استعادت الثورة اليمنية زخمها بمسيرة حاشده خرجت عصر اليوم الثلاثاء بمشاركة أكثر من مائة ألف شخص للمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس السابق علي صالح ومحاكمته. وهذه هي المرة الأولى منذ أشهر تخرج مسيرة بهذا الزخم من المشاركين فيها، حيث شهدت الأشهر الماضية مسيرات تطالب بإقالة أقارب صالح وهيكلة الجيش ومحاكمة قتلة المتظاهرين، لكنها لم تكن بقوة مسيرة اليوم.
وتجمع المحتجون من النساء والرجال الرابعة عصر اليوم في جولة المصباح جنوب العاصمة صنعاء والقريبة من دار الرئاسة بمنطقة السبعين، اخترقت بعدها شارع حده مروراً بالقرب من معسكر الأمن المركزي ومنزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
لأول مرة شوهدت سيارات من الشرطة اليمنية (النجدة) ترافق مسيرات لشباب الثورة وتقوم بفتح الطرقات أمامها وحمايتها.
وأثناء مرور المسيرة بالقرب من منزل صالح كانت المدرعات وعشرات الجنود قد انتشروا لحماية الشوارع والطرق المؤدية إلى منزل صالح، فيما كان المحتجين يرددون شعارات تطالب بإسقاط الحصانة عن صالح وتتوعد بإعدامه انتقاماً لشباب الثورة الذي قتلوا خلال احتجاجات سابقة من العام الماضي أثناء حكمه.
وردد المحتجون شعارات « لو نسينا ما نسينا .... دم الشهداء ما نسينا، شهدائنا كتبوا بالدم.. عفاش لازم يتحاكم، لو وقع مليون توقيع.. دم الشهداء لن يضيع».
ودعا المحتجون إلى إسقاط الحصانة عن صالح وأقربائه ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبت أثناء حكمه وبعد رحيله من الحكم، كما دعوا إلى سرعة إطلاق المعتقلين المتبقين في السجون النظامية.
وواصلت المسيرة طريقها باتجاه ساحة التغيير، مروراً بشارع الزراعة حيث قرئوا الفاتحة على أرواح الشهداء بالقرب من بنك الدم، الذي سقط بجواره ما يقارب 14 شهيد في مسيرة كانت تهدف إلى الزحف لمقر مجلس الوزراء في مايو من العام 2011م.
واعتبر شباب الثورة مسيرة اليوم رسالة واضحة لصالح وأفراد حكمه ولما يسمونها ب«الثورة المضادة»، بأن ثورة الشباب السلمية مستمرة في زخمها وتواصل طريقها لتحقيق كافة أهدافها التي خرجت إلى الساحات من أجلها.