قالت مصادر حضرت اللقاء الذي عقد بين فريق لجنة الاتصال الرئاسية وقيادات جنوبية معارضة في الخارج ان الأخيرين اشترطوا للمشاركة في الحوار الوطني أن يكون بشكل متساوٍ بين الشمال والجنوب وأن يقر بحق الجنوبيين بتقرير مصيرهم. وبحسب المصادر، فقد قدمت القيادات الجنوبية التي يرأسها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس رؤية تتضمن شروطها للمشاركة في الحوار الوطني الذي سيعقد بناءً على اتفاق المبادرة الخليجية. وتوحد شطري اليمن الشمالي والجنوبي عام 1990 لكن خلافات نشبت بعد ثلاث سنوات أدت إلى حرب أهلية انتهت بخروج قيادات جنوبية كانت أعلنت الانفصال من طرف واحد. وكان العطاس رئيساً لوزراء الدولة الجنوبية التي لم تستمر سوى عدة أسابيع. وتشترط الرؤية المقدمة أن يعقد الحوار الوطني خارج اليمن في مقر الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي أو في أحد مقرات الأممالمتحدة تحت رعاية دولية، وأن يكون الحوار بصورة ندية وبتمثيل متساو بين الشمال والجنوب، حيث سيمثل الأخيرين فصائل الحراك الجنوبي. ويشترط أيضاً أن تقدم الحكومة وكافة القوى السياسية التي أيدت القوات المؤيدة للوحدة في حرب صيف 1994 «اعتذاراً لشعب الجنوب».
وكان الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي، الذي يتحدر من محافظات جنوبية، وزيراً للدفاع أثناء الحرب وكان له دور رئيسي في هزيمة قوات الانفصاليين التي كان يقودها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض.
وتشترط الرؤية أيضاً أن يكون الحوار بناء على قراري مجلس الأمن الدولي «924 و931» للعام 1994 والذين كانا ينصا على إيقاف الحرب آنذاك وإجراء حوار لحل الأزمة.
لكن الرئيس هادي أكد في خطاب له قبل أشهر أن تلك القرارات قد تم نسخهما بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 لعام 2011 والذي أكد على وحدة واستقرار اليمن. وكانت لجنة الاتصال أصدرت بياناً ختامياً عن اللقاء مع القيادات الجنوبية، لكن مصدراً قال إن صياغته استغرقت نحو ساعتين بعد خلافات حول بعض المصطلحات. ويتكون فريق اللجنة من الدكتور عبدالكريم الارياني والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب الانسي والدكتور جعفر باصالح. نص بيان فريق لجنة الاتصال: عقد اليوم السبت الموافق 3 شعبان 1433هجرية الموافق 23 يونيو 2012م في القاهرة اجتماع ضم قيادة المؤتمر الجنوبي الأول وعدد من وجهاء ونشطاء الجنوب باللجنة الرئاسية للتواصل وبعد مناقشات وحوارات جادة وصريحة أكد الجميع على مبدأ الحوار وأهمية وضرورة المشاركة باعتباره قيمة حضارية وإنسانية ووسيلة سلمية لحل الخلافات والمنازعات وتجنيب اليمن الانجرار والانزلاق إلى مربع العنف. وقد تقدمت قيادة مؤتمر القاهرة بورقة تضمنت جملة من الإجراءات تستهدف استعادة الثقة وبناءها وكذا توفير الظروف الملائمة والضامنة من أجل حوار هادف وعاجل ينتج حلول عادلة، وإسهاما في تهيئة الأجواء لإنجاح الحوار المزمع عقده في إطار العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وقد أكدت لجنة التواصل أن تضمن في تقريرها إلى فخامة رئيس الجمهورية الإجراءات المقدمة من قيادة مؤتمر القاهرة والهادفة إلى تهيئة الظروف لحوار ناجح ومثمر.