قالت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان إن السلطات الأمنية في مطار صنعاء أوقفت يمنياً عائداً من السجون السعودية يدعى «ناصر عبدالله الحديقي»، مساء أمس الجمعة فور وصوله المطار قادماً من جدة. وأبدت المنظمة استغرابها من اعتقال السلطات اليمنية للحديقي، وقالت إنه عاد «بعد اعتقال تعسفي دام تسع سنوات في سجون المملكة، تعرض خلالها لصنوف مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة، ولا يزال يعاني من إعاقة دائمة في إحدى رجليه بسبب طلق ناري أصيب به أثناء القبض عليه».
وطالبت منظمة الكرامة السلطات اليمنية بإخلاء سبيل الحديقي فوراً، «طالما أنه ليس متهماً بارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون، والكفّ عن هذه التجاوزات والممارسات التي تمسّ كرامة المواطن اليمني وتتعارض مع حقوقه المكفولة بموجب القوانين اليمنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية»، كما حثّت الحكومة اليمنية على إعادة النظر في سياساتها تجاه الرعايا اليمنيين الذين يتعرضون للاعتقال التعسفي خارج البلاد، وأثناء عودتهم.
وذكرت المنظمة انها تلقت بلاغاً من أسرة «ناصر عبدالله الحديقي»، يفيد بأن السلطات الأمنية في مطار صنعاء الدولي أوقفته مساء الجمعة لدى وصوله المطار، كما احتجزت جواز سفره وأمتعته الشخصية، لكنها في نفس الوقت سمحت له بالاتصال بأسرته وإبلاغها بهذا الشأن.
وبحسب «الكرامة»، كان الحديقي (40 عاماً) يقيم مع أسرته في عدن، وسافر إلى السعودية للعمل بصورة منتظمة في أحد المطاعم في الرياض، حيث ألقي عليه القبض -في مكان عمله- في 08 نيسان / ابريل 2004 من قبل عناصر المباحث العامة، الذين استخدموا أسلحتهم رغم أنه لم يُبْدِ أي مقاومة ولم يشكِّل أيَّ خطر عليهم.
وقالت إن الحديقي تعرض «لسلسلة من الانتهاكات والإخفاء القسري في السجون السعودية، قبل أن تتقدم أسرته ببلاغ إلى منظمة الكرامة، التي راسلت بشأنه الإجراءات الخاصة المعنية في الأممالمتحدة، الأمر الذي أثار حفيظة السلطات السعودية، على ما يبدو، حين قررت إطلاق سراحه، لكن مع حرمانه من أي تعويض أو ردّ اعتبار على سنوات الاحتجاز التعسفي أو حتى التكفل بنفقات علاجه، بحسب إفادة أسرته».