قال ميخائيل مارغيلوف المبعوث الروسي الخاص لإفريقيا إن بإمكانه تصور ليبيا مستقبلا بالعقيد معمر القذافي باقيا فيها، فيما تتسلم المعارضة حكم البلاد، إلا أن هناك خيارات عدة لا تزال مطروحة للنقاش. وحث المبعوث الروسي في مقابلة مع بي بي سي القذافي على "إجراء عملية مصالحة وطنية كي يحظى بالعفو من الليبيين"، مضيفا أن القذافي قد فقد مصداقيته تماما أمام الليبيين.
وبدا مارغيلوف محادثات اليوم الخميس مع مسؤولين حكوميين في طرابلس، للبحث في محاولات التوسط في الصراع القائم هناك. وقالت وكالة إيتار تاس الروسية إن مارغيلوف التقى الخميس مع وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي، ومن المقرر أن يلتقي لاحقا برئيس الوزراء البغدادي المحمودي. وكان قد التقى الأسبوع الماضي مع عدد من ممثلي المعارضة الليبية في معقلهم بمدينة بنغازي، وقال فيها إن القذافي قد فقد شرعيته تماما. يذكر أن المعارضين قد رفضوا مرارا أي وساطة مع القذافي ما لم تكن مستندة إلى التخلي الفوري للقذافي وأولاده عن السلطة في البلاد. غير أن مارغيلوف يقول أيضا إن الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا ليست الحل للجمود القائم حاليا.\ وكانت الحكومة الليبية قد ذكرت أنها مستعدة لقبول الهدنة، والشروع في محادثات سياسية مع المعارضة، بشرط بقاء الزعيم الليبي معمر القذافي في موقعه، وهو ما يرفضه حلف شمال الاطلسي (الناتو).
بيان مشترك من ناحية أخرى أعربت روسيا والصين عن قلقهما إزاء الأوضاع في ليبيا، وحثتا على الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن الدولي. يذكر أن البلدين يملكان حق النقض "الفيتو" على القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. وجاء هذا التحذير في البيان الصادر عن ختام محادثات الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الصيني هو جنتاو والذي يزور موسكو حاليا.
سيف الإسلام من جانبه قال سيف الإسلام القذافي الإبن الأكبر للقذافي إن والده على استعداد لإجراء انتخابات في ليبيا والتنحي إذا ما خسرها. وأضاف الإبن إنه "يمكن إجراء الانتخابات خلال 3 أشهر، بشفافية تضمنها الرقابة الدولية". وهذا العرض هو الأخير في سلسلة من التنازلات التي قدمها القذافي ورفضتها القوى الغربية، ويأتي في وقت يتزايد فيه الإحباط في بعض الدول الأعضاء في الناتو إزاء سير الحملة العسكرية.
ولا يتوقع أن توافق المعارضة عليه، لكنه قد يشكل اختبارا لمدى تماسك التحالف الغربي الذي يحاول إقصاء القذافي.
وفي الجانب الميداني سمع عدد من الإنفجارات في مجمع العزيزية مقر العقيد القذافي في العاصمة طرابلس، وذلك في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في السماء فيما أعلن التليفزيون الحكومي في خبر عاجل "شن طائرة تابعة للناتو غارة جوية على مناطق مدنية في ساعات الصباح الأولى".