حياة اليمنيين،علينا أن نقف وقفة رجل واحد لنقول بالصوت العالي والفم المليان لا للإقصاء لا للتهميش لا للاستبداد والاستعباد نعم للحرية والعدالة والمساواة، لا لتزوير إرادة الشعب لا لنهب الثروات واحتكار السلطة". وطالب الدكتور محمد الظاهري عضو نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء بضرورة مواصلة النضال السلمي لإحداث تغيير جذري وحقيقي في البلد، محذراً من ان التظاهرات ستزداد في حال لم يقم الحزب الحاكم بالتغيير وقال "إذا لم يحدث تغيير فوري وشامل فإن كل ساحات اليمن ستتحول إلى ساحات للتظاهر للمطالبة بالتغيير وبرحيل هذا النظام". وحول خطاب صالح قال الظاهري "الوعود كثيرة وقد سئمناها، ونحن نقول لكم بكل وضوح إذا كنتم جادين وصادقين في رفض التأبيد والتوريث فاعزلوا وأقيلوا أبناءكم وأقاربكم عن قيادة المؤسسات العسكرية والأمنية". أما القيادي في المشترك والناطق الاعلامي باسم اللجنة التحضيرية للحوار محمد الصبري فقد دعا الحزب الحاكم إلى رفع الحصار عن ردفان والمحافظات الجنوبية، وإنهاء عسكرة المدن هناك، قائلاً إن الحزب الحاكم حول الجنوب إلى "مزرعة للفاسدين". وأضاف الصبري "الجنوب أصبح مرتع للفاسدين والظلمة وعليهم أن يرحلوا قبل ترحيلهم، وإلا ستدور الدائرة عليهم". ولم يشهد المهرجان أي تواجد أمني باستثناء اعتلاء عدد من الجنود أسطح الأبنية المطلة على مكان المهرجان الذي أقيم أمام جامعة صنعاء بعد "احتلال مسلحين يتبعون الحزب الحاكم" لميدان التحرير الذي كان قد أقرته أحزاب المعارضة لإقامة مهرجانها فيه. وحلقت طائرات مروحية على مكان المهرجان عدة مرات، وترددت أنباء غير مؤكدة إن الرئيس علي عبدالله صالح كان على متن إحدى الطائرات يستطلع أعداد المشاركين في مهرجانات المشترك وحزبه. وفيما حاول عدد من أنصار الحاكم اقتحام المهرجان الذي قوبل بصد من قبل المنظمين لمهرجان المشترك في حين تدخلت قوات الأمن ومنعت وقوع أي اشتباك.