"اختطفوا أبي" يردد عمر أسامة هذه العبارة لمن التقى به ، معطياً بنبرة طفولية بريئة عذابات طفل أبعدته ظروف لا يحفل بها عن أبيه كان يعتاد أن يقبله قبل خلوده للنوم. وكانت قوات أمنية قد اختطفت أسامة منصور الصالحي - وهو أحد شباب الثورة بساحة التغيير بصنعاء - بعد خروجه من الساحة في ساعة المغرب عقب مشاركته في مسيرة الأحد الماضي بشارع الستين يومها اختطف 7 آخرين بجواره. وخلال أيام اختطاف أبيه توقفت القبلات والبهجة، ليتحول البيت إلى كومة أحزان وبكاء مرير تناوبته والد ووالدة أسامة وزوجته فيما الطفل عمر وأخويه الاثنين يتقاسمان شروداً طفولياً كل لحظة، لا يعلمون ما معنى ذلك جيداً. ولدى أسامة ثلاثة أبناء عمر (7) سنوات وتغريد (4) وفضل (سنتين) وكلهم يتلهفون لرؤية أبيهم على أحر من الجمر. ولعل بحث أسرة أسامة المضني في كل المقار الأمنية كالبحث الجنائي والأمن القومي لم يسعفوهم بإجابة السؤال أين أسامة؟؟ يقول أخوه محمد ل«المصدر أونلاين» بأن قد تلقى عدداً من التهديدات بإيذائه وصلت إحداها توعده بالقتل، وهي اتصالات مجهولة لا تظهر فيها أرقام المتصلين.
وأكد محمد بأن أخيه أسامة ناشط وفاعل في ساحة التغيير بالعاصمة. وطالبت أم أسامة الإفراج عن ابنها إن كان معتقلاً من أي جهة أمنية، والكشف عن مكانه بشكل سريع.
وأضافت والدموع تسيل من عينيها: ماذا فعل ابني حتى يتم اعتقاله وإخفاءه بهذه الطريقة المقيتة. ودعت المنظمات الحقوقية إلى التفاعل مع هذه القضية ورفع الغطاء عن مكان اختطافه، مناشدة الجميع الإسهام في إعادة ابنها إليها وزوجته وأبناءه. وكان أسامة منصور (27) عاماً قد أسس بمعية أخيه عبد الرحيم إذاعة ثورية على نطاق الFM داخل ساحة التغيير بصنعاء وشغل في إدارتها والعمل فيها. الآن يواجه أسامة مصيراً مجهولاً، وإذ تناشد أسرة أسامة الإفراج عن ابنها، ليس طلباً مستحيلاً.