إننا الآن أمام رجل بات يُكّيف أحداثاً وقعت في وقت فرط بالطريقة التي تناسبه غير عابئ بأحد؛ لكنه مع ذلك يتأهب لمنصب رئيس اتحاد وجده أخيراً يكيل بمكيالين فضلاً عن كونه لا يحب التحدث عن انجازات هذا الاتحاد بغض النظر إن كان قد فعل ذلك من قبل أكد وكيل وزارة الشباب والرياضة للشئون المالية والإدارية حسين الشريف- النائب الثاني لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم أن اليمن تقدمت بطلب انضمام الأندية اليمنية إلى البطولات الخليجية بما في ذلك الاشتراك في بطولات الفئات السنية بالنسبة إلى المنتخبات، لكنها بانتظار الرد، إذ ما زال طلب اليمن "يُدرس من قبل الأخوة في الخليج".
عدا ذلك؛ بدا وكيل وزارة الشباب والرياضة للشئون المالية والإدارية حسين الشريف- النائب الثاني لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم واثقاً من كلامه حين أشار إلى أن "عدن ستكون جاهزة" لاستضافة خليجي 20 أواخر العام القادم و"ستكون الأمور كلها إن شاء الله في أتم الاستعداد سواء تنظيمياً أو من ناحية الإيواء"، على الرغم من أنه يرى أن "صنعاء هي المدينة الأنسب نظراً للناحية الفنية والإيواء".
وكشف الشريف حقيقة موقفه بالنسبة إلى قيام الاتحاد العام لكرة القدم بالتصويت للقطري محمد بن همام في الاتحاد الآسيوي قائلاً: "كنت ضد هذه الفكرة، وأساساً هاجمت هذا الموضوع، لكن صوت رئيس الاتحاد ورأيه كانا له قبل أن يكونا لنا".
حسين الشريف في معرض لقاء أجراه معه أخيراً موقع "منتدى كوورة" الإلكتروني قال إن جمعه بين منصبين في وقت واحد "ليست مخالفة للوائح، فلائحة اتحاد كرة القدم دولية معروفة وتم إقرارها من الجمعية العمومية بحضور مندوبين من الاتحاد الدولي"، مؤكداً أن وجوده كنائب في اتحاد كرة القدم وكوكيل لوزارة الشباب والرياضة "هو عمل رياضي أولاً وأخيراً".
الشريف كان في وقت سابق سمح لنفسه بالتحدث ل"الأهالي" في لقاء صحفي عن إنجازات الاتحاد العام لكرة القدم عشية الانتهاء من مشاركة منتخبنا السيئة في النسخة الأخيرة من بطولة الخليج التي أقيمت في عُمان وقد خرج منها المنتخب خالي الوفاض حتى من النقطة اليتيمة التي ما برح يحققها في كل مشاركة من المشاركات السابقة؛ لكنه هذه المرة رفض رفضاً قاطعاً التحدث عن إنجازات الاتحاد العام لكرة القدم، مُفضلاً توجيه السؤال إلى رئيس الاتحاد (أحمد العيسي).
يؤكد بعض المتابعين أن حسين الشريف بات على أهبة الاستعداد لتحقيق طموحاته الجامحة في الاستحواذ على كرسي الرجل الأول في الاتحاد العام لكرة القدم - إلى جانب استمراره في منصبه الحالي في وزارة الشباب والرياضة- وهو في سبيل ذلك كان في اللقاء المُشار إليه سلفاً بشكل واضح لا ينفي مسألة ترشحه لانتخابات رئاسة اتحاد كرة القدم، لكنه عوضاً عن ذلك قال "إن لكل حدث حديث".
لم يجرؤ حسين الشريف في وقت سابق رفع إحدى أصابعه في وجه الاتحاد العام لكرة القدم، ولو من باب انتقاد الأخطاء أو السلبيات التي لطالما كانت من العلامات المميزة لعمل هذا الاتحاد؛ وهو تصرف كان في نظر متابعين - على الرغم من قلتهم- حكيماً للغاية على اعتبار انه أحد قادة اتحاد كرة القدم.
لكن مثل هذا التصرف الحكيم في الوقت الراهن لم يعد من سمات الرجل.
لقد بدأ حسين الشريف يوجه انتقاداته - وقد اتخذ بعضها طابعاً متطرفاً- إلى الاتحاد العام لكرة القدم، بل وبدا في إحدى صور هذه الانتقادات كمن يطلق رصاصاته عن سابق إصرار وتعمد في وجه خصومه، على الرغم من أنه ما زال يمارس مهامه كنائب ثان لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم.
يقول حسين الشريف إن الاتحاد العام لكرة القدم "يكيل بمكيالين"..!، مستشهداً في ذلك بقيام الاتحاد العام لكرة القدم بخرق اللائحة بإعادته لمباراة فريقي وحدة صنعاء وتضامن شبوة في إطار مباريات دوري الدرجة الثانية لكرة القدم على الرغم من أنه كان يتمنى عدم إعادتها.
في الواقع؛ كان حسين الشريف في وقت سابق، وتحديداً قبل نحو ثلاثة أعوام، بطلاً لحادثة غير مألوفة تصدرت وسائل الإعلام لندرة حدوثها بالنسبة إلى تاريخ كرة القدم اليمنية.
بتاريخ 14/6/2006م نشرت "الأيام" خبراً تحت عنوان "اعتداء بالأيدي على أمين عام اتحاد كرة القدم وبوادر صلح قبلي": في ما يلي نصه: "علمت "الأيام" أن د. حميد شيباني، الأمين العام لاتحاد كرة القدم، تعرض لاعتداء ظهر أمس أثناء تأديته لعمله في مكتبه في مقر الاتحاد. وأفاد مصدر ل "الأيام" أن خلافاً نشب بين الشيخ حسين الشريف، النائب الثاني لرئيس الاتحاد ود. حميد شيباني الأمين العام حول بعض القضايا التي تهم عمل الاتحاد. وأفاد شهود عيان بأن مرافقي الشيخ حسين الشريف اندفعوا بعد ذلك للاعتداء على الأمين العام بالأيدي والأرجل قبل أن يتدخل الحاضرون. وفي وقت متأخر من مساء أمس علمت "الأيام" أن هناك مساع لاحتواء القضية من خلال التحكيم القبلي، وتدخل بعض العقلاء".
يعتقد بعض المتابعين أن مرور نحو ثلاثة سنوات أمر كفيل إلى حد بعيد بنسيان ما حدث أو اعتبار ما حدث مجرد صفحة في كتاب تم طيها وحسب.
لكن حسين الشريف عاد في اللقاء المُشار إليه للظهور بثوب جديد.
إنه ينكر حدوث عراك بالأيدي، "دعوا الأرجل جانباً لو سمحتم"، بحسب ما جاء في سؤال موقع منتدى كوورة، معتبراً أن الأمر ليس غير "مشادة كلامية".
بالنسبة إلى كثيرين فإن الأمر يُمكن اعتباره إيجابياً في ما لو اعتبرنا أن مثل هذا الإنكار من شأنه تالياً أن يؤكد على وجود علاقة عمل طيبة بين الرجلين اللذين خاضا المشادة الكلامية، خصوصاً وأنهما من كبار قيادات أهم اتحاد رياضي في البلد. لكن هذا الإنكار أتى متبوعاً بنص العبارة التالية: "لم يحصل عراك بالأيدي وحميد شيباني هو سبب خراب اتحاد كرة القدم والكرة اليمنية".
عدا ذلك؛ قال الشريف في ما يخص حقيقة كون الدكتور حميد شيباني مرشحاً للاتحاد العربي في وقت فائت: "لا لم يكن مرشح الاتحاد وهو مرشح لسانه فقط"..!
حسناً.. نحن إذاً أمام نتيجة وصل إليها قيادي في اتحاد كرة القدم، وفي الوقت ذاته قيادي في وزارة الشباب والرياضة، تؤكد وجود خراب، وفاعله موجود.
هل هي دعوة للتحقيق في الأمر..؟!
بالمناسبة.. يقول حسين الشريف أنه لا يوجد خلاف بينه وبين العيسي، ومهما يحصل من ظروف واختلاف في وجهات النظر فهو في مكانه ويعتبره الأخ الكبير.
بعبارة أخرى: "الشريف أخ صغير للعيسي".
يكبر الدكتور حميد شيباني أمين عام اتحاد كرة القدم زميله حسين الشريف بنحو عشرين عاماً؛ وهذا يعني أن الأخير وقت ما كان مجرد طالب في المدرسة الابتدائية، كان الأول كما هو معروف يمارس مهام عمله كقيادي بارز في اتحاد كرة القدم. كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً أيضاً.
لكننا الآن أمام رجل بات يُكّيف أحداثاً وقعت في وقت فرط بالطريقة التي تناسبه غير عابئ بأحد؛ لكنه مع ذلك يتأهب لمنصب رئيس اتحاد وجده أخيراً يكيل بمكيالين، فضلاً عن كونه لا يحب التحدث عن إنجازات هذا الاتحاد بغض النظر إن كان قد فعل ذلك من قبل..!
لكن - في الواقع- هل الأمر حقاً كذلك؟
اقرأوا ما يلي كخاتمة: منتدى كوورة: هل أنت راض عن العمل مع اتحاد العيسي؟ حسين الشريف: [يصمت]..!
منتدى كوورة: "سمعنا أنك تتزعم تياراً معارضاً للعيسي في الانتخابات القادمة؟" حسين الشريف: "ولم لا"...!
بالنسبة إلى أحمد العيسي فإن الدكتور حميد شيباني يُعد من أفضل الكوادر اليمنية على الإطلاق الفاهمة لعملها، بل وكان العيسي على الدوام يشيد بقدراته بعبارات غزل ليس هنا مجال ذكرها. إنها مجرد وجهة نظر ليس لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم وحسب؛ بل هي أيضاً وجهة نظر الأخ الكبير لحسين الشريف...!