تقول مصادر المعارضة الليبية ان مقاتليها يطوقون مدينة البريقة النفطية الساحلية وان قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تغادرها بعد ان نفدت مؤنها. في الوقت نفسه ترى الولاياتالمتحدةالامريكية ان نظام القذافي على وشك الهزيمة امام المعارضة، بينما القذافي يؤكد انه لن يستسلم. فقد اعلن البيت الابيض الثلاثاء ان "كل المؤشرات" تدل على ان القذافي على وشك فقدان سيطرته على بلده وانه يواجه ازمة امداد. وقال المتحدث باسم الربيت الابيض جاي كارني للصحفيين في واشنطن ان "كل المؤشرات تدل على ان الوضع يتطور في غير صالح العقيد القذافي". واضاف انه "يسيطر على مساحة اقل من الاراضي والمعارضة تشن هجمات في عدة مناطق من البلاد"، وان "تمويل القذافي بالوقود والسيولة قد توقف". وقال كارني ان هذه العزلة داخل ليبيا تضاف الى عزلة تتسع على الصعيد الدولي مشيرا الى ان "الاسرة الدولية كالولاياتالمتحدة مثلا، هي بصدد الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي" الذي يمثل المعارضة، كسلطة في هذا البلد. الا ان القذافي اكد الثلاثاء انه لن يستسلم امام غارات حلف شمال الاطلسي، وان شعبه سيستعيد المواقع التي احتلتها المعارضة. وقال القذافي، في خطاب بثته مكبرات الصوت على انصاره الذين تجمعوا في باب العزيزية: "ملايين الليبيين معي. نحن في ارضنا وسنقاتل حتى اخر قطرة من دمنا دفاعا عن شرفنا ونفطنا وثرواتنا". واضاف: "هذه الحرب فرضت علينا، وخيارنا الوحيد هو ان نقاتل، رجالا ونساء واطفالا، بسلاح او من دون سلاح، لتحرير بنغازي ومصراتة" والجبال الواقعة جنوب غرب العاصمة، وكلها مناطق تسيطر عليها المعارضة.
البريقة وميدانيا، قالت مصادر المعارضة الليبية إن سبعة من قواتها قتلوا وأصيب 45 آخرون في المعارك الضارية التي تدور حول مدينة البريقة الساحلية. وأوضحت مصادر المعارضة في أجدابيا أن قوات حكومية تتخفى في ملابس قوات المعارضة وترفع أعلامها قصفت مواقع للمعارضة بالقرب من البريقة مما أسفر عن سقوط القتلى والمصابين. وتحاول قوات المعارضة الليبية دخول البريقة بعدما تردد عن انسحاب معظم قوات القذافي منها وحصار "قوات النخبة" التي ما زالت باقية فيها. وقال متحدث باسم المعارضة إن ما بين 150 الى 200 من رجال القذافي لا يزالون في ميناء البريقة النفطي. واكد أن قوات المعارضة لم تدخل كامل المدينة بعد بسبب وجود مئات الألغام والخنادق المليئة بالمواد القابلة للاشتعال، موضحا انها تسيطر على الشطر السكني من المدينة. وتقول قوات المعارضة إن الألغام أوقعت قتلى في صفوف مقاتليها، اثناء محاولات السيطرة على البريقة، أكثر مما فعلت الصواريخ والمدفعية. ولكن الحكومة الليبية نفت سيطرة المعارضة على البريقة وأكدت أن قواتها تمكنت من صد هجوم كبير لمسلحي المعارضة وكبدتهم خسائر فادحة. والمعروف أن البريقة هي أهم مركز نفطي في شرق ليبيا، ومن شأن الإستيلاء عليها فتح الباب أمام إمدادات كبيرة من الوقود. جهود دبلوماسية وعلى الصعيد الدبلوماسي أعلنت وكالة الأنباء الروسية إيتار تاس أن وزير الخارجية الليبي سيجتمع الأربعاء مع نظيره الروسي في موسكو. وقالت الوكالة إن الإجتماع يأتي بناء على رغبة من الجانب الليبي. وسيكون الاجتماع، في حال انعقاده، أول زيارة لمسؤول ليبي لموسكو منذ بداية القتال في ليبيا قبل نحو خمسة أشهر. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قد صرح من قبل بأن التسوية بين المعارضة الليبية والقذافي لا تزال ممكنة وأن تأييد جانب واحد من الصراع في ليبيا سيضر بمصالح ليبيا نفسها. وقال ميدفيديف أثناء زيارته الحالية لألمانيا "سنواصل السعي للوصول إلى تسوية، وفي اعتقادي أنها ممكنة". كما انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمام الصحفيين اعتراف بعض الدول بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا وقال "يقف اولئك الذين أعلنوا اعترافهم بالكامل إلى جانب قوة سياسية واحدة في حرب أهلية". وتأتي زيارة وزير الخارجية الليبي الى موسكو، بعد الكشف عن محادثات ليبية امريكية استهدفت التوصل إلى حل للأزمة الليبية الراهنة. وقالت الحكومة الليبية ان ممثليها التقوا مسؤولين امريكيين في تونس السبت الماضي الأحد وانها ترحب بمحادثات دون شروط مسبقة. وكان مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية ذكر الثلاثاء ان مسؤولين امريكيين التقوا ممثلين للزعيم الليبي معمر القذافي كي يسلموهم رسالة "واضحة وصارمة" تفيد بان على القذافي الرحيل.