روسيا الاتحادية أكبر بلد في العالم بمساحة 17 مليون كيلومتر مربع، لها حدود برية مع 14 دولة أروبية وآسيوية منها النرويج وفنلندا والصين وكوريا الشمالية بالإضافة إلى اليابان بحرياً (بحر أوخوتسك) ومع الولاياتالمتحدةالأمريكية عند مضيق بيرنج. هي تاسع أكبر دولة من حيث عدد السكان (143 مليون نسمة)، تملك ربع المياه العذبة في العالم وأكبر احتياطي من المواد المعدنية والطاقة والغابات على كوكب الأرض. بالمقارنة مع ألمانيا بمساحة 357 ألف كم مربع (2 بالمائة من مساحة روسيا) وعدد سكان 84 مليون(58 بالمائة من سكان روسيا) فان ناتجها القومي 3.3 تريليون دولار هو ثلاثة أضعاف الناتج القومي الروسي 1، 1 تريليون دولار. قد تكون هناك أسباب عديدة لهذه المفارقة العجيبة إلا أنه يبدو أن العامل الجوهري يتمثل في النظام السياسي الاستبدادي المتخلف في التاريخ الروسي، فروسيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تعيش خارج قيم الحضارة الأوروبية الحديثة. نظامها السياسي وحقوق الإنسان فيها لا يمتان للحضارة الأوروبية الحديثة بصلة، ووضع حقوق الإنسان في روسيا لا يختلف كثيراً عن الأنظمة الاستبدادية في العالم. المظاهرات والتعبير الحر عن الرأي السياسي تواجه صعوبات جمة. التداول السلمي للسلطة من المحرمات في التاريخ الروسي ، بلغ سخف بوتن- مدفيدف حداً يثير الاشمئزاز. كيف يقبل شعب أول من غزا الفضاء أن يبلغ تخلفه السياسي مبلغاً، الصعلكة السياسية أقل وصف يمكن قوله في سلوك بوتن-مدفيدف في ركوب السلطة. ولهذا لا نستغرب ولا ننتظر من روسيا بوتن- مدفيدف موقفاً حضارياً أخلاقياً ينسجم مع حقوق الإنسان، وكان موقف روسيا من ثورة ليبيا وسوريا خاصة والربيع العربي عامة م يعكس غياب القيم الإنسانية الرفيعة للتاريخ الحديث. روسيا تحتاج أن تشفى من مرض الاستبداد الداخلي وتنضم إلى قيم الحضارة الأوروبية الحديثة، وبعدها فقط يمكن أن نتوقع موقفاً روسياً يناصر حقوق الإنسان ويقف ضد الدكتاتوريات ويكون لها صوت إيجابي في مجلس الأمن الذي احتلته وغيرها ليس للقيم التي تحملها وإنما كونها دولاً نووية. روسيا الدولة الاستعمارية الوحيدة في العالم كإسرائيل التي تحتل شعوباً مضطهدة في آسيا والقوقاز.. متى تدخل فضاء حقوق الإنسان كما دخلت الفضاء الخارجي؟ المصدر أونلاين