صور رائعة من التلاحم والتكافل بين الحجاج رسمها هطول المطر الغزير على مشعر منى؛ حيث توافد عليها الحجاج منذ صباح الأربعاء 25-11-2009 لقضاء يوم التروية. ومنذ فجر اليوم، ظهرت الغيوم الكثيفة في السماء قبل أن تتساقط أمطار غزيرة على منى ومناطق أخرى من المشاعر المقدسة بعد صلاة الظهر، صاحبتها موجات شديدة من الرعد والبرق؛ ما أدى إلى ظهور السيول في بعض الشوارع والتي أغرقت بدورها خيم وحاجيات بعض الحجاج.
ورغم ذلك استقبل كثير من الحجيج سقوط الأمطار بالتفاؤل؛ حيث اعتبر بعضهم أن "نزول المطر خير"، ورأى آخرون أن نزول المطر قد يسهل مهمة انتقالهم إلى عرفات، من باب أنه قد يساهم في تثبيت الأتربة على الأرض، وتخفيف وجود الغبار في الجو.
لكن أكثر الفئات المتضررة من سقوط المطر كانوا الحجيج الذين جاءوا للحج بمفردهم دون الانتماء لحملة حج معينة؛ حيث ينام هؤلاء في الشوارع، ويفترشون الأرض، ويلتحفون ببطاطين تحت قبة السماء مباشرة، أو يحتمون بخيم صغيرة يحملونها لا تكفي لوقايتهم من المطر أو الرياح الشديدة. صور رائعة
ووسط هذه الأجواء الصعبة ظهرت صور رائعة من التكافل والتلاحم بين الحجيج بعضهم البعض؛ حيث استضاف حجاج كثير من الحملات التي تملك مخيمات ثابتة وقوية في منى ومجهزة لتحمل الظروف الجوية الصعبة إخوانهم من الحجاج الذين جاءوا بمفردهم في مخيماتهم.
ولم ترد حتى الآن أي أنباء عن وقوع حوادث بين للحجاج بسبب هطول الأمطار،
وأشارت تقارير صحفية إلى أن السلطات السعودية اتخذت إجراءات لحماية الحجاج ونقلهم إلى مشعر عرفات لاستكمال الحج، من بينها تحريك سيارات إسعاف صغيرة، كما قامت بنقل الحجاج إلى خيامهم بسبب الأمطار التي اشتدت بعد ظهر الأربعاء.
وشوهد أفراد الدفاع المدني يتفقدون المخيمات، ويوجهون العديد من النصائح والإرشادات.
وعن الاستعدادات لهطول الأمطار، قال الشهري محمد بن صالح الشهري قائد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج في تصريحات صحفية مساء لثلاثاء: "وضعنا الخطط التي تتناسب والظروف المناخية والعوامل الجوية، مع وجود خطط وطرق بديلة وعملية لتوجيه السيارات ولخدمة الحجاج؛ لتجنب المواقع التي هي الأكثر احتمالا أن تكون مجرى للسيول أو الانهيارات الصخرية، وتلك التي قد تكون أيضا نقاطا صغيرة تتجمع فيها الأمطار".
وأفادت الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة في مكة بلغت الأربعاء 23 درجة مئوية، وفي جدة 24 درجة، بينما بلغت في المدينةالمنورة 25 درجة مئوية.
وكانت الأمطار قد بدأت منذ صباح الأربعاء الباكر في الهطول على مدينة جدة لتمتد وتشمل جميع أحيائها؛ وذلك بعد انقطاع طويل امتد لسنوات، فيما أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الفرصة ما زالت مهيأة لهطول أمطار رعدية على أجزاء من غرب المملكة تشمل مكة، والمشاعر المقدسة، والمدينةالمنورة، وجدة.
ونظرا للانقطاع الطويل للأمطار عن المنطقة، خرج أهالي جدة إلى الشوارع وكورنيش المدينة لمشاهدتها؛ ما تسبب بحدوث أزمة واكتظاظ في شوارع وطرقات المدينة، خصوصا أن شبكة تصريف المياه في المدينة ما زالت قيد الإنشاء.
وذكرت رئاسة الأرصاد الجوية السعودية أن سرعة الرياح في البحر الأحمر تتراوح بين 15 إلى 38 كيلومترا في الساعة على النصف الشمالي، بينما تصل إلى 45 كيلومترا في الساعة على النصف الجنوبي، وتوقعت الرئاسة أن تشهد الأيام الأربعة المقبلة هطول أمطار رعدية.
وكانت الأمطار قد بدأت بالهطول ليل الثلاثاء 24-11-2009على مناطق المدينةالمنورة وحائل وما جاورهما.