مع حلول الذكرى الثانية لثورة الشعب اليمني 11فبراير ، علينا أن ندرك جيداً بأن الثورة أنجزت الكثير من مراحلها وأولها رحيل العائلة الحاكمة.. إلا أن المرحلة الأهم من مراحل الثورة لم تنجز بعد، فرغم مرور عامين للثورة ومازالت المحاولات جارية لتحجيم سقف الثورة والالتفاف عليها إن استطاعوا بل وقلب الأمور على هيئة تحويل الثائر طاغية والطاغية ثائراً والقاتل مقتولاً والمقتول قاتلاً وهي حملة مضادة للثورة وسيلتها هذه المرة الإعلام بدل الجيش والكلمة الكاذبة بدلاً عن الرصاصة وكلها قاتلة للشعب وللثورة إن لم تقاوم بنفس الروح الثورية فالشائعة والإعلام أشد خطراً لأنه يستهدف الوعي وبطريقة ناعمة بما قد يحقق أهدافاً عجز عن تحقيقها بالرشاش والقتل وهو التحدي القائم الذي يجب على الشعب أن يخوضه بجدارة ويستدعي استمرار الثورة وصوتها وتلاحمها بوتيرة عالية وأكثر عمقاً وبألوان متعددة. ثورة أساسها الإدراك ، أن الثورة في منتصف الطريق والإدراك أن أدوات الصراع قد تغيرت من المدفع والرشاش الذي كان يسدد إلى صدور الثوار واستبدالها بالكلمة المسمومة والإعلام الموجه الذي يستهدف وعي الشعب ويتخذ مبدأ اكذب ثم اكذب وشوه ثم شوه حتى يصدقك الآخرون فيلطمون خدودهم ويقتلون أنفسهم تبعاً للكذب المكرر الذي يأملون أن يحقق مالم تحققه المدافع فيما لو ترجل الثوار وظنوا أنهم قد أنجزوا كل شيء تحت تأثير الارهاق والوقت.. ويكفي أن نرى مثلاً الناطق الرسمي باسم النظام السابق(عبده الجندي) بشحمه ولحمه يتكلم اليوم على هذا النحو: - ان أهداف الثورة التي خرجنا من أجلها لم تحقق أهدافها- لاحظوا خرجنا وفعلنا والثورة وأهدافها من شخص مثل الجندي كعملية استغفال وتزوير وبما يشبه محاولة غسل دماغ بالكذب والكذب وحده ولا بأس في أن نرى علي عبدالله صالح يطالب بمحاكمة اللواء علي محسن وقادة المشترك وشباب الثورة انفسهم عن جريمة جمعة الكرامة تحت وهم السحر الإعلامي وبما يملكون من وهم واعتقاد مسبق عن الشعب.. فالطغاة لديهم اعتقاد سائد بأن الشعب لا ذاكرة له ونسوا أن العبودية هي فعلاً من لا ذاكرة لها وان الشعب اليمني قد غادر مربع العبودية والسلبية في ثورة 11 فبراير العظيمة ولن تثقب ذاكرته بعد اليوم ولن ينسى أعداءه و قاتليه وناهبي ثروته تماماً كما لن ينسى أصدقاءه ومن وقفوا مع ثورته في الأوقات الصعبة ولن يكون لقمة سائغة لأرباب الكذب، كما لن تكسر إرادته بالتلفيقات والحملات اللفظية وسيدحر حرب الكلمة المزيفة والكذب المنظم كما دحر حرب البنادق والبلاطجة وحملات الرشاشات والمدافع ومعسكرات العائلة التي مازالت آثارها في الصدور والبيوت ومشاهد المقابر.