يبدأ يومي الأحد و الأثنين عرض مسرحية «عيسمر معش السراج» على خشبة مسرح المركز الثقافي بصنعاء، وهي مسرحية اجتماعية من التراث الشعبي اليمني تناقش قضية الحب بين الرجل و المرأة و تدور أحداثها حول «أيهما يحب أكثر الرجل أم المرأة» برعاية أمين العاصمة عبد القادر هلال. وتأتي المسرحية ضمن اختتام مشروع «الحفاظ على التراث الشفهي» الذي ينفذه مركز ميل الذهب للترات الشفهي بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية، كما يستعد مركز ميل الذهب لتدشين المهرجان الختامي وهو متخصص بالأطفال.
المسرحية من إخراج المخرج أمين هزبر و مساعد المخرج الدكتورة كاترين هنسي، وبطولة كوكبة من الفنانين الشباب والشابات الموهبين، وقد اختارت المادة التراثية الدكتورة فاطمة البيضاني رئيسة مركز ميل الذهب للتراث الشفهي والأديبة هدى العطاس.
كما قام فريق العمل المكون من وجدي الأهدل، و سمير عبد الفتاح، و عبد الله عباس بتحويل المادة التراثية إلى نصوص مسرحية، ويدير عملية الإنتاج نبيل حزام.
وراجع كتاب النسخة العربية المراجع اللغوي زيد الفقيه و أيضاً تم ترجمة الكتاب الذي يحتوي على 15 حكاية من التراث اليمني من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية من قبل المترجمة هويدا الشيبة و مراجعة الدكتورة كاترين هنّسي، و ملحقة برسومات دلالية للرسام أحمد عبسي.
وقالت الدكتورة فاطمة البيضاني إن هذا المشروع الذي ترجم إلى عمل مسرحي «يأتي في سياق حرص المركز بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية على تنمية التوجهات الثقافية ودعم وترسيخ الثقافة الوطنية والحفاظ على الموروث الشعبي والمحلي وإبراز كنوز التراث والثقافة اليمنية ونشرها وأحياءها».
وأضافت: «اليمن يمتلك تراث شعبي ضخم متنوع مستوعب لبيئته الثقافية، مشيرةً إلى أهمية توثيق التراث الثقافي الشفهي لما يحمله من مخزون معرفي و ثقافي لتاريخ اليمن العريق».
ونوهت البيضاني إلى ضرورة للحفاظ بأهمية التراث الشفهي الذي يتطلب الحفاظ علية باعتباره لغة ثقافية توجز خبرات الإنسان و وعيه و إمكاناته في التعبير عن ثقافاته.
وقالت إن الهدف من توثيق التراث الثقافي الشفهي اليمني يأتي في إطار أهداف المركز هو صون التراث من الاندثار والنسيان، كما دعت إلى تضافر كل الجهود لتوثيق التراث الشعبي اليمني للجيل القادمة.
وأوضحت أن تنفيذ هذا المشروع يعتبر من المشاريع الغير مسبوقة على المستوى اليمني والعربي نفذ بمخرجات متعددة تحتوي منهجية مع الحفاظ على أصلها التراثي من خلال : إصدار كتاب بنصوص الحكايات الأصلية باللغة العربية واللغة الانجليزية و عرضها على خشبة المسرح.
وأشارت لأهمية المشروع تم دمج هذه الحكايات بغض النظر عن عددها في عرض مسرحي متكامل، منتظم في خيط درامي متصل، بحيث يظهر العرض المسرحي متسقاً، ومحافظاً على وحدته الموضوعية.
وفي السياق ذاته، اعتبرت الدكتورة فاطمة البيضاني بأن التراث الثقافي اليمني يحمل مواصفات خاصة و لاسيما التراث غير المادي الذي يتأسس على الشفاهية و مجهولية المؤلف فأن تعرضه للضياع و الفقدان حالة تكون سيرورة مستمرة له. ويتكون العرض المسرحي من ثلاثة فصول ، مدة العرض ساعة تقريباً لمسرحية { عيسمر معش السراج } و هي مسرحية اجتماعية من التراث الشعبي اليمني تناقش قضية الحب بين الرجل و المرأة.
كما سيتم بعد العرض عقد ندوات بالتعاون مع المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية حول المسرحية ومحتواها وأهمية إعادة وإحياء وإنتاج التراث اليمني والحفاظ على الهوية الوطنية وإثراء الساحة الأدبية والفنية بكنوز التراث بمشاركة كوكبة من الباحثين والأكاديميين والفنانين والمثقفين و المهتمين.