أطلقت سلطات الأمن اليمنية، اليوم السبت 16 مارس/ آذار 2013، سراح المواطن اليمني العائد من السجون السعودية ناصر عبدالله الحديقي، إثر توقيفه لساعات في مطار صنعاء الدولي، عائداً من سجون المملكة، التي قضى فيها قرابة تسع سنوات رهن الاحتجاز التعسفي، تعرض خلالها لصنوف شتى من التعذيب وسوء المعاملة، ولا يزال يعاني من إعاقة دائمة في إحدى رجليه بسبب طلق ناري أصيب به أثناء القبض عليه. السيد ناصر الحديقي تحدّث لمنظمة الكرامة، معبراً عن سعادته بهذه اللحظة التي استعاد فيها حريته المفقودة منذ قرابة تسع سنوات، غير أنه أكد في ذات الوقت حاجته إلى مساندة الحكومة اليمنية والمنظمات الحقوقية لاستعادة بقية حقوقه التي حُرمَ منها، والوقوف إلى جانبه في ما تبقى من فصول المأساة، إذ يعاني الآن من إعاقة دائمة جراء إصابته بطلق ناري أثناء القبض عليه في العام 2004، وبرغم إطلاق سراحه إلا أن السلطات السعودية لم تمنحه أي تعويضات أو نفقات علاج، كما لم تمنحه فرصة لاسترداد أمواله التي فقدها أثناء مدة الحبس. وكانت الكرامة أبدت استغرابها من اعتقال السلطات اليمنية للحديقي في مطار صنعاء، مساء الجمعة، وطالبت بإخلاء سبيله فوراً، طالما أنه ليس متهماً بارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون، كما دعت السلطات اليمنية إلى الكفّ عن هذه التجاوزات والممارسات التي تمسّ كرامة المواطن اليمني وتتعارض مع حقوقه المكفولة بموجب القوانين اليمنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وحثّت الحكومة اليمنية على إعادة النظر في سياساتها تجاه الرعايا اليمنيين الذين يتعرضون للاعتقال التعسفي خارج البلاد، وأثناء عودتهم. وكان المواطن اليمني ناصر عبد الله علي الحديقي، 40 عاماً، يقيم مع أسرته في عدن، وسافر إلى السعودية للعمل بصورة منتظمة في أحد المطاعم في الرياض، حيث ألقي عليه القبض -في مكان عمله- في 08 نيسان / ابريل 2004 من قبل عناصر المباحث العامة، الذين استخدموا أسلحتهم رغم أنه لم يُبْدِ أي مقاومة ولم يشكِّل أيَّ خطر عليهم، وفق ما أفاد به الشهود الحاضرون حينها في عين المكان. وتعرض الحديقي لسلسلة من الانتهاكات والإخفاء القسري في السجون السعودية، قبل أن تتقدم أسرته ببلاغ إلى منظمة الكرامة، التي راسلت بشأنه الإجراءات الخاصة المعنية في الأممالمتحدة، في فاتح أغسطس/ آب 2008، تلتمس منها التدخل لدى السلطات السعودية من أجل وضع أسس قانونية لاحتجازه، أو إطلاق سراحه، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السلطات السعودية، على ما يبدو، حين قررت إطلاق سراحه، لكن مع حرمانه من أي تعويض أو ردّ اعتبار على سنوات الاحتجاز التعسفي أو حتى التكفل بنفقات علاجه، بحسب ما أفاد السيد الحديقي لمنظمة الكرامة. ويتعرض اليمنيون المقيمون في المملكة العربية السعودية لأشكال مختلفة من الاضطهاد، تشمل الترحيل القسري، والاحتجاز التعسفي لمئات الضحايا، وتمتد مدة احتجازهم لسنوات طويلة، يتعرضون خلالها - في الغالب- لسوء المعاملة و / أو التعذيب، الذي يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، بحسب ما وثقته المنظمة.