قال الباحث في شؤن تنظيم القاعدة سعيد الجمحي إن تنظيم القاعدة لا يفوت أي حدث يمكن أن يستقيد منه وذلك لتأكيد ريادته للأمة وغيرته عليها ، ومدافعاً عن المظلومين ، ليحقق في الأخير الكسب الشعبي والتعاطف معه. وأضاف الجمحي في حديث خاص ل «الخبر» إن «التنظيم يحرص على اعطاء حروبه الصبغة العقدية ، ولن يجد أفضل من هذه الفرصة ، حيث يستطيع من خلالها ، ضرب عدوين – الحوثيين والحكومة بحجر واحد». ولفت إلى أنه ليس غريبا أن ينحشر تنظيم القاعدة في ما يجري بين السلفيين والحوثيين من مواجهات ، وذلك لعدة اعتبارات ؛ من أهمها كون الاقتتال والصراع من خصوم التنظيم – ومنهم الحوثيون- هو السبيل الوحيد للتخلص من خصومه ، كما تقرره الاستراتيجية المعتمدة لتنظيم القاعدة. وأكد الجمحي أن تنظيم القاعدة قد مارس عمليات ميدانية ضد الحوثيين في الأعوام الماضية من خلال هجمات انتحارية على تجمعات حوثية ، واعترف التنظيم بهذا معتبرا تلك العمليات استشهادية حقق فيها الكثير من الخسائر في صفوف الخصم. وأشار إلى أن اللافت للنظر هو تأخر صدور التأييد القاعدي لسلفيي دماج ، فالقتال قد مر عليه ما يقرب 20 يوما ، وكان متوقعا ان تأتي مناصرة القاعدة للسلفيين في الأيام الأولى من تفجر المواجهات. وتابع الجمحي في حديثه ل «الخبر» إن «القاعدة دون شك تشعر بالانتماء لهذا الموقع السلفي الهام- مركز دماج- فضلا عن كون الخلفية الفكرية لتنظيم القاعدة هي الفكر السلفي والذي يرتكز في أهم معتقداته بالعداء التاريخي للشيعة». ونوه بأن السلفيين متنبهون لما يرمي له التنظيم، فسارعوا برفض العرض القاعدي ، واعتباره جزءا من ( المؤامرة) ، موضحا أن التنظيم – دون شك- سيتفهم الحرج السلفي حيالهم، ولن ينتظر الإذن للمشاركة في الصراع كما فعل من قبل. واختتم الجمحي حديثه ل «الخبر» بالقول إن «الاصدار الصوتي الأخير لتنظيم القاعدة لا يختلف كثيرا عن اصدارات التنظيم عموما، حيث ركز على تثبيت أفكار وقضايا يدندن التنظيم حولها بشكل مستمر ، كمسألة ضعف الحكومة وعجزها عن منع استهداف المسلمين وقتلهم ، وبالتالي يتأكد الوصف الذي يطلقه التنظيم على الدولة اليمنية بكونها متواطئة مع النصارى لقتل أهل السنة بالطائرات الامريكية ما يبرهن على عمالة الحكومة ، بحسب ماورد في إصدار القاعدة».