رأى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية سعيد الجمحي أن تأخر إعلان تنظيم القاعدة في العرب عن تبني هجمات تحمل لمسات التنظيم قد يرجع إلى ضعف طرأ مؤخراً على الجهاز الإعلامي للقاعدة. وشن مسلحون هجمات عدة خلال الشهرين الماضيين أبرزها الهجوم على مبنى جهاز الأمن السياسي في مدينة عدن وتفجير آخر استهدف وزير الدفاع اليمني في صنعاء ونجا فيه الأخير بأعجوبة وقتل فيه 7 من مرافقيه. وقال الخبير سعيد الجمحي في تصريحات ل«المصدر أونلاين» ان تنظيم القاعدة لا يتأخر كثيراً عن تبني الهجمات التي يشنها، وان المدة الزمنية الفاصلة بين العملية وإصدار بيان التبني يصل إلى نحو 72 ساعة. وأضاف «منذ أن انسحبت القاعدة، تكتيكياً كما قالت، من المدن التي سيطرت عليها في جنوب اليمن، وهي غائبة إعلامياً بشكل كبير». وأشار الجمحي إلى أن تنظيم القاعدة لم يصدر منذ ذلك الحين سوى نشرة وبيانين. ونشر التنظيم في مواقع متشددة على الإنترنت بيانين أحدهما يتحدث عن الفيلم المسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والآخر يرثي فيه القيادي البارز في تنظيم القاعدة العالمي أبو يحيى الليبي، إضافة إلى نشرة إخبارية اعتاد التنظيم على إصدارها بشكل دوري منذ نحو عامين حين سيطر على بلدات في جنوب اليمن. وقال سعيد الجمحي إن تنظيم القاعدة لم يتحدث في المنشور الذي يصدره والذي حمل الرقم 24 عن العمليات التي يشنها التنظيم رغم انه نفذ عمليات كثيرة خلال الفترة الماضية. ولم يستبعد أن يكون التنظيم في حالة إرباك أو ضعف إعلامي، أو ان الجهاز الإعلامي للقاعدة قد تعرض لضربة خلال الفترة الماضية. لكن الباحث سعيد الجمحي أشار أيضاً إلى استراتيجية أيمن الظواهري الذي يتعمد التأخر في إصدار البيانات، مشيراً إلى البيان الأخير الذي أصدره في 11 سبتمبر والذي اعترف فيه بمقتل أبو يحيى الليبي رغم مرور وقت طويل على اغتياله. وقال إن جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ربما «يقلّد» التنظيم الأم الذي يقوده الظواهري، مستغرباً أيضاً من تأخر التنظيم في إصدار بيان ينفي أو يؤكد ما أعلنته وزارة الدفاع من مقتل الرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري. وقال إن قيادياً بوزن كبير كالشهري لا يمكن أن يصمت التنظيم عن مقتله أو نجاته، فإعلان أنه على قيد الحياة ستكون ضربة للخصم المتمثل في الحكومة، أما إعلان موته فسيكون كنوع من الترحم عليه وحث أتباع التنظيم على السير في خطاه. وفي حديثه عن الضعف الإعلامي للتنظيم، أشار إلى خطأ في البيانين التي أصدرهما مؤخراً واللذين حملا رقمي 55 و56، والخطأ متمثل في كتابة تاريخ 27 شوال 1433 في أعلى الصفحة، لكن التاريخ كان 27 شوال في أسفل الصفحة. ورداً على سؤال حول ما إذا كان الهجوم الذي تعرض له وزير الدفاع يوم الثلاثاء الماضي يحمل بصمات القاعدة، قال سعيد الجمحي إن «سيناريو عملية بهذا المستوى والتخطيط، عبر سيارة مفخخة، وأظهرت الرصد الدقيق، تظهر أن تنظيم هي من استهدفته»، خاصة وأنها كانت اعترفت في وقت سابق بفشل عمليتي اغتيال سابقتين. وأضاف ان وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد على رأس قائمة القاعدة للاستهداف. وأشار الجمحي إلى أن قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن إعادة هيكلة الجيش وتغيير بعض قياداته، «رغم انها متباطئة، لكنها ذات جدوى»، مشيراً إلى أن تنظيم القاعدة يراهن على انقسام الجيش ويدرك مدى خطورة إعادة هيكلة الجيش على قدراته. لكنه أشار إلى أن تنظيم القاعدة ما يزال قوياً ويتحرك بسهولة في المحافظات اليمنية وداخل العاصمة صنعاء، والدليل على ذلك عملية استهداف وزير الدفاع التي تمت بجوار مقر رئاسة الحكومة.