ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات التي وقعت صباح الثلاثاء بين جنود من شرطة النجدة وحراسة مبنى وزارة الداخلية اليمنية إلى 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى. وقال مصدر أمني ل«المصدر أونلاين» إن 15 جندي بينهم نائب مدير أمن وزارة الداخلية قتلوا، فيما أصيب العشرات في اشتباكات وقعت صباح يوم الثلاثاء في محيط الوزارة أثناء اقتحام جنود محتجون من قوات النجدة رفقة مسلحين مدنيين مبنى الوزارة. وأضاف أن أعمال نهب واسعة شملت جميع مرافق الوزارة وقعت عقب الاشتباكات التي استمرت منذ ساعات الصباح الأولى وحتى العصر. واندلع قتال عنيف في مقر وزارة الداخلية اليوم بين القوات الحكومية ورجال قبائل موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح وجنود من النجدة محتجين اقتحموا الوزارة للمطالبة بحقوق ووظائف. والمحتجون كان تم تجنيدهم من قبل القائد السابق لشرطة النجدة العميد محمد عبد الله القوسي لدعم القوات الحكومية التي كانت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وغالبيتهم من أبناء منطقته مديرية الحدا بمحافظة ذمار. واتهم مصدر في الداخلية في تصريح لوكالة فرانس برس العميد القوسي، الذي تم عزله بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي، بأنه يحرك هؤلاء المحتجين. وقال شاهد من «المصدر أونلاين» ظهر اليوم إن مسلحين بلباس مدني وجنود شرطة نهبوا مكاتب وأجهزة حاسوب ومعدات من مبنى وزارة الداخلية، بعد أن هدأت الاشتباكات. ونقل عن شهود ان النهب مستمر منذ الصباح. وأضاف أنه شاهد سيارات تدخل حوش الوزارة وتخرج محملة بمعدات وأجهزة إلكترونية، وان سيارات إسعاف دخلتا المبنى، بينما لم تقم قوات الأمن المركزي المتمركزة خارج المبنى بمنع أعمال النهب. واستمر إطلاق النار المتقطع حتى الخامسة عصراً.
ووصلت سيارات اسعاف إلى بوابة وزارة الداخلية عند الواحدة ظهر اليوم، لكنها منعت من الدخول لإسعاف الجرحى إلا عند الساعة الثالثة عصراً. وحاول عشرات المواطنين منع نهب الوزارة وقاموا بالقبض على عدد من الذين شاركوا في عمليات النهب، لكنهم فوجئوا برفض قوات الأمن المركزي التي وصلت ظهر اليوم استلام المقبوض عليهم. وقال مواطنون ل«المصدر أونلاين» « قبضنا على عدد من الذين شاركوا في نهب الوزارة وما كان معهم، لكننا فوجئنا باعتداء قوات الأمن المركزي علينا وشتمنا وقالوا أنه لا دخل لنا بما يحدث». وتبادل مواطنون رفضوا عمليات النهب مع قوات من الأمن المركزي مواجهات استخدمت فيها الرصاص من الجنود والحجارة من المواطنين، انتهت بتدخل مسلحين من حراسة منزل الشيخ صادق الأحمر لإيقاف هجوم قوات المركزي على المحتجين.
وبيعت قطعتين سلاح من نوع كلاشنكوف أمام مراسل المصدر أونلاين بمبلغ 60 ألف ريال لأحد المواطنين بالقرب من مكان الوزارة. ووصلت ظهر اليوم مدرعات وعربات من قوات الأمن المركزي وعشرات الجنود، لكنهم لم يتحركوا لمنع عمليات النهب، بل إنه بحسب شهود عيان شاركوا في نهب عدد من ممتلكات الوزارة.
ونفى مصدر أمني ل"المصدر أونلاين" الانباء التي تحدثت عن وصول قوات من الفرقة إلى المكان واشتباكها مع قوات النجدة، وقال أنه لا صحة لتلك الأنباء، وان من وصلت لحماية الوزارة هي قوات من الأمن المركزي.
والاشتباكات تحد مباشر لسلطة هادي الذي يحاول إعادة هيكلة القوات المسلحة وفرض الاستقرار في البلاد.