اشتدت المعارك بين مسلحي تنظيم القاعدة وقوات الجيش التي يسندها رجال القبائل في محيط مدينة لودر بمحافظة أبينجنوب اليمن. ويواصل مسلحو القاعدة شن هجماتهم على مدينة لودر منذ نحو شهر في محاولة للسيطرة عليها بعدما سيطروا قبل نحو عام على مدن أخرى في أبين، لكنهم يواجهون بمقاومة عنيفة من لجان المقاومة الشعبية التي شكلها الأهالي، إضافة إلى وحدات الجيش المرابطة هناك. وقال مراسل المصدر أونلاين الزميل ذويزن مخشف الذي يتواجد حالياً في لودر إن اشتباكات جديدة وقعت مساء اليوم الخميس في منطقة مثلث الكهرباء جنوب مدينة لودر، حيث شوهدت آلية عسكرية تتبع القاعدة وهي تحترق بعدما استهدفها رجال القبائل بقذيفة. وأضاف أن الآلية العسكرية من نوع «حميضة»، وكان عليها عدد من عناصر القاعدة قبل أن تشتعل وتتفجر بسبب الذخيرة التي كانت بداخلها، في منطقة تبعد عن محطة كهرباء لودر بنحو 500 متر. وأشار مراسل «المصدر أونلاين» إلى أن آلية عسكرية أخرى تتبع القاعدة احترقت خلال الاشتباكات، بينما رد مسلحو التنظيم بقصف عشوائي بقذائف الهاون على مدينة لودر. ونقل مراسلنا عن شهود وسكان محليين في منطقة «أمعين» القريبة من لودر أنهم شاهدوا مسلحي القاعدة وهم ينقلون 9 قتلى من عناصرهم إضافة إلى ستة جرحى حيث جرى نقلهم إلى أماكن لعلاجهم. وكان الزميل مخشف يتحدث عبر الهاتف حيث أمكن سماع أصوات الانفجارات وإطلاق النار في الخلفية. وفي الوقت ذاته، كانت أصوات الأطفال ترتفع عبر مكبرات الصوت الموجودة بمساجد مدينة لودر للدعاء بنصر مقاتلي اللجان الشعبية على خصومهم من مسلحي القاعدة، في مظهر لافت يشير إلى تكاتف كل مكونات مدينة لودر ضد المسلحين ما فيهم الأطفال الذين يشتركون في قتال القاعدة، ولكن بطريقتهم الخاصة. وقال مراسل «المصدر أونلاين» إنه منذ نحو خمسة وعشرين يوماً والأطفال ينادون في المساجد بعد أوقات الصلاة وعند اشتداد المعارك بالنصرة لمقاتلي اللجان الشعبية ويحثونهم على القتال، كما يدعون الله بأن «يقوي عزيمتهم وينصرهم على أعدائهم». وأشار إلى أنه معظم سكان مدينة لودر يمارسون أعمالهم بصورة طبيعية ومحلات المدينة وسوقها مفتوح، بعكس الشائعات التي تتردد عن فرض القاعدة حصاراً مشدداً على المدينة.
الصورة لمسلحين قبليين مع دبابة للجيش في مدينة لودر بأبين يوم 14 ابريل الماضي (AFP).