نفى مدير مؤسسة «وفا» لرعاية أسر شهداء وجرحى الثورة الشعبية، عبده واصل، أن تكون المؤسسة تابعة لحزب أو جهة محددة، موضحا أنها المؤسسة الوحيدة التي تمتلك بيانات تفصيلية متكاملة عن كل شهيد وجريح في الثورة. وقال واصل بأن المؤسسة تعطي كل جهدها وتعمل في ظل غياب الدولة وغياب الآخرين وتقدم خدمات ترضي الجميع.
قضايا كثيرة في هذا الحوار..
حاوره: عبدالباسط الشاجع – هايل البكالي
* لو بدأنا معك من نشأة المؤسسة .. صف لنا البداية والظروف التي مرت بها المؤسسة عند التأسيس؟ - طبعا فكرة المؤسسة جاءت استجابة سريعة للمأساة الإنسانية لجمعة الكرامة 18 مارس 2011 ويعتبر هذا التاريخ الحدث الأكبر للثورة الشعبية السلمية، ونتيجة غياب الدولة والوضع الإنساني المأساوي فكان لا بد من لفتة إنسانية تقدم لهذه الأسر سواء اسر الشهداء أو الجرحى، وهدفت المؤسسة إلى العمل على توثيق ورعاية فيما يتعلق بالشهداء وهو أكبر عدد حيث أن الإعلام كان يتناول أن عدد شهداء الكرامة يتجاوز 50 إلا انه بالحقيقة 42 شهيد فكانت الفكرة عبارة عن مبادرة من مجموعة من رجال الأعمال ومتطوعين وأكاديميين ونشطاء في فكرة كيف نقدم المواساة لأسر هؤلاء الأبطال الذين وهبوا دماءهم من اجل التغيير والوطن وبعد ذلك تطورت الفكرة. وفي وقت لاحق أعلن من على منصة ساحة التغيير بصنعاء انه تم إنشاء مؤسسة خيرية لرعاية اسر شهداء وجرحى الثورة الشعبية السلمية فهذه كانت البداية وكانت أيضا المبادرة الفعلية انه تم جمع مبلغ ما يقارب 60 مليون من رجال الأعمال من أجل تقديم المواساة لهذه الأسر وكان يعتبر أول نشاط لهذه المؤسسة.
* ما هو أول وأهم الأعمال التي قامت بها المؤسسة أثناء الثورة؟ - كان أول نشاط قامت به المؤسسة هو تشكيل لجنة مباشرة من قلب الساحة وتم الاتفاق على تقديم 200 ألف ريال لكل أسرة شهيد و60 ألف كمواد غذائية من احد المجمعات الغذائية، وكان ذلك خلال أسبوع من تأسيس المؤسسة. كما استقبلت المؤسسة أكثر من وفد خارجي لعلاج الجرحى، استقبلت ثلاثة وفود مصرية وهذه الوفود عالجت حالات كثيرة والعمليات التي أجريت 19 عملية والثاني 10 عمليات والوفد المصري الثالث 49 عملية، كما تم استقبال وفدين تركيين واجروا 55 عملية والوفد الثاني 33 عملية، هذه الوفود التي جاءت إلى اليمن في ظل غياب الدولة والمنظمات الأخرى، فمن قدم هذا الدعم خلال الثورة كل هذا بجهود المؤسسة إضافة إلى بعض الجهود الأخرى، كما سفرت المؤسسة العديد من جرحى الثورة إلى الخارج من مختلف المحافظات، منها 80 حالة إلى مصر، إضافة إلى صرف عربيات ومستلزمات طبية تجاوزت ثمانين عربية. كما تقوم المؤسسة بزيارة الأسر في المناسبات المختلفة. نبذل جهدا كبيراً، لكن الأنين اكبر والجراح أعظم، وان يكون الإنسان مجروح والآخر ينظر إليه فمن حقه ان يصرخ، كما تم تسفير خلال الأحداث 45 حالة ما زال احد الجرحى المعاقين هناك في مستشفى الطائف الى الآن، في قطر أرسلت 7 حالات في تركيا 79 حالة هذه الحالات بجهد من الدولة وتنسيق من الأخت توكل كرمان فيما يتعلق بتركيا وقطر.
* من أين تتلقى المؤسسة دعمها والموارد الرئيسية للمؤسسة؟ - بفضل الله رغم محدودية الدعم لكن العطاء كان اكبر لأنها تحملت العبء مباشرة من بداية جمعة الكرامة، فأول الدعم لها هو من رجال الأعمال ثم كانت تجمع تبرعات طفيفة من الساحات، وبعد فترة تم إيقاف هذه التبرعات المباشرة من الساحات أو غيرها ثم بدا التنسيق مع بعض الجهات سواء كانت جمعيات أو رجال أعمال، وكانت تجمع تبرعات محدودة وبسيطة خلال عام 2011، وفي 2012 أقيم نشاط في جمعة 18 مارس يوم الوفاء للشهيد، وتم جمع ما يقارب ( 100.000.000 ) خمسه مليون من الحكومة وخمسين مليون من مجموعة هائل سعيد انعم ومن رئيس الجمهورية إضافة إلى مبلغ بسيط جدا جمع بجانب هذا، وبعدها تم التواصل مع بعض المؤسسات في الجهات المحلية في إعطاء الأولوية والتنسيق معهم سواء كانت مواد غذائية في المناسبات، أو في المواسم، فمصادر دخل المؤسسة هي هذه.
* هل تتلقون دعماً باستمرار من الحكومة؟ - هذا اول دعم تلقيناه من الحكومة وهذه المبالغ تم صرفها بطرق مباشرة وغير مباشرة، فمباشرة تعني نقدي، وغير مباشرة تكون عينية كمواد غذائية لأسر الشهداء او ما يتعلق بالجرحى كمستلزمات طبية.
* هل تكتفي المؤسسة بدعم اسر الشهداء والجرحى بالمناسبات أم على مدار الأيام؟ في 2011 كانت تعطى بقدر المستطاع لأنه كان بالتوافق مع الأحداث وعندما وقع على المبادرة الخليجية توقف دعم المؤسسة بشكل كبير جدا، وعندما شكلت حكومة الوفاق توقف الدعم نهائيا بسبب أن الناس ركنوا على الجانب الحكومي، ولكن للأسف الشديد الحكومة لم تبدأ بالدعم المباشر او الغير المباشر بالتوجه نحو رعاية اسر شهداء وجرحى الثورة إلا في نهاية 2012 من خلال التصور الذي تم تقدميه من خلال المؤسسة ولجنة التنسيق المشكلة.
* هل استطعتم استيعاب كافة شهداء وجرحى الثورة؟ - نعم، نحن كنا نرصد الأحداث في ساحات التغيير بالجمهورية بشكل مترابط أثناء الأحداث، وبالتالي تم تسجيل وحصر الشهداء هذا كان في 2011، وبعدها تم استيعاب كافة شهداء الساحات بالإضافة إلى الشهداء من ضحايا القصف بالذات في أمانة العاصمة وتعز وعدن وبقية المحافظات.
* هل لديكم إحصائية واضحة للشهداء؟ طبعا موجودة لدينا إحصائية كاملة للشهداء الذين سقطوا خلال الثورة فعدد الشهداء المقيدين لتعز في المؤسسة ( 239 ) شهيدا وفي أمانة العاصمة ( 223) شهيدا وبشكل عام كإحصائية كاملة لشهداء الثورة الشعبية السلمية ( 1443 ) شهيد الذين تم تسجيلهم، ففي عام 2011 كان يتم التسجيل لكن بإمكانيات قليلة، وفي عام 2012 تم عمل استمارة بحث عمل ميداني تحتوي على استمارة بطريقة علمية ومنهجية، وتم تشكيل فريق ميداني، وهذا ربما ابرز نشاط كان في عام 2012 من المؤسسة هو عملية التحقق من الحالات وجمع البيانات، لأنه لا يمكن أن نقدم الخدمة كمؤسسة أو منظمة رعاية إلا من خلال معايير الاحتياج ومعايير عدد أفراد الأسرة ومعايير الإعالة ومعايير قدرة الأسرة وحاجاتها وبالتالي كان لزاماً علينا أن نقوم بعملية بحث ميداني دقيق، وتم تشكيل فريق ميداني مركزي وتدريبه وشكلت فرق ميدانية في المحافظات، وتم الوصول إلى منازل اسر الشهداء بالإضافة إلى المعاقين.
* هناك من يتهمكم بان رعايتكم لأسر الشهداء والجرحى تتركز على لون واحد أو جهة معينة .. كيف ترد؟ - هذا الكلام سمعناه مؤخرا وللأسف الشديد غير موجود، والمؤسسة خلال الفترة الماضية والى الآن تعتمد على مبدأ أساسي وهو المهنية بمعنى آخر فإن هذه المؤسسة جاءت من رحم الثورة ومن قلب الساحة وهي ملزمة دينيا وأخلاقيا ووطنيا وإنسانيا أن تقدم الخدمة والرعاية لكل أسر الشهداء بدون استثناء وأقولها بكل صراحة أتمنى أن يُؤتى إلينا بحالة من هذه الحالات التي حدث فيها التمييز، فالمؤسسة كانت أبوابها مفتوحة خلال فترة الثورة وخلال فترة الأحداث كاملة والى الآن واسر الشهداء والحمد الله كما وصلنا بالبحث الميداني الى كل اسرة استطعنا ان نوصل من خلال بعض المشارع وإن كانت محدودة إلى كل اسر في جميع أنحاء الجهورية وبدون استثناء، عبر شبكة من المتطوعين. ولا أنسى أن أضيف لك محاولتنا تقديم الرعاية التعليمية لبعض أبناء اسر الشهداء واستطعنا أن نلحق عدداً من أبناء الشهداء في الكليات والجامعات الخاصة والمعاهد الفنية ومدارس خاصة، ونحاول تقديم رعاية مباشرة من خلال توفير مستلزمات سواء مستلزمات أدوات مدرسية أو غيرها، بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى، فعندما نتحدث عن نشاط رمضان أو نشاط عيد ففي رمضان الماضي قدمنا كسوة عيد لجميع اسر الشهداء في أنحاء الجمهورية وهو ما يقارب ( 2414) تم تقديم لهم كسوة عيد بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى صرفنا سلتين غذائيتين في رمضان وفي عيد الأضحى وشملنا كل اسر الشهداء.
* هل ستكتفي المؤسسة بصرف هذه المعونات في المناسبات فقط أم هناك آلية للتعاون مع الجانب الحكومي لصرف معونة شهرية؟ - في شهر مايو 2012، قدمنا تصور واضح لرئيس الوزراء يشمل أفكار واضحة برعاية اسر الشهداء وحلول واضحة لرعاية الجرحى، ولكن كانت الاستجابة ضعيفة نتيجة الوضع السياسي القائم الذي انعكس سلبا على أداء الحكومة في رعاية اسر الشهداء والجرحى وأيضا لا توجد جهات حكومية واضحة تقوم بهذا الواجب، وبالتالي كان لزاما علينا في الجهات المعنية برعاية اسر الشهداء والجرحى أن تتبنى هذه الفكرة، فجهزنا التصور وقدمناه إلى الحكومة، كان يتضمن عدداً من الحلول، ونحن نقول هذا الكلام ولدينا وثائق تثبت ما نقوله، ومن ضمن الحلول الآنية التي اقترحناها أنه لابد من سرعة تقديم مساعدة عاجلة ومواساة لأسر الشهداء وأيضا مبالغ للجرحى، لأن الجرحى والمعاقين أصبحوا عاطلين عن العمل، فتم اقتراح موضوع المواساة أولا وهو مليون ريال وهذا جزء من واجب الدولة مليون ريال لأسرة كل شهيد، ومليون ريال لكل معاق شلل كلي باعتبار انه اصبح غير قادر على الكسب والعمل، وخمسمائة الف لمعاقين الشلل النصفي وفقدان الأعضاء. نحن الآن نطالب بتنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 8 لسنة 2012 الذي يقضي بصرف راتب لكل شهيد مساواة بجندي.
* يتهمكم البعض بأنكم نسقتم مع وزير المالية دون علم الحكومة بصرف مواساة الحكومة، مع العلم بأن هناك لجنة مشكلة من رئاسة الوزراء مخولة بصرف المواساة؟ أنا لست معنيا بالدفاع عن الحكومة أو وزارة المالية، لكن في الحقيقة أننا سمعنا عن تشكيل لجنة لكنها لم تؤدي واجبها ولم تقم بالدور المطلوب، وبالتالي استمرينا في العمل، يعني إذا كانت هذه اللجنة شكلت للجرحى والشهداء أين هم؟
* وزير الصحة يقول: تم هذا بشكل مباشر بين وزير المالية ومؤسسة وفا دون علم الحكومة؟ هذا غير صحيح، تم الاجتماع برئيس الوزراء وتم تقديم التصور بشكل كامل وصدرت توجيهات من دولة رئيس الوزراء في هذا الموضوع سواء في المواساة أو علاج الجرحى وهذا كلام كان من وقت مبكر وصدرت توجيهات رئيس الوزراء في 15 / 10 بخصوص هذا الموضوع وهذا اللي حصل، فنحن لم نمنع أحدا من العمل لكننا قدمنا تصورنا من وقت مبكر وتم موافقة رئيس الوزراء وصدرت توجيهات إلى وزير المالية.
* لماذا تم اختيار مؤسسة وفا تحديدا دون غيرها من قبل الحكومة لصرف المواساة؟ - لأنها المؤسسة الأولى والمؤسسة الوحيدة ولأنها جاءت من رحم الثورة، ولأنها الوحيدة التي رصدت الأحداث أولا بأول، وسجلت ملف متكامل عن كل شهيد وجريح، وهي المؤسسة الوحيدة التي وصلت إلى كل أسرة شهيد، ف"وفا" هي المؤسسة الوحيدة التي تمتلك بيانات تفصيلية متكاملة عن الشهداء، وايضا عن المعاقين بالتنسيق مع اللجنة الطبية والمستشفى الميداني، وبالتالي من الطبيعي أننا ساعدنا الحكومة مساعدة فنية لتقوم بواجبها في ظل عدم وجود أي جهة أخرى تمتلك هذه المعلومات وتقدمها للحكومة، فمن الطبيعي أن ترجع إلينا وأيضا هو القطاع الثالث قطاع منظمات المجتمع المدني وهو قطاع مساند للقطاع الحكومي.
* واللجنة المشكلة من رئاسة الحكومة ماذا قدمت للجرحى وعلى أي أساس تم اختيار أعضائها؟ هذا السؤال يوجه للحكومة، لكن اللجنة وزارية وتتغير أسماء أعضائها بين الحين والآخر ولا ندري ما أسباب ذلك، ومن هنا نحن في مؤسسة وفا لم نستلم ريالا واحدا من الحكومة وإنما ساعدنا الحكومة بتوفير قاعدة بيانات متكاملة عن كل شهيد وجريح ومساعدتنا للحكومة هي مساعدة فنية لا غير والحكومة تعلم ذلك، فهذه المبالغ تصرف عبر مؤسسة حكومية "البريد" وكذا الجرحى الذين تم تسفيرهم للخارج أيضا لم نستلم ريالا واحدا وإنما يتم التواصل معهم عبر اللجنة المكلفة والمرافقة للجرحى.
* ماذا عن الجرحى المعتصمين أمام رئاسة الوزراء؟ - تأخر الحكومة عن الاستجابة هو الذي دفعهم إلى القيام بهذه الخطوة، طبعا من حق أي إنسان وهذا يكفله الدستور والقانون أن يعبر عن رأيه، وهؤلاء الشباب الذين احتجوا على سلبية الحكومة من حقهم ونحن معهم وقلت أكثر من مرة في حالة عدم استجابة الحكومة فنحن سنعتصم إلى جوارهم، فموضوع 11 شخص من الجرحى المعتصمين الذين صدر لهم حكم في منتصف نوفمبر بمعالجتهم 9 منهم موجودون عندنا مسجلة بياناتهم والاثنين الباقي لا نعرف عنهم شيئاً، وهؤلاء الجرحى نعرفهم ويعرفوننا ويأتون إلى المؤسسة، وقد تم سفر احدهم وهو الدكتور محمد حمود القباطي وأنا أتواصل معه شخصيا، موضوع هؤلاء 9 احدهم بسام الاكحلي مثلا احد جرحى الثورة تم سفره عن طريق المؤسسة إلى الصين لعلاجه في بداية الثورة في ظل غياب الدولة وغياب الآخرين، وكان هذا بدعم احد رجال الأعمال عن طريق المؤسسة، وكنا نرتب لإعادته إلى الصين. بعد صدور الحكم بعلاجهم هؤلاء 9 تواصلنا معهم وتم طلبهم بوزير المالية بسفرهم ولكن للأسف الشديد قالوا يريدون السفر عن طريق ألمانيا وكوبا فتأخرت تأشيراتهم فالموضوع ليس متعلق لا بوزير المالية ولا بمؤسسة وفا ولا غيرها، فهذه التأشيرات تأتي عن طريق السفارات وتحتاج إلى فترة، هذا الذي حصل، وعرضنا عليهم أن يسافروا إلى مصر فرفضوا وكانت كل وثائقهم جاهزة.
* لماذا رفضوا؟ - بعضهم طلبوا بان يسافروا إلى دولة أخرى غير مصر، وبعضهم تم الالتزام بان يتم تسفيرهم إلى مصر وإذا قرر الأطباء في مصر بأنهم بحاجة إلى السفر إلى أي دولة سيتم السفر بهم مباشرة، وتم عرض الموضوع عليهم بهذا الشكل، وتم التواصل معهم دون استثناء، وبعضهم حضر إلى المؤسسة، لكن لم يتم الاستجابة.
* عودة إلى صرف المعونات، صف لنا الآلية التي يتم بها الصرف؟ - بالنسبة لصرف المعونات المقدمة من الحكومة تم تقديم ملفات في وزارة المالية عن كل شهيد يحتوى على خمس وثائق، بطاقة الشهيد واثبات الوفاة وحصر الوريث الشرعي معمد من الحكمة والتوكيل الشرعي معمد أيضا من المحكمة، وبطاقة الوكيل، هذه الوثائق قدمت كلها في ملف مختم ومعمد يسلم إلى وزارة المالية على ضوئه يتم اعتماد هذه الحالة بعد صحة البيانات المرفقة، وصمم أيضا كرت هذا الكرت بموجبه يكتب الاسم والرقم والبيانات يعتمد فيه التوقيعات ويعمد من وزارة المالية وبموجبه يقوم الوكيل الشرعي باستلام هذا الكرت ويذهب إلى البريد لاستلام المبلغ المالي من البريد الحكومي لان المبالغ المالية عززت إلى البريد ولم نستلم ريالا واحد، هذه المبالغ التي صرفت كمواساة لأسر الشهداء والجرحى لم تسلم إلى مؤسسة وفا إطلاقا.
* الجريح عبد الإله الحميدي، توفي قبل يومين، وهناك تساؤلات ماذا قدمت مؤسسة وفا لهذا الجريح وهناك مطالبة بالتحقيق مع وفا؟ - أتمنى أن يفتح ملف "اهمال جرحى الثورة"، لنرى من المسؤول عن إهمال الجرحى ونؤكد هنا من الذي قدم الرعاية للجرحى بالإمكانيات المحدودة في ظل غياب الآخرين، فعبد الإله الحميدي رحمه الله، أنا اعرفه شخصيا وجمعتني معه مقابله تلفزيونية وخبر وفاته كان بالنسبة لي صدمة كبيرة، وأنا اذكر الآخرين أن هذا الشهيد نقل إلى مستشفى الثورة ومكث في مستشفى الثورة فترة طويلة، أيضاً أنا أريد أن اسأل من المسؤول عن إهمال الجريح الشهيد الشاب طه محمد مهيوب الذي استشهد قبل يومين بستشفى الثورة بتعز، فمن المسؤول؟ نحن بمؤسسة وفا لسنا مؤسسة طبية، نحن نتعاون مع الآخرين فنحن مؤسسة إنسانية حملت ما لا تطيق والآن تحمل تبعات إهمال وتقصير الآخرين.
* هناك من يقول بأن مؤسستكم تتبع حزب الإصلاح؟ - هذا الكلام غير صحيح.. إذا كان يلقى العتب أو اللوم أن هناك بعض الأشخاص ينتمي للإصلاح فهناك أناس موجودون داخل المؤسسة ليسوا إصلاحيين، المؤسسة هذه هي مؤسسة إنسانية مستقلة منظمة مجتمع مدني، لا تحاكمني على النوايا لا تحاكمني على الانتماءات ولكن أتمنى من الآخرين كل من يتحدث عن مؤسسة وفا أنا عبركم أوجه رسالة سواء في الصحف أو في المواقع الالكترونية أو القنوات الفضائية وأقول لهم المؤسسة مفتوحة بأي وقت يطلعوا في أي وقت على أعمالها، كما بالإمكان أن يأتوا إلى المؤسسة ويتواصلوا مع عينة من اسر الشهداء والجرحى، انه هل تم تقديم خدمة بناء على معايير معينة وتمييز، فنحن نقدم خدمة إنسانية، وأنا أتكلم عن الجميع عندما يريد أن يقوم بأي عمل يجب إننا نحاكم ليس النوايا ولا الانتماء وإنما الأعمال، هل المؤسسة قدمت الخدمة لأفراد دون آخرين؟ نقول هذا الكلام نحن نقدم بمهنية وشفافية فمؤسسة وفا هي مؤسسة لكل الثورة ولكل شهداء الثورة ولكل معاقي الثورة بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم وأيديولوجياتهم.
* هل تعتقد بان المؤسسة قدمت كامل الرعاية ومرضية لأسر الشهداء والجرحى؟ في ظل الإمكانيات المحدودة لا نشعر بالرضا لكن نشعر أننا بذلنا كل الوقت وكل الجهد في ظل غياب الدولة وغياب الآخرين وقدمنا شيء وخدمة وان كانت محدودة في ظل غياب الآخرين، فخلال الثورة من كان يقدم الخدمة لشهداء وجرحى الثورة غير المستشفيات الخاصة والمنظمات اللي ذكرناها وغير مؤسسة وفا والجمعية الطبية، وجهود أخرى.
* ما هي رسالتك لأسر شهداء وجرحى الثورة؟ - رسالتي لأسر الشهداء كما كنا معكم منذ 18/مارس / 2011 فنحن معكم حتى تشعر كل أسرة شهيد بالكرامة والعدالة والسعادة بإذن الله تعالى. وأريد أن اذكر الجميع وخصوصا ناشطي الثورة ومن يشغلون كل وقتهم بكيل الاتهامات للآخرين نحن نعمل ونخطئ لكن العيب في من لا يعملون كما أقول لهم إننا في فترة المعاناة وأحداث الثورة لم تتمكن المؤسسة من الحصول على الترخيص فلم نحصل، حتى بداية 2012 حصلنا على ترخيص للمؤسسة برقم ( 624 ) لسنة 2012 وفتح حسابات بنكية للمؤسسة وانتهجنا العمل المؤسسي بحيث انه لدينا مؤسسين ومجلس أمناء للمؤسسة ولجنة رقابة وتفتيش ومحاسب قانوني والمؤسسة تبني عملها وفق مبادئ الجودة والمعايير المهنية والشفافية، أيضا نركز على قيم أساسية وهي قيمة الوفا، فنحن في مؤسسة وفاء وجدنا للوفاء للشهداء والجرحى.