وجه متحدث باسم التيار السلفي في منطقة دماج بصعدة نداء استغاثة لإغاثة «المحاصرين» في المنطقة بالأغذية والدواء بسبب ما قال إنه حصار مطبق تفرضه جماعة الحوثيين منذ أكثر من شهر على المنطقة، بينما نفى قيادي في الجماعة أنباء حصار المنطقة وقال إنها عارية عن الصحة. وتتبع منطقة دماج مديرية الصفراء، ويقع بها مركز دار الحديث وهو مركز ديني تعليمي أسسه رجل الدين السلفي الراحل مقبل بن هادي الوادعي. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأربعاء عن حسين الحجوري المتحدث باسم مركز دماج العلمي قوله إن ما يزيد عن 12 ألفاً محاصرون في المنطقة وان «الحصار مضروب على المنطقة بشكل كامل منذ شهر وخمسة أيام، ولا يدخل لا ماء ولا غذاء ولا دواء». وتحدث عن وفاة مواليد في المركز الصحي للمنطقة بسبب نقص الأدوية، وشح المواد الغذائية إضافة إلى غلاء فاحش في أسعار المتواجد منها. وتابع «قد بلغ الأمر أن الناس يأكلون الخبز اليابس في المنطقة المحاصرة». وأضاف الحجوري «يحاربنا الحوثيون لأننا لسنا على مذهبهم، ويريدون فرض مذهبهم بالقوة علينا بعد أن سقطت محافظة صعدة في أيديهم، وفوق ذلك فهم يسعون إلى أن تكون لهم قوة موازية لقوة الدولة على الأرض حتى يكونوا مثل تنظيم حزب الله اللبناني الذي يعمل كدولة داخل الدولة»، وتساءل: «أين منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة العربية والإسلامية والدولية من هذا الوضع الإنساني الخطير». لكن عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين ضيف الله الشامي اعتبر ان الحديث عن فرض حصار على منطقة دماج «تهويل وافتراءات كاذبة». وقال الشامي في تصريح ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف ان «الأشخاص اللذين في دماج هم معتدون.. يعتدون على الناس، ويستبيحون دماء الناس في صعدة، ويسعون في خدمة النظام». وأشار إلى ما قال إنه «امتداد لمخطط ومشروع أمريكي بالارتباط مع النظام لاستهداف الثورة الشعبية»، متهماً السلفيين في دماج بقطع الطرقات والتمترس في الجبال وقتل المارة من المواطنين. حسب ما قال. وتابع «لا يوجد حصار في جانب الغذاء.. الممنوع عليهم دخول السلاح فقط». ورداً على سؤال بشأن اتهامات الحجوري للحوثيين بمحاولة فرض مذهبهم، قال الشامي «كل ذلك عبارة عن فبركة إعلامية لمحاولة تمزيق الثورة الشعبية ضمن عناوين طائفية»، مضيفاً أنه «ليس من مصلحتنا استعداء أحد وهذا معروف عنا». وأردف الشامي «هم من يعتدون على الناس، نحن نحترم الأشهر الحُرُم ولا نقاتلهم، ونحن ندافع عن أنفسنا.. لا نبدأ نحن بالاعتداء، الله أباح لنا الدفاع عن أنفسنا».
إلى ذلك، قالت «الشرق الأوسط» اللندنية إن مسؤول منظمة الصليب الأحمر في صعدة رفض الحديث على الموضوع، الأمر الذي قد يعني أنه ربما يتعرض لمخاطر أمنية. بحسب الصحيفة. ونقلت الصحيفة ذاتها عن رباب الرفاعي الناطقة الرسمية للصليب الأحمر في اليمن تأكيدها أن الصليب الأحمر «يتواصل حاليا مع كل الأطراف من أجل إيصال المساعدات»، غير أنها أشارت إلى أنه «لم يتم إدخال أي معونات إلى منطقة دماج حتى هذه اللحظة». وحول بعض المعونات الإنسانية التي حاولت جهات إغاثية إرسالها للمنطقة وتم منعها من قبل الحوثيين قالت الرفاعي «علمنا أن هناك قوافل إغاثة محلية توجهت للمنطقة ونأمل أن يتم السماح لها بالدخول إلى المنطقة». ورفضت الرفاعي الإفصاح عن الطرف الذي يعيق عملية وصول المعونات الإغاثية إلى المحاصرين قائلة إنهم يحاولون التواصل بشكل سري لإيصال المعونات ويأملون أن تثمر اتصالاتهم عن إيصال المعونات إلى من يستحقها من المدنيين. وفي إجابتها على سؤال ل«الشرق الأوسط» عن الجهة التي تمنعهم من الوصول إلى المحاصرين اكتفت الرفاعي بالقول: «لا نستطيع دخول المنطقة إلا إذا أعطينا ضوءا أخضر».
إلى ذلك، نقلت صحيفة أخبار اليوم عن الشيخ يحيى شويط رئيس الوفد المسيّر للقافلة الإغاثية لأهالي دماج إن «ثمانية أطفال قضوا متأثرين بمضاعفات تعرضوا لها جراء انعدام الغذاء والدواء والجفاف وشحة المياه في المنطقة».
وفي تعليق للناطقة باسم الصليب الأحمر الدولي على أخبار موت أطفال مواليد حال ولادتهم نتيجة عدم توفر الدواء حسب ما ذكر الناطق باسم المحاصرين في دماج قالت الرفاعي «هذه أنباء مقلقة، ونحن للأسف لم نستطع الوصول إلى دماج حتى هذه اللحظة».
إلى ذلك، علم المصدر أونلاين ان مجموعة من الصحفيين والحقوقيين انطلقوا صباح اليوم الأربعاء إلى منطقة دماج بصعدة، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية، ومحاولة نقل الصورة.