أدانت دول مجلس التعاون الخليجي أعمال القتل التي طالت المتظاهرين خلال الأسبوع الماضي في صنعاء داعية إلى تشكيل لجنة تحقيق في تلك الأحداث، مضيفة أنها ما تزال تتطلع إلى توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية ونقل السلطة في البلاد، متجاهلاً بذلك التفويض الذي منحه لنائبه للتوقيع عليها. وعقد وزراء خارجية دول الخليج اجتماعاً يوم أمس الجمعة في نيويورك لمناقشة التطورات الدامية في اليمن وللاستماع إلى تقرير أمين عام مجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني الذي زار صنعاء الأسبوع الماضي. وزار الزياني صنعاء الأسبوع الماضي، وقال إن زيارته لاستطلاع الوضع السياسي الميداني في اليمن ومدى الجاهزية للولوج في تفاصيل المبادرة الخليجية. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية فقد أعرب المجلس الوزاري عن عميق ألمه وشديد أسفه لسقوط القتلى والجرحى من أبناء الشعب اليمني وتعازيه ومواساته الحارة لذويهم وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل. كما أدان اللجوء إلى استخدام السلاح وخاصة الأسلحة الثقيلة ضد المتظاهرين العزل، داعيا إلى ضبط النفس والالتزام بالوقف التام والفوري لإطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث الأخيرة التي أدت إلى قتل الأبرياء من أبناء الشعب اليمني. ولقي أكثر من مائة متظاهر حتفه خلال الأسبوع الماضي بنيران القوات الموالية لصالح معظمهم في ساحة التغيير بصنعاء.
وطبقاً للوكالة الإماراتية، فقد أكد المجلس حرص دول الخليج «على مساعدة الأشقاء في اليمن للوصول إلى توافق للتنفيذ الفوري والأمين للمبادرة الخليجية». وقال المجلس إنه ما يزال يتطلع «إلى توقيع الرئيس علي عبدالله صالح الفوري عليها (المبادرة الخليجية) وتنفيذ الانتقال السلمي للسلطة بما يحفظ لليمن الشقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضيه ويحترم إرادة وخيارات شعبه ويلبي طموحاته في التغيير والإصلاح خاصةً وأن الوضع الأمني والإنساني في اليمن لا يحتمل المزيد من التأخير».
وتجاهل المجلس الخليجي قرار التفويض الذي منحه صالح لنائبه عبدربه منصور هادي وخوله بالتفاوض على صياغة آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية والتوقيع عليها والإعداد لانتخابات رئاسية مبكرة. ورفض صالح التوقيع أكثر من مرة على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه عن الحكم وتنظيم انتخابات رئاسية مقابل منحه وأركان نظامه حصانة من الملاحقة القضائية. وعاد صالح إلى صنعاء أمس الجمعة بشكل مفاجئ بعد نحو أربعة أشهر قضاها في العاصمة السعودية الرياض لتلقي العلاج من جروح أصيب بها في انفجار وقع في الثالث من يونيو الماضي بدار الرئاسة.