قال الناشط السياسي والكاتب اليمني المقيم في أمريكا منير الماوري إن الرئيس عبدربه منصور هادي يعمل على تحقيق أهداف الثورة الشبابية في اليمن بعد اتخاذه حزمة من القرارات المتعلقة بهيكلة الجيش. جاء ذلك خلال ندوة أقيمت في ولاية ميتشغن الأمريكية مساء أمس الأحد تحت عنوان «هيكلة الجيش والأمن.. على طريق تحقيق أهداف الثورة وبناء الدولة المدنية الحديثة»، والتي نظمتها لجنة المساندة الشعبية لدعم الثورة في اليمن.
الندوة التي أقيمت بقاعة الجمعية اليمنية الأمريكية في جنوب مدينة ديربورن حضرها الماوري والروائي والإعلامي الجزائري رابح فيلالي مؤلف كتاب «وعد الياسمين» الذي يتحدث عن الثورة التونسية.
وأشاد الماوري بدور الشباب اليمني الذي ساهم في تنحية الرئيس السابق علي عبدالله صالح وانضمام القادة العسكريين للثورة، وهو ما دفع إلى توقيع المبادرة الخليجية التي أزاحت صالح عن السلطة.
وقال «الثورات اتسمت بالسلمية، والمعروف أن الثورة السلمية ليس لديها أدوات لإسقاط الأنظمة وتفكيكها مباشرة، فلو تم ذلك لما سميت سلمية ولكن مع ذلك استطاع شباب الربيع العربي تحقيق ذلك وغيروا مجرى التاريخ في الوطن العربي كله».
وأشار الماوري إلى أن «ثورات الربيع العربي شكلت ضغطا داخليا وخارجيا كما حصل في ليبيا واليمن لان الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية لم يكن لديهما رغبة في تغيير نظام علي عبدالله صالح لولا ضغط ثورة الشباب».
وأضاف: «علينا أن نرحب بمن يقف معنا وأن نقف ضد من يقف ضد هذه الثورة، ولا يجب أن نساوي بين من يقف مع الثورة ومن يقف ضدها بغض النظر عن ماضيه».
وأشاد الماوري بما يقوم به الرئيس هادي ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وقال إنهما يعملان على تحقيق أهداف الثورة، ويجب أن نشجعهما لأن هذا تحقيقا لأهداف ثورتنا، مطالباً في الوقت ذاته بإيجاد جيش يمني تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة، دون وجود للفرقة الأولى مدرع أو الحرس الجمهوري.
واستبعد الماوري ان يكون تنظيم القاعدة من يقف وراء اغتيالات ضباط الجيش والأمن في اليمن لأن الضباط المستهدفين ليسوا على «عداوة مباشرة» مع التنظيم، حسب قوله، مضيفاً أن من يقف وراء الاغتيالات هم «أعداء الجيش اليمني وأعداء الهيكلة الذين فقدوا مصالحهم».
ووصف الماوري قيادات أحزاب اللقاء المشترك ب«الحكماء»، وقال إن لديهم رؤية لإنجاح الحوار الوطني، وأن الثورة لم تسرق والذين يتهمون بسرقتها «هم في الأصل سرقتهم الثورة».
من جانبه قال الروائي الجزائري رابح فيلالي إن «الحركة التي تحدث في الوطن العربي بالاتفاق بالاختلاف، بالمحبة بالإكراه، بالشك باليقين، سوف تؤسس لوطن عربي مغاير في الخمسين سنة القادمة».
وأضاف «لا يجب أن نيأس من الوضع الانتقالي الذي تمر به ثورات الربيع العربي، فالثورة الفرنسية رغم عظمتها أنجبت نابليون من أشهر ملوك فرنسا في التاريخ وعادت الجمهورية لتنجب ملكا ولكن الشعب الفرنسي لم يتنازل عن حقه في التغيير، استمر في التأسيس واستمر في المحاولة، وهو يقدم للعالم الآن واحدة من انجح الديمقراطيات رغم تحفظي التاريخي الشخصي عن كل ما هو فرنسي».
وقال فيلالي «إن الثورة اليمنية هي أكبر حركات التغيير في الوطن العربي التي ظلمت إعلاما وتسويقا لأن هناك إشكالية إعلامية في الوطن العربي».
وأضاف «الثورة اليمنية التي كانت تنام على أكبر عدد لأكبر شعب مسلح في العالم وقدمت نموذج الثورة الأكبر سلمية في العالم وهذه حقيقة تاريخية لأنها ثورة تؤسس لقيمة السلم وهي تعرف قيمة القتال».
حضر الندوة شخصيات اجتماعية وطلاب وممثلين عن المنظمات العاملة في الجالية اليمنية في ولاية ميتشغن.