دعا السفير الأمريكي بصنعاء كافة الأحزاب والمكونات المنضوية في العملية السياسية في البلاد إلى سُرعة تقديم أسماء ممثليها للحوار الوطني القادم، لافتا إلى أن الباب مفتوحٌ أمام الجميع للمشاركة في الحوار الشامل الذي سيُعقد سواء شاركت بعض المكوّنات أم لم تشارك. وكان السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين ألقى محاضرة صباح أمس الثلاثاء بعنوان «مقوّمات الحوار الوطني الشامل في اليمن»، دعا إليها ونظمها المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية بصنعاء.
واعتبر السفير أن الحوار الوطني القادم لا يمثل نهاية العملية السياسية في اليمن، بل يمثل البداية نحو بناء مستقبل جديد ومُشرق للبلاد. وقال: «الحوار الوطني القادم لا يمثل نهاية العملية السياسية، بل نأمل أن يمثل البداية ويقود إلى بنية جديدة ومستقبل جديد لليمن»، مضيفا «ومن خلاله يبرز نوع آخر جديد من المجتمعات التي تعودنا أن نراها عقب مثل هذه العملية..».
وقال: «كما تعلمون فإننا قد وصلنا إلى مرحلة حرجة بشأن تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ومع ذلك فمن وجهة النظر الأمريكية؛ النجاحات التي تحققت حتى هذه اللحظة كثيرة ولا يمكن التقليل منها..».
وأعرب السفير عن سعادته البالغة للخُطوة الجديدة التي قام بها الرئيس عبد ربه منصور هادي بتعيينه أمانة عامة للجنة الحوار الوطني مكونة من أمين عام ونائبين.
وأكد أن بلاده، التي تعتبر أكبر دولة قدّمت دعما ماليا لعملية الحوار؛ بتقديمها حتى الآن ستة ملايين دولار، ستواصل العمل جنبا إلى جنب مع الأمانة العامة الجديدة، وتقدّم مزيدا من الدّعم لإنجاح الحوار الوطني.
وأشار فايرستاين إلى الزيارة التي سيقوم بها مجلس الأمن إلى اليمن الأسبوع القادم. وقال: «علينا أن نستغل هذه الزيارة الهامة بالمُضي قُدما في عقد الحوار الوطني».
وأضاف «نتطلّع من الحوار العمل على قضايا مثل الجنوب وشمال الشمال.. وتحديد شكل الدولة القادمة وإنجاز كافة القضايا المتعلقة بالدستور والانتخابات..».
وإذ لفت السفير إلى أن المبادرة الخليجية حددت ستة أشهر لعملية الحوار الوطني، أعرب عن أمله بأن «نكون قادرين على إنجاز كافة تلك المهام خلال هذه الفترة الزمنية المحددة..»، مع الأخذ بالاعتبار ما سيتخللها من فترات مثل شهر رمضان وإجازات العيد. ولذلك قال: «نحن بحاجة للمُضي قُدما..».
وجدد السفير تأكيده على أن الحوار «يمثل فرصة هامة أمام اليمنيين الذين كانوا يشعرون بأنهم من الفئات المهمّشة والمنعزلة في المجتمع». ودعا المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني إلى أن «عليهم أن يحضروا ويشاركوا ويقوموا بدور فعّال..».
كما ناشد السفير الأحزاب السياسية بأن «تسارع بتقديم أسماء ممثليها إلى الحوار الوطني».
وكشف أن لجنة الحوار قدّمت مقترحا بعقد بعض اللقاءات خارج العاصمة صنعاء، في الوقت الذي أعرب فيه عن أمله بأن يتم إعلان جلسات المؤتمر عبر التلفزيون «حتى يعلم الناس ما الذي يجري داخل هذه الجلسات».
وبالنسبة لبقية المكوّنات الفاعلة والمؤثرة التي لم تؤكّد مشاركتها حتى الآن، أكد السفير «الباب مفتوح أمام الجميع للانضواء في الحوار..»، مضيفا «ونأمل أن يشارك الجميع.. ومع أن كلا له خياراته التي يراها في المشاركة من عدمها، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن الحوار لن يتم إذا لم يشارك البعض فيه..». وزاد «حتى لو لم يشارك البعض فهذا لا يعني أنه لن يتم مناقشة القضايا المتعلقة بهم..»، مشيرا بهذا الصدد إلى أن «ثورة فبراير 2011 أفضت إلى هذا الحوار الذي يعتبر زخما لتلك الاحتجاجات الشعبية».
وتطرق سفير واشنطنبصنعاء للحديث بشكل مقتضب عن إعادة هيكلة الجيش. وقال «يسعدني ان أبلغكم أننا وتحت قيادة الرئيس اليمني حققنا تقدّما كبيرا في إعادة هيكلة القوات المسلّحة..».
وفي المجال الاقتصادي «عملنا على تحسين صورة اليمن أمام الشركات الأمريكية الكُبرى لحثها على الاستثمار في اليمن..».
بعدها تم إخراج من حضر من الصحفيين، لتبدأ المداخلات من قبل الحاضرين الذين تنوعوا بين قلة قليلة من قادة سياسيين وقادة منظمات مجتمع مدني.
كما مُنع تسجيل تلك المداخلات سواءٌ بالصوت أم بالصورة.