قال الجيش الامريكي إن آخر رتل عسكري امريكي قد عبر الحدود العراقية إلى الكويت لينهي بذلك وجودا عسكريا امريكيا تواصل نحو تسعة اعوام في العراق. وغادر آخر رتل عسكري ضم نحو اكثر من 100 عربة عسكرية مدرعة حملت نحو 500 عسكري امريكي من جنود اللواء الثالث من فرقة الفرسان الاولى، الذين تركوا معسكرا لهم على مبعدة نحو 350 كلم عن المعبر الحدودي الى الاراضي الكويتية. واجتاز آخر الاليات الامريكية المعبر الحدودي وسط تصفيق وصيحات الجنود في حدود الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي العراقي (04:30 بتوقيت غرينتش). وكان للجيش الامريكي في ذروة مهمته في العراق اكثر من 170 الف عسكري ونحو 500 قاعدة عسكرية. وقتل نحو 4.500 عسكري امريكي وعشرات الالاف من العراقيين منذ بدء الحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة للاطاحة بنظام حكم صدام حسين عام 2003 . وكلفت العملية واشنطن نحو ترليون دولار امريكي. وكانت القوات الامريكية أنهت مهمتها القتالية في العراق في عام 2010 وسلمت معظم مهامها الأمنية للسلطات العراقية.
ووصف احد اعضاء الرتل الجندي مارتن لمب الانسحاب لدى وصوله الى المعبر الحدودي "انها لحظة تاريخية"، فيما رأى زميله جوزيف الذي فضل عدم الكشف عن اسم عائلته ان "العراقيين سيستيقظون اليوم ولن نكون نحن هناك". قوة صغيرة وسيبقى في العراق 157 جنديا اميركيا يساعدون على تدريب القوات العراقية ويعملون تحت سلطة واشراف السفارة الامريكية، اضافة إلى فرقة صغيرة من المارينز مكلفة حماية بعثة بلادها الدبلوماسية. وقد أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في وقت سابق هذا الاسبوع انهاء العمليات العسكرية وسحب القوات القتالية من العراق، كما التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي زار واشنطن حينها. وكان اوباما اعلن في اكتوبر/تشرين الاول ان كل القوات الامريكية ستغادر العراق بحلول نهاية عام 2011 وهو موعد متفق عليه مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عام 2008.
وفي خطابه الاخير في قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولينا حيا الرئيس الأمريكي أوباما القوات التي خدمت في العراق مترحما على ارواح من قتلوا هناك ومرحبا بالعائدين إلى بلادهم بعد خدمة طويلة هناك. واعترف اوباما بأن الحرب كانت قضية مثيرة للجدل، بيد أنه خاطب القوات العائدة قائلا لهم انهم "تركوا وراءهم عراقا مستقلا، مستقرا ومعتمدا على نفسه". على الرغم من ان المراسلين يقولون إن ثمة مخاوف لدى واشنطن من أن العراق يفتقد الى البنى السياسية الراسخة او الى القدرة على الدفاع عن حدوده. وثمة ايضا مخاوف من ارتداد العراق الى حمامات دم الحرب الطائفية، أو في أن يكون خاضعا للنفوذ الايراني بشكل كبير. وكانت واشنطن ترغب بابقاء حضور محدود في العراق لأغراض التدريب ومكافحة الارهاب، الا أن المسؤولين الامريكيين لم يتمكنوا من عقد صفقة مع بغداد، تكفل حصانة قانونية من المحاكمة وفق قوانين البلاد، للعسكريين الذين سيبقون في العراق.