ذكرت صحيفة السفير اللبنانية ان مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس) يقترح تجميع أرصدة الرئيس علي عبدالله صالح وعائلته وفرض عقوبات على النظام اليمني الذي يواجه ثورة شعبية تطالب بإنهاء حكمه المستمر منذ 33 عاماً. وقالت الصحيفة في تقرير أعده مراسلها في واشنطن إن «هناك مشروع قرار في الكونغرس يجري العمل عليه وقد يخرج الى العلن خلال أسابيع لتجميد أرصدة صالح وعائلته وفرض عقوبات على النظام اليمني». كما ذكرت الصحيفة انه «كانت هناك تداعيات داخل الادارة (الأمريكية) بعد لقاء صالح مع السفير الاميركي (جيرالد فايرستاين)، بحيث عقد اجتماع أمس الاول في البيت الابيض لكل المعنيين بالملف اليمني لتقييم الامر وكان هناك تعبير من المسؤولين عن الإحباط من وعود صالح بالاستقالة». وتهرب صالح ثلاث مرات من توقيع اتفاق رعته دول مجلس التعاون الخليجي يقضي بتقديمه لاستقالته ونقل صلاحياته لنائبه للترتيب لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مقابل منحه ومعاونيه ضمانات من الملاحقة القضائية.
ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار أصدره قبل أسبوع صالح إلى توقيع المبادرة الخليجية، وإيقاف حملة القمع العنيفة ضد معارضيه والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المدنيين. وعقدت الناشطة اليمنية توكل كرمان التي حازت على جائزة نوبل للسلام خلال الأيام الماضية لقاءات مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن أحدهم رئيس مجلس النواب الامريكي جون بونر وأعضاء في الكونغرس. وقالت كرمان لصحيفة السفير اللبنانية إنه كان لديها مطلبان من الإدارة الامريكية: «أولا تجميد أرصدة صالح وعائلته، وثانيا إحالة صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية». وأضافت إنها تشعر ب«خيبة أمل» من لقاء السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين قبل أيام مع صالح، مشيرة إلى ان هذه الخطوة «لا تتلاءم مع قول الولاياتالمتحدة انها تنحاز لمطالب الشعوب بالحرية والعدالة». تؤكد أنها أبلغت وزارة الخارجية الأميركية احتجاج شباب الثورة على هذا اللقاء. وأضافت «نتوقع من الإدارة الأميركية إما سحب سفيرها أو طرد السفير اليمني احتجاجا على جرائم القتل وليس زيارة علي صالح». وتشير كرمان إلى أن الإدارة الأميركية أكدت ان هذا الأمر لن يتكرر وأبلغتها أنها ستسمع «عن قريب موقفا أميركيا صارما يرضي تطلعات الشعب اليمني». أهمية زيارتها إلى واشنطن أنها تأتي في فترة من الارتباك الأميركي في التعامل مع اليمن مع وجود تيارين داخل الإدارة، الأول يشدد على مكافحة الإرهاب والثاني على دعم الحراك الثوري. توكل كرمان تغادر إلى باريس نهاية هذا الأسبوع لعقد لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
من جانبه، كشف منير الماوري عضو المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية المقيم في الولاياتالمتحدة ان توكل كرمان حملت رسالة شفوية إلى بونر في «الكابيتول هيل» تتضمن مطالب شباب الثورة، وهي «تجميد أرصدة صالح وعقد جلسة استماع في الكونغرس حول اليمن». ويلمح إلى ان الوفد اليمني لمس تجاوبا من الكونغرس أكثر من الادارة، وان أعضاء في الكونغرس من الحزبين الديموقراطي والجمهوري سيوجهون رسالة إلى وزارة الخارجية الاميركية لتوضيح موقفها اليمني. وقال الماوري لصحيفة السفير اللبنانية «يبدو ان السفارة الاميركية في صنعاء لا تنقل الصورة بوضوح الى الادارة في واشنطن. ما لمسناه من المسؤولين الاميركيين ان صالح يتعاون في قضايا الارهاب، فأوضحنا لهم ان صالح يستغل قضية الارهاب». واستغرب طرح بعض المسؤولين الاميركيين ان صالح يشترط إجراء انتخابات مبكرة ويرد على هذا الطرح قائلاً «ما دخل هذا الرجل في ما يحصل بعده، نريده ان يرحل ويكفينا شره ولا نريد ان يكون له أي دور في مستقبل اليمن». وأكد ان شباب الثورة اليمنية تعهدوا للادارة الاميركية بحماية الحرس الجمهوري والاستثمارات الاميركية في المجال الامني. ووجه الماوري انتقادا حادا الى مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان وقال «هذا الرجل يُنظر اليه في اليمن كما تنظر أميركا إلى انور العولقي لأنه يتحمل مسؤولية كبيرة في الوقوف مع قاتل الشعب اليمني وهو صديق شخصي لصالح». وقال الماوري ان برينان «يعاند ويكابر» ويرفض الاقرار بفشل سياسته في إقناع الادارة بأن صالح يتعاون في مجال الارهاب ويستمر في المساعدات العسكرية الاميركية. وختم الماوري بالقول إن «المصالح الاميركية ستكون مهددة اذا تزعزع الاستقرار في اليمن، النظام عاجز عن تحقيق الاستقرار في اليمن، وأصبح عبئا على الاميركيين والسعوديين والمجتمع الدولي كما هو عبء علينا نحن اليمنيين». رسالة شباب الثورة الى واشنطن ان ما يهم رحيل صالح وليس البديل، وبالتالي لم يكن هناك مانع من ان يسلم الحكم لحزبه أو نائبه عبد ربه منصور هادي. ويضيف الماوري في هذا السياق «نحن مستعدون للتفاهم مع نائبه لكن لا نثق بصالح لان يديه أصبحتا ملطختين بالدماء. ولا مجال للتفاهم معه لأنه يراوغ ويكذب ومن الصعب التوصل معه الى حل».