أربعة أعياد دينية مضت بينما الحشود الثورية في ساحات الحرية والتغيير تتجدد وتزداد زخما يوما تلو الأخر وفي كل عيد يرسم الثوار بهتافاتهم الثورية خارطة طريق للمرحلة الثورية المقبلة ومهما اختلفت الشعارات والهتافات فان أهداف الثورة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء. ما إن أشرقت شمس الجمعة الماضية إلا وحناجر الثوار تهتف بتكبيرات العيد في شارع الستين بصنعاء وبقية ساحات التغيير الله اكبر وكبيرا والحمد لله كثيرا, في مشهد ثوري مهيب يعيد إلى الأذهان حشود الأعياد الماضية وتحديدا حشود أول عيد فطر جاء بعد اندلاع الثورة الشعبية السلمية العام الماضي بما يعني أن الثورة لم تنتهي بعد, ما زال وبقية أهدافها لم تحقق وقتلة الشباب خارج السجون فيما العشرات من الثوار الذين اعتقلهم النظام البائد لا يزالون في السجون والبعض منهم مخفيون ولم يعرف مصيرهم حتى اللحظة والجيش منقسم وبقايا العائلة في مناصبهم القيادية في المؤسستين العسكرية والأمنية. بالعودة إلى هتافات الحشود الثورية خلال الأعياد الماضية يتضح مدى انسجام تلك الهتافات مع التطورات التي شهدتها الثورة السلمية في كل مرحلة منذ اندلاعها, ففي عيدي الفطر والأضحى من العام الماضي كانت ابرز هتافات الثوار الشعب يريد إسقاط النظام ثم الشعب يريد تطهير البلاد,وفي هذا العام هتف الثوار فجر العيدين (يا هادي عجل في سرعة.. احمد ويحيى آخر دفعة) وهتافات ثورية تؤكد على القصاص من قتلة الشباب وسرعة هيكلة الجيش والأمن تمهيدا للدخول في الحوار الوطني وضمان نجاحه. الشهداء والجرحى والمعتقلين حاضرون في يوم العيد فصورهم وتضحياتهم ليست مجرد صور مرسومة في لوحات محمولة على الأعناق بل هي محفورة في قلب كل ثائر ومخلص ولذلك لم ينسى الثوار في هذا اليوم جرحى الثورة واسر الشهداء والمعتقلين بل يجدد الثوار في كل حشد وفي كل فعالية العهد بالوفاء لهم والمضي على دربهم حتى يتم تحقيق كافة أهداف الثورة الشعبية السلمية التي قدموا أرواحهم من اجلها. لقد أثبتت الحشود الثورية التي شهدتها ساحات الحرية والتغيير صباح عيد الأضحى المبارك الجمعة الماضية صمود الثوار وإصرارهم على مطالبهم الثورية المشروعة ومضيهم بإرادة قوية صوب تحقيق الأهداف على خلاف الحشود المزيفة التي كان يجمعها المال في ميدان السبعين ولذلك لم تصمد وذهبت هباء منثورا بفعل الأيام. ليس ذلك فحسب بل أن تلك الحشود تؤكد أن الفعل الثوري متماسك وربما سيتصدر المشهد عبر التصعيد الثوري في حال تجاهلت القيادة السياسية مطالبهم بإقالة رموز النظام السابق ومحاكمتهم وأيضا إذ لم يتم هيكلة مؤسستي الجيش والأمن على أسس وطنية بما يضمن حياديتها ولانتقال من قرارات التدوير الوظيفي إلى قرارات تعمل على إحداث تغيير جذري حقيقي استجابة للمطالب الثورية الشعبية. ما سبق يؤكد أن المراهنة على الوقت لإضعاف الزخم الثوري خيار فاشل أمام إرادة الثوار وإيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم فالثورة روح تتجدد كل يوم حتى وان رفعت الاعتصامات فان التصعيد الثوري من خلال المسيرات سوف يستمر وما تدفق الحشود على الساحات في يوم العيد إلا خير شاهد على ذلك.