كشفت دراسة أعدها مجموعة من الخبراء والاستشاريين والباحثين في مجال التعليم عن ارتفاع معدلات البطالة بين خريجي الجامعات، وتوقعت أن تصل إلى (53,5%) خلال السنوات الخمس القادمة. وقالت الدراسة التي عرضت مساء اليوم الثلاثاء في ندوة بالمركز اليمني للدراسات الاجتماعية بعنوان (مخرجات التعليم الجامعي وعلاقتها بسوق العمل) أن الوفرة في الأيادي العاملة قد تستمر في التزايد لتصل إلى أكثر من (200,000) ألف يد عاملة في السنة الواحدة وأن نسبة الأيادي العاملة ترتفع سنوياً بنسبة (3,3%) .
وأوضحت الدراسة أن أبرز التحديات التي يواجها التعليم الجامعي تتمثل في ضعف مخرجات التعليم الثانوي بحسب ما ذكره (89,1%) من هيئة أعضاء التدريس الذين أجريت معهم الدراسة وأن نسبة (52,8%) من الطلاب التحقوا إضطرارياً في تخصصات غير التخصصات التي كانوا يرغبون بها بسبب سياسة القبول في التعليم الجامعي التي لم تلبي طموحاتهم وكذا سياسة الوساطة التي تفشت في الفترة الأخيرة.
وذكرت تحديات اقتصادية تمثل عائقاً آخر أمام تطور التعليم الجامعي باليمن، حيث قالت أن الأزمة المالية والاقتصادية قد تؤثر على ذلك بسبب تزايد الحاجة للانفاق على مؤسسات الجامعات التعليمية وخصوصاً التعليم الجامعي الحكومي بالإضافة إلى تحديات التخطيط والسياسات وتحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات.
ووضعت الدراسة جملة من التوصيات كان أبرزها التأكيد على أهمية رسم سياسة عامة للدولة تتعلق بالتعليم الجامعي وأهدافه ومؤسساته وتقييم واقع التعليم الجامعي ومشكلاته وإعادة هيكلته بما يتناسب مع التطورات العلمية الحديثة عربياً وعالمياً وتطوير البرامج والمناهج التعليمية وعدم تسييس العمل الأكاديمي سواء في التعيينات للوظائف الأكاديمية وقيادات الجامعة إضافة إلى الإصلاح الشامل للإدارات الجامعية والحد من الهدر للمال العام في جوانب لا تتعلق بالعملية التعليمية.
وفي الندوة عرض الأستاذ عبد الله يحي العلفي أهداف الدراسة التي تركزت حول دراسة السياسات العامة للدولة فيما يتعلق بالتعليم الجامعي وكذا علاقة ذلك باحتياجات التنمية وسوق العمل والتعرف على الإشكاليات والتحديات التي تواجه مخرجات التعليم. وأجريت الدراسة في مؤسسات التعليم الجامعي الرسمي والحكومي غير الخاص إضافة إلى منشآت القطاع الحكومي والخاص في كل من محافظة الأمانة وعدن وتعز وحضرموت في مدة خمس سنوات خلال الفترة من 2002م وحتى عام 2007م واستخدمت في الدراسة استمارات قدمت لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات المستهدفة وطلاب المستوى الرابع في الجامعات وكذا أدلة مقابلات لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات.
وفي الندوة التي رأسها الدكتور داوود الحدابي رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا تحدث فيها عدد من المشاركين، وانتقد علي مسعد عدم وجود أي تنسيق بين الجامعات الرسمية والأهلية ووزارة التعليم العالي ، معتبراً الجامعات الأهلية التي وصفها ب"دكاكين أهلية" أصبحت كغثاء السيل ولا تعتمد شهادات تلك الجامعات في وزارة التعليم العالي إلا من لديهم وساطات مع الوزارة مدللاً بقوله "جامعة الإيمان التي أرفدت الدول العربية والخليجية بالعلماء والخطباء لا تعتمد شهاداتها لدى وزارة التعليم العالي" منوهاً إلى أن مخرجات الجامعات اليمنية هم عبارة عن كتاب ليس إلا.
د عبد الإله مدرس في كلية الزراعة بجامعة صنعاء تطرق إلى ما يخص بالكتب والمقررات الدراسية التي تدرس في جامعة صنعاء مؤكداً أن تلك الكتب لا تواكب القرن الواحد والعشرين لافتاً بقوله إلى أنه وخلال الفترة الماضية تخرجت خمس دفع من كلية الزراعة ولم يحدث لأولئك الخريجين أن قاموا بتطبيق عملي ساخراً مما وصل حال التعليم في البلاد مدللاً على أنه قام باختبار لبعض الطلاب في الكلية تفاجئ أنهم لا يحفظون جدول الضرب الذي يدرس للمرحلة الابتدائية.
أبو علي أحد المشاركين أنتقد بشدة هذه الدراسة التي وصفها أنها لم تذهب على أسس معينة وإنما كان الهدف منها التسويق من أجل كسب المال, واصفاً التعليم بقوله لا يؤهل إلا إلى التنجيم والشعوذة .