دعا خبراء امريكيون مهتمون بالشأن اليمني إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إعادة النظر في الاعتماد على ضربات الطائرات بدون طيار والاعتراف بأن هذا النهج «عزز المشاعر المعادية للولايات الامريكية وزاد تأثير الجماعات المتطرفة». ووقع 31 خبيراً وسياسياً امريكياً رسالة إلى الرئيس الامريكي تطلب منه تقييم السياسة الامريكية تجاه اليمن، وتشمل ثمان نقاط رئيسية.
وتدعو الرسالة إلى التركيز على استقرار الأمن الداخلي في اليمن للحصول على نتائج جيدة على المدى الطويل، وزيادة المساعدات الامريكية الاقتصادية لليمن.
وعُقدت اليوم الثلاثاء فعالية في مؤسسة كارينجي للسلام الدولي بالعاصمة الامريكيةواشنطن، تحت شعار «إعادة النظر في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه اليمن» نظمها مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي ومشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط.
الوثيقة دعت أوباما إلى الاعتراف بان ضربات الطائرات بدون طيار عزز المشاعر المعادية للولايات الامريكية وزاد تأثير الجماعات المتطرفة وناقش المتحدثون الرئيسيون الثلاثة بشكل رئيسي آراء اليمنيين عن دور الولاياتالمتحدة في اليمن ولتقييم عملهم هناك وما يجب القيام به.
وتحدث في الفعالية كبير مستشاري الشرق الأوسط في معهد الولاياتالمتحدة للسلام ستيفن هايدمان، ورئيس مركز قياس الرأي العام في اليمن حافظ البكاري، ونائبة مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الاطلسي السيدة دانيا جرينفيلد.
وأكد حافظ البكاري أن هناك «فجوة بين سياسة الولاياتالمتحدة في اليمن وحاجة وتوقعات الشعب اليمني، لأن معظم اليمنيين لديهم رؤية سلبية تجاه الولاياتالمتحدة».
حافظ البكاري: هناك فجوة بين سياسة واشنطن في اليمن وحاجات وتوقعات الشعب اليمني وهذه هي الرسالة الثانية الموجهة لإدارة أوباما للمطالبة بإعادة تقييم السياسة الامريكية تجاه اليمن للحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتتهم الوثيقة - التي حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منها - حكومة أوباما في فترة رئاسته الأولى بالتعامل مع تحديات اليمن بحلول مؤقتة ذات مفعول قصير المدى، وتحث جميع المؤسسات الامريكية التي تعمل في اليمن بطريقة مهذبة على تركيز دعمهم المادي والمعنوي بشكل أساسي على مشاريع التنمية التي تثمر نتائج ايجابية على المدى الطويل. كما أفادت الوثيقة بان سياسة امريكا الأمنية الحالية تحقق «نتائج عكسية».
وقام السيد ستيفن مكينيرني، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية للشرق الاوسط، والسيدة جرينفيلد بجمع التوقيعات التي تعكس آرائهم الشخصية، لا المهنية، لتسليط الضوء على ثمان نقاط رئيسية ووقع عليها 31 أمريكيا من الدبلوماسيين والمفكرين والخبراء المهتمين باليمن. ويمكن الاطلاع على أسمائهم أدناه.
تحث الوثيقة الولاياتالمتحدة على تعزيز علاقاتها مع اليمن من خلال: 1) استخدام علاقة القيادة الامريكية بالرئيس عبدربه هادي لتلبية وتنفيذ النقاط الرئيسية للمرحلة الانتقالية ولحث حكومة اليمن على معالجة انتهاكات حقوق الإنسان.
2) دعم الحوار الوطني من خلال تمكين الاصوات المستقلة التي لا تنتمي لنخبة الاحزاب السياسية ولتوسيع نطاق الدعم للجنوبيين واليمنيين المقيمين خارج نطاق العاصمة أو المناطق الحضرية.
3) العمل مع «أصدقاء اليمن» للتأكد من تسليم التعهدات لليمن وتقوية القدرات والموارد التي تحتاجها اليمن لتنفيذ مشاريعها.
الوثيقة دعت إلى ان يكون الجيش اليمني تحت قيادة مدنية، وان تحذر واشنطن من إعادة الأخطاء التي ارتكبت خلال عهد صالح 4) تنفيذ دبلوماسية عامة أكثر فعالية. عبر تعديل استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه اليمن بحيث لا تقتصر على مكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية فقط.
5) إعادة النظر في اعتماد الولاياتالمتحدة على ضربات الطائرات بدون طيار مع الاعتراف بان هذا المنهج عزز المشاعر المعادية للولايات الامريكية وزاد تأثير الجماعات المتطرفة.
6) التأكد من ان عملية هيكلة الجيش اليمني ستكون تحت قيادة مدنية وان تحذر الولاياتالمتحدة من إعادة الأخطاء التي ارتكبت خلال فترة رئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
7) التركيز على استقرار الأمن الداخلي في اليمن وليس على عمليات مكافحة الإرهاب فحسب للحصول على نتائج جيدة على المدى الطويل.
8) زيادة المساعدات الامريكية الاقتصادية لليمن والاستفادة من الصناديق الإقليمية لمساعدة اليمن، بالإضافة إلى حزمة المساعدات الثنائية.
«المصدر أونلاين» ينشر أسماء الموقعين على الوثيقة: دانيا جرينفيلد نائبة المدير في مركز رفيق حريري للشرق الأوسط في مجلس المحيط الأطلسي.