اختتم أمس الأربعاء المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية العلوم الإنسانية بجامعة العلوم والتكنولوجيا حول اللغة العربية وقدمت فيه عدد من الأبحاث العلمية حول واقع اللغة العربية. وفي المؤتمر الذي عقد في صنعاء بعنوان «اللغة العربية جسر التواصل الحضاري..الواقع والطموح»، واستمرت جلساته خلال يومي الثلاثاء والأربعاء ناقش باحثون من مختلف البلدان العربية واقع اللغة العربية وآفاق تطويرها.
وفي المؤتمر أكد الأستاذ عبد اللطيف مصلح رئيس المؤتمر ونائب رئيس جامعة العلوم أن هذا المؤتمر يأتي لتفعيل دور الجامعة في خدمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم والسنة النبوية، والعمل على نشرها، إضافة إلى إبراز التجارب العربية والعالمية.
كما أعربت الباحثة الجزائرية إزر فاطمية من جامعة الجزائرعن تمنيها أن يضيف المؤتمر شيئاً جديداً للغة العربية مؤكدةً أن هذا المؤتمر وحده لن يحقق الأهداف كلية، وإنما المؤتمرات تأتي تباعاً لتكمل سابقتها.
وقد تخلل المؤتمر في يومه الأول تقديم عدة بحوث ومناقشتها في هذا الصدد ،حيث ابتدأه الدكتور النذير بو المعالي من جامعة الجزائر بتقديم ملخص لبحثه «مكانة اللغة العربية لدى الناطقين بالأمازيغية في بلاد المغرب العربي» وأتخذ أمازيغ الجزائر أنموذجاً، ثم قدم الدكتور حسين حاجي تيكايف من روسيا بحثه الذي كان بعنوان «دور اللغة العربية والثقافة الإسلامية في تعزيز التواصل الحضاري في داغستان والشعوب الإسلامية».
واختتمت الجلسة الأولى من اليوم الأول بتقديم بحث «التواصل الثقافي والحضاري بين نيجريا والوطن العربي» للدكتور عثمان الثقافي من نيجيريا، وقد عرضت بحوث تطرقت إلى اللغة العربية في جورجيا وجذورها التاريخية.
كما تم استكمال جلسات النقاش للمؤتمر في فترته الثانية نوقش خلال تلك الفترة «المعايير المقترحة للغة العربية للناطقين بغيرها»، الذي قدمه الدكتور محمد المحجري مسؤول اللجنة العلمية للمؤتمر، كما عرضت المعتقدات والحلول المقترحة ل«استخدام الفصحى في التدريس الجامعي» الذي قام بعرضه الدكتور يحيى المهدي، ثم قدمت الباحثتان ظلال الجاجي وأمل الحيمي ملخصاً لبحث «مستوى مهارات اللغة العربية لدى عضو هيئة التدريس»، وبحث آخر بعنوان «التحديات الفرانكفونية وتداعياتها على اللغة العربية» للأستاذ رضوان عمران من ليبيا.
وفي اليوم التالي قامت الباحثتان الجزائريتان إزر فاطيمة وحميود رتيبة بتقديم ملخص لبحثهما بعنوان «الخطاب المرئي سند تفاعلي وتعليمي»، كما قدم الدكتور سمير الشميري ورقة بحثية بعنوان «استخدام التقنية الحديثة في اللغة العربية وتعلمها ونشرها ودوره في التواصل الحضاري».
الدكتور محمد المحجري نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس اللجنة العلمية قال في تصريح ل«المصدر أونلاين» إن المؤتمر في حد ذاته إضافة «لأن التقاء الناس على عنوان (جسر التواصل الحضاري) هو نوع من فاعلية وتفعيل هذا العنوان الذي هو تواصل بين الناس بمختلف أجناسهم من مختلف دياناتهم .. وهذا دليل التقاء».
ويضيف المحجري معلقاً على الأبحاث المقدمة خلال المؤتمر «يفترض أن تقدم الأبحاث شيئاً جديداً، الواضح أن بعض الأبحاث تعرض المشكلة أكثر من كونها تعرض الحل، وبعض الأبحاث تقيم التجارب أكثر مما تتطلع للمستقبل، لكن لا تخلو هذه الأبحاث من رؤى جزئية صغيرة كانت أو كبيرة طامحة كانت أم قاصرة النظرة».
ويتطلع المحجري أن تكون المؤتمرات القادمة أكثر فاعلية وجديه ويؤكد على أن «الالتقاء و تدارس هذه الرؤى ينقح هذه الرؤى، وقد تخرج من بين تقاطعات تلك الرؤى رؤى بينية جديدة مهمة».