أفرج، السبت، عن ثلاثة من السجناء السياسيين بمحافظة إب على خلفية حادثة محاولة اغتيال شيخ العدين المعروف صادق باشا في 2003، في منطقة نقيل سمارة. وقال مقبل الحذيفي، أحد السجناء المفرج عنهم: «إن القضية سياسية بحتة منذ البداية، حيث وُجِّهت التهمة لنا بسبب انتمائنا السياسي ومعارضتنا لسياسة المشايخ في المنطقة، وتصفية حسابات، كما أن المعهد العلمي في المنطقة الذي أُسس في المنطقة كان من ضمن أسباب اتهامنا في القضية».
وأضاف أن «قرار الاتهام بدأ بتُهمة إطلاق النار على صادق باشا، ثم تبدل بعد ذلك إلى الشروع بالقتل، وغُيِّر أيضا فيما بعد إلى استهداف شخصية عامة، وهذه أدلة واضحة بالتلاعب بالقضاء وتسييسه وحرفه عن مساره في إحقاق الحق، وإرساء العدل».
وقال الحذيفي «حُكم علينا بالسجن لمدة عشر سنوات في محكمة الاستئناف من تاريخ النطق بالحُكم، وليس من تاريخ دخولنا السجن، كما حُكم علينا بدفع 11 مليون ريال، منها 6 ملايين تكاليف المُحاماة للطرف الآخر و5 ملايين ريال قيمة سيارة صادق باشا التي أُطلق عليها الرصاص».
وأضاف أنه منذ منتصف 2011، بعد أن استطاعوا أن يدخلوا معهم التلفونات إلى السجن استطاعوا التواصل مع المنظمات ومع الجهات المعنية بالانترنت وبمواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد أن الثورة الشبابية السلمية هي من لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في الإفراج عنهم، مستبعدا أن يتم الإفراج عنهم في ظل النظام السابق المتواطئ مع الطرف الآخر.
وعبّر الحذيفي عن شُكره وامتنانه لمنظمة "هود" وخصّ المحامي والناشط برمان والمنظمات المدنية الأخرى، وكلّ من تضامن معهم في قضيتهم، مضيفا أن برمان هو من تابع قضية الإفراج عنهم، وأحضر أوامر من النائب العام بإطلاق سراحهم.
وقضى السجناء الأربعة المفرج عنهم (مقبل علي محمد الحذيفي، ومحمد علي محسن المليكي، وحمود محمد نعمان المليكي، ومنصور النجار) 10 سنوات في السجن المركزي بمحافظة إب بعد إصدار حُكم قضائي يتهمونه بأنه مُعدّ مسبقاً. ورحّبت قيادات سياسية وشخصيات اجتماعية ووجهاء مدينة العدين بالإفراج عن السجناء، كما عبّر أهالي مديرية العدين وبلاد المليكي عن سعادتهم البليغة وفرحتهم بالإفراج عنهم، حيث أطلق الأهالي الألعاب النارية والزغاريد.
وتعيش مدينة العدين كغيرها من مناطق كثيرة في المحافظة بعيداً عن نفوذ حقيقي تُمارسه السلطات، تلك المناطق سلّمها النظام السابق للمشايخ ليمارسوا فيها سطوتهم على المواطنين بدون رقيب أو حسيب، كما حدث مع أبناء الجعاشن المهجّرين من قُراهم بأوامر الشيخ محمد أحمد منصور المعروف ب "شاعر الرئيس السابق".
وتأتي حادثة الإفراج عن المسجونين من قبل الشيخ صادق باشا لتمثل بداية جديدة لأبناء العدين، ومع أن المسجونين قد أنهوا فترة الحُكم عليهم إلا أنه كان من شبه المستحيل إطلاق سراحهم في ظل النظام السابق.
وتمثل هذه الخُطوة ربما بداية جديدة لأبناء تلك المديريات المشهورة في إب للإفلات من الاضطهاد والكبت الممارس عليهم من قبل مشايخ مارسوا بحقهم أبشع الانتهاكات سواء في سجونهم الخاصة أم عبر مرافقيهم الذي عاثوا في الأرض الفساد في ظل الحصانة التي منحهم إياها المشايخ.